الحوار وارتفاع الدولار
استبشر الجميع بمحضر الخير الذي تم التوقيع عليه صبيحة السابع عشر من يوليو الجاري وبحضور فخامة الأخ قائد الوحدة الرئيس علي عبد الله صالح حفظه الله , وكما كان ذلك اليوم فاتحة?ِ خير?ُ لليمنيين قبل 32 عاما?ٍ حين وهب?ِ الله?ْ للوطن? قائده?ْ المعطاء ومحقق?ِ منجزاته? في العصر الحديث , حيث ومنذ ذلك التاريخ شهد اليمن سواء?ٍ بشطره الشمالي قبل تحقيق الوحدة أو بعد قيامها الكثير من التحولات لعل?ِ أبرزها في تلك الفترة الاستقرار السياسي , حيث مثل??ِ مجيء?ْ فخامته? إغلاقا?ٍ لباب الاغتيالات التي طالت كل من تولى دفة الحكم في شطري الوطن في تلك الحقبة? العصيبة? من تاريخ اليمن . لهذا كله فقد كان محضر?ْ السابع عشر من يوليو 2010م هو امتداد?َ طبيعي?َ للسابع عشر من يوليو 1978م , نعم لقد استوعبت أحزاب الوطن سواء في السلطة أو المعارضة , استوعبت الدرس جيدا , ولو ان الأمر جاء متأخرا?ٍ , لكن لن تصل?ِ متأخرا?ٍ خير?َ من ان لا تصل?ِ نهائيا?ٍ , وهذا ما حدث , فقد أنهى محضر الخير الذي بني??ِ على اتفاق فبراير وجاء تلبية?ٍ للدعوة? التاريخية? من الأخ قائد الوحدة والتي أطلقها ليلة الثاني والعشرين من مايو 2010 م , والتي دعا من خلالها لطي صفحة الماضي المليء بالتشاحنات والاختلافات والتعصبات وفتح صفحة جديدة عنوانها المحبة وطرقها الوئام وأركانها السلم والأمان ومستقبلها التطور والازدهار . لقد رحب العالم بأسره عموما والمحبين لوطن الإيمان على وجه الخصوص بهذا الاتفاق التاريخي , لان به سيتم الجلوس على طاولة الحوار ليطرح كل طرف?ُ مقترحاته التي يجب ان تكون مبنية أولا?ٍ على حب الوطن , وثانيا?ٍ ان تكون مرتكزة على أسس علمية من شتى النواحي السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية والثقافية , وثالثا?ٍ وهو الأهم ان الاختلاف لا يفسد للود قضية ولا يغلق للحوار باب ولا يسد للالتقاء طريق . من المفترض ان ينعكس التوقيع التاريخي بين الحزب الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك بصورة ايجابية على الناحية الاقتصادية بالمقام الأول , كون الاختلاف هو الذي يحدث البلبلة و ويجعل الناس تتخيل وكأن الأمر ما يلبث وان ينفجر بين لحظة وأخرى مع ان ما يرفع من وتيرة ذلك التشاؤم هو التعاطي الخاطئ لأجهزة الاعلام والإثارة التي لا يدعمها الواقع ولا يفرضها المنطق , وفي هذا الطريق يفاجئ الجميع بان أسعار صرف العملات الأجنبية وعلى رأسها الدولار الأمريكي شهد صعودا?ٍ غير منطقي في ظل استقرار في الأيام الأخيرة بعد ان كان مستقرا?ٍ لأعوام تحت حاجز المائتين ريال , فوصول سعر الدولار لعتبة 234 ريال هو نوع من المضاربة وحرق لاقتصاد الوطن المعتمد على الدولار في استيراد وتصدير جميع المنتجات . أي عاقل يستطيع ان يدرك ان ارتفاع سعر الصرف هي لعبة دنيئة تقوض الاقتصاد الوطني والذي هو في الأساس ليس في أحسن أحواله , ولنا ان تصور لماذا كلما اتجهت الدولة للاتفاق سواء مع الحوثيين أو أحزاب اللقاء المشترك يزيد السعر ارتفاعا?ٍ بينما يظل ثابتا?ٍ طيلة سنوات الحرب من جهة مع المتمردين من إتباع الحوثي أو المنضوين تحت مظلة القاعدة , من المنطق ان يكون الارتفاع عندما تكون الدولة منهمكة في الحروب لا عندما تسعى الى مد جسور التواصل , انه لغز?َ صعب?َ ولكنه ليس?ِ محيرا?ٍ , فالواضح ان هناك من يسعى الى الخراب ويساعده في ذلك وللأسف الشديد جشع التجار وهلع الصيارفة وانتشار الفاسدين في المرافق العامة للدولة والذين يدركون ان أي استقرار للبلد سيقود بطبيعة الحال على تحسن الوضع الاقتصادي وهو ما سينعكس على انخفاض سعر صرف الدولار , ولأنهم يعرفون ذلك جيدا فهم أنفسهم من يمتصون ملاين الدولارات التي يضخها البنك المركزي بين فترة?ُ وأخرى لتغذية السوق التجارية ولكن وللأسف فالرقابة?ْ العديمة?ْ من قبل البنك مكنت هؤلاء من الربح مرتين أولا?ٍ بشراء الدولار بسعر البنك وبعد ثوان?ُ معدودة يتحكمون برفعه في السوق . مساكين?َ هم المرضى ومرافقوهم , مساكين?َ هم الطلبة الذين يدرسون بالعملة الصعبة , مسكين?َ كل من يحتاج الى الدولار لإنقاذ حياته فهو في حيرة من أمره , الحيرة الأولى كيف يستطيع ان يجمع المال اللازم بالريال , وان استطاع وتكبد المشاق وأراق ماء وجهه واستدان وباع أغلى ممتلكاته يصدم بان سعر الدولار قد ارتفع وأصبح ما جمعه بالريال لا يساوي شيئا?ٍ بالدولار , حتى ان معرفة سعر الصرف أصبح مرتبطا?ٍ بالشبكة العنكبوتية ( الانترنت ) ورغم أهمية هذه الخدمة في وقتنا الراهن نلاحظ ان نقاط الانترنت (ADSL) التابعة لتليمن غير متوفرة وان توفرت فالسعر المحلي هو مرتفع عند مقارنته بدول العالم مع ان تكلفته على الدولة اقل من ذلك بكثير , يبدوا ان انعدام النقاط الخاصة بالانترنت قد انتقلت عدواه الى فرع تليمن بالحديدة الذي تم مصادرة الانترنت منه مع انه هو من يبيعها للجمهور , فكيف لمرفق مهم كهذا ان يعمل في ظل غياب الانترنت عنه وعدم سداد الادارة العامة لفاتورته الشهرية , هذا أيضا جزء من محاربة بعض الفاسدين لمرافق الدو