باقة?ْ انطباعات?ُ فو?احة?ُ حول?ِ ا?حكيلي لجوقة? الكروان الجليلي?ة!
على مسارب? المدخل? لقاعة? الاحتفال? وقف?ِ هناك?ِ مبتس?م?ٍا مؤه??لا?ٍ? يستقبل?ْ ويعصر?ْ ويوز?ع?ْ عصير?ِ البرتقال? للوفود? القادمة? للاحتفال? وكخلي?ة? الن?حل تلق?فت? هذه الوفود?ِ حفاوة?ْ سر?ي?ة? الكش?اف? الأورثوذكسي?ة? المؤازرة?ْ على الد?وام? لاحتفالات? الكروان? وكان انتظار?َ وكان حفل?ْ ا?حكيلي لجوقة الكروان? العرض?ْ الغنائي??ْ المسرحي??ْ في شهر? حزيران الماضي.
لكن? ما لفت?ِ انتباهي أن? العرض?ِ انتهى? وأن? العديد?ِ م?ن الحضور? بقو?ا جالسين? كأن?ما عيون?ْهم المشدودة?ْ للمسرح? لا زالت? تترق?ب?ْ المزيد?ِ بتعط?ش?ُ ذو?اق? فحل?قت? بين?ِ العيون? والألسنة? نظرات?َ مشدوهة?َ وكلمات?ْ إطراء?ُ وإعجاب? وحين?ِ التقيت?ْ زملائي م?ن شعراء?ِ وأدباء في هذا الحفل الر?اقي? تهافتت? كلمات?َ برد?ٍا على أذني وروحي? يا الله.. روعة.. رهيب.. مستوى راق?ُ.. هل هناك فن??َ بهذا البلد بهذا المستوى ولا يأخذ حق?ه.. إذ?ٍا? فلنرسل? بانطباعات?نا حزمة?ِ عطر?ُ مكتوبة?ٍ لجوقة? الكروان. وهذا ما كان:
الش?اعر?ْ نزيه حسون/ شفاعمرو:
ساعة?ٍ ونصف م?ن الإبداع? والأصالة? لجوقة? الكروان? ولفيف?َ م?ن زملائي الأدباء? والش?عراء? التقينا بعد?ِ انتهاء? العرض “ا?حكيلي” لجوقة? الكروان? وبريق?ْ بهجة?ُ يلوح?ْ في ابتسامات?ُ مغموسة?ُ بالانتشاء?? وقد أبهر?ِها حين كانت? أنسام?ْ البحر? البليلة? تداعب?ْ سفوح?ِ الكرمل? غرب?ٍا? كان?ِ الكرمل?ْ ي?ْصغي بخشوع?ُ وابتهال?ُ لجوقة? الكروان الغنائي?ة? في عرض?ها “احكيلي”? ال?تي انسابت? أنغام?ْها الآسرة?ْ عند?ِ تخوم? الكرمل? شرق?ٍا? في أمسية?ُ إبداعي?ة?ُ غنائي?ة?ُ تراثي?ة?ُ فريدة?ُ وممي?زة? استحوذت? على مسامع? وقلوب? الحاضرين!
التأم?ِ في تلك?ِ الل?يلة? ما يربو على الألف شخص? تقاطبوا م?ن مختلف? أنحاء? البلاد? إلى تلك?ِ القاعة? الر?اقية? والمتوف?ر فيها كل? الوسائل? الت?قني?ة? والتي نفتقد?ْها في وسط?نا العربي? لأمسي?ة?ُ غنائي?ة?ُ كهذه? وال?تي تقع?ْ في قرية? “الياجور” الر?اقدة? على تخوم? الكرمل. أكثر?ِ م?ن ألف? شخص?ُ حضروا ليصغوا إلى جوقة? الكروان العبل?يني?ة? بقيادة? المايسترو نبيه عو?اد? ال?تي أسهمت? إسهام?ٍا نوعي??ٍا في إثراء? المشهد? الفن?ي? في البلاد? وأخذت? مكان?ِها على خريطة? الغناء? والموسيقا? ولعل??ِ تلك?ِ الأمسية?ِ الر?ائعة?ِ ا?حكيلي? وال?تي شاء?ِ لي قدري الجميل?ْ أن أحضر?ِها? ذك?رت?ني أو?ل?ِ ما ذك?رت?ني بمقولة?ُ عميقة?ُ وعظيمة?ُ قال?ِها ذات?ِ يوم?ُ الفليسوف?ْ الألماني??ْ المشهور?ْ فردريك نيتشه بما معناه? أن? الحياة?ِ بدون موسيقا إن? هي إلا? خطأ. وقد تيق?نت?ْ في تلك?ِ الل?يلة? م?ن صح?ة? تلك?ِ الجملة?? وتي?قنت?ْ أن? م?ِن لم يحضر? تلك?ِ الأمسية? الر?اقية? قد أخطأ.
جوقة?ْ الكروان الغنائي?ة?ْ تتفر?د?ْ بنكهت?ها الخاص?ة? وطابع?ها المتفر?د?? وال?ذي أمسى بمثابة? اله?ْوي?ة? ال?تي تمي?ز?ْ أداء?ِها الملتزم?ِ وأغانيها الط?ربي?ة?ِ العذبة? في هذه الأمسية? سيطر?ِ عليها طابع?ْ الر?حابنة? والفيروزي?ات? القديمة?? بكل?? ما تم?ْت??ْ بعمق?ُ إلى الأصالة? والت?راث?? وبكل?? ما تثير?ْ في الن?فس? والر?وح? م?ن عبق? الط?رب? الأصيل? ال?ذي ترك?ِ بصمات?ه? العميقة?ِ? وما زال?ِ إلى الآن في وجدان? وذائقة? الإنسان? العربي?? م?ن?ِ المحيط? إلى الخليج. وفي خضم?? موجة? الأغاني الر?خيصة? ال?تي تصفع?ْنا بها القنوات?ْ المختلفة?ْ كل??ِ يوم? وال?تي تعتمد?ْ على الجسد? والص?ورة? أكثر?ِ مم?ا تعتمد?ْ على الص?وت? والإبداع? يظل??ْ يعترينا شوق?َ جارف?َ وحنين?َ لا يعتريه? ذبول?َ لتلك?ِ الفيروزي?ات? الخالدة? والألحان? الر?اقية?? ال?تي ت?ْلامس?ْ مخمل?ِ القلب? ومسامع?ِ الر?وح? قبل?ِ أن تلامس?ِ طبلة?ِ الأذن? ولهذا جاء?ِ اختيار?ْ جوقة? الكروان لهذا الل?ون الر?اقي م?ن?ِ الغناء? الكلاسيكي?? لي?ِسد??ِ ظمأ الوجدان? الش?عبي??? وليرقى بنا إلى مستويات?ُ موسيقي?ة?ُ سامية?ُ تتجاوز?ْ حركات? الجسد? والفيديو كليب? ال?ذي بات?ِ يشو?ه?ْ المشهد?ِ الموسيقي?? إلى حد??ُ بعيد?ُ في هذا العصر.
أكثر?ِ م?ن ساعة?ُ ونصف الس?اعة? جلس?ِ ما يتجاوز?ْ الألف?ِ شخص?ُ م?ن شعراء?ِ وأدباء?ِ ومثق?فين وم?ن مختلف? الأطياف? الش?عبي?ة?? ي?ْش?ِن??ِفون أذان?ِهم وبهدوء?ُ مطلق? وشوق?َ يصل?ْ حد??ِ الانبهار? بتلك?ِ الأغاني العذبة?? ال?تي انهمرت? في تلك?ِ الأمسية? على قلوب? الحضور?? كانهمار? الن?دى والن?ور? على أوراق? الورد? وهذا ي?ْجس?د?ْ بحد?? ذات?ه? ويؤك?د?ْ تأكيد?ٍا مطلق?ٍا? على أن? جماهير?ِنا متعط?شة?َ إلى الط?رب الأصيل? والغناء? الر?اقي? وان??ِ هذا النوع?ِ م?ن?ِ الغناء? هو الأرقى والأسمى والأبقى? وإلى مثل?ه? نرنو دائم?ٍا وأبد?ٍا. ولعل??ِ أكثر?ِ ما شد??ِ انبهار?ِ الحاضرين? هو ذلك الانسجام?ْ الموسيقي??ْ والهرموني??ْ بين?ِ الغناء? الفيروزي?? الأصيل?? وتلك?ِ الفقرات? الأدبي?ة? الت?راثي?ة? ال?تي تخل?لت? الع?ِرض? لتزيد?ِه?ْ بها