“بوزيتو”: مهمتنا الأساسية هي تنظيم العمال وتهيئتهم من اجل النضالات الكبرى
تعتبر حركة بدون ارض من أكثر الحركات والقوى الشعبية البرازيلية تنظيما وانضباطا علاوة على الجذرية الفكرية التي تنتهجها وتلتزم بها? والجميل في هذا أنها نالت احترام معظم المفكرين واليساريين البرازيليين لتصبح من أكثر الحركات القائمة على الأرض عددا ( يزيد عددها عن ثلاثة ملايين شخص)? ولكنها ومنذ البداية رفضت المساومات والدخول في اللعبة السياسية الدائرة على الأرض ورفضت الدخول في اللعبة الانتخابية كإفراز ديمقراطي من إفرازات الفكر المهيمن? هذا وقد تميز أعضاء الحركة وخاصة قيادته الميدانية بالرهبنة في العمل السياسي والولاء التنظيمي? ففي معمعان نضاله اليومي لم يسمح للبورجوازية الصغيرة من الوصول إلى قيادة الحركة نظرا لقصر النفس الذي تتمتع به? إن كثيرا من قيادات الحركة والتي تبوأت مراكز وظيفية عالية نظرا لكفاءتها المميزة? لم تقبل بان تنعم بنعومة الحياة التي تخولها لها الوظيفة? حيث انطبعت حياتهم العادية بحياة الفلاحين الذين لا يملكون شيئا? فهم ينامون مع الفلاحين في أكواخ البلاستيك الأسود التي ينصبونها? ويشاركون بدورية الطهي وغسل الصحون كباقي رفاقهم? ولسان حالهم يقول .. تريدون قيادة الثورة ? حسنا تعالوا وعيشوا معنا حياة البروليتاريا الرثة تعالوا وتذوقوا مبررات النضال وضرورة ديمومته … تطهير عقلاني من دنس الفكر والتصرف البورجوازي .
تتضح وتبرز بحدة صيغة التهكم والسخرية المرة التي يكنها الحزب – الحركة- للمنظومة الاقتصادية والفكرية السائدة والتي تتحكم بالنظام الرأسمالي العالمي فبلد كالبرازيل تبلغ مساحته ما يزيد على 8.5 مليون كم مربع بنفس مساحة العالم العربي كله? تعتبر أراضية من أخصب الأراضي في العالم لا يخسر منها كصحارى أو أراض ثلجية شيئا? وتتمتع بأمطار متوازنة طيلة العام بينما لا يتجاوز عدد سكانه 190 مليون نسمة يعيش منهم على الصناعة والخدمات في المدن أكثر من 100 مليون ليبقى كي يعيش في الأرياف ويعتمدون على الأرض الزراعية في تأمين حياتهم نحو 90 مليون? ومع هذا فهناك الملايين من الناس الذين لا يملكون أرضا? وإزاء هذا الوضع ونتيجة للغبن التاريخي الذي لحق بالفلاحين? وللإجرامية التي اعتمدتها الطبقة البرجوازية في سيطرتها على الدولة ومقدراتها فقد أصبحت هذه الإقطاعيات ذات الإنتاجية والمردود العالي ملكا لطبقة ينقص حجمها يوما بعد يوم وتنخفض قدرتها على العمل المنتج لتغدو مع مرور الزمن أرضا مهملة لا تنتج شيئا? ولضمان استمرار سيطرتها يزداد بطشها وعنفها? وهكذا تصبح الأرض المعطاء مجرد هكتارات معينة ملكا لشخص او لعائلة تنتظر ضغط السوق العقارية لترتفع أسعار الأراضي بشكل مذهل.
ينحصر نشاط حزب الفلاحين الذين لا يملكون أرضا? في الاستيلاء والسيطرة على هذه الإقطاعيات? وتسليمها للفلاحين المنتجين الذين حرمتهم هذه المنظومة من ملكية الأرض? وحرمت فقراء العالم من الغذاء? وهناك من يقول أن مجمل ما سيطرت عليه الحركة من الإقطاعيات المهملة عديمة الإنتاج? والتي حولها إلى إنتاجيات جماعية يعادل مساحة فرنسا? وهذا يعطينا تصورا عن القوة التي يمثلها الحزب أولا? كما يعطينا تصورا عن الإدارة الحكيمة القائمة على التخطيط والتنفيذ السليم من اجل إلغاء الظلم التاريخي الذي لحق ببعض فلاحي هذه البلاد? تنطلق الحركة في نضالها اليومي من نظرية عادلة وسليمة عمدتها العدالة والدم? وهي ان الملكية الفردية ليست حقا مطلقا وإنما هي حق نسبي? ما دام مالك الأرض يحترم الوظيفة الأساسية للأرض? لكي تكون مجالا للإنتاج من اجل إطعام الحيوان أو البشر? وان فظاظته وتعنته من اجل تغيير هذه الوظيفة التاريخية للأرض يفقده الحق في استمرارية التملك ويعطي الشرعية للحركة لكي تعدل المسار الأزلي, هذا وقد فقدت الحركة مئات الشهداء الذين سقطوا برصاص الإقطاعيين الذين يرفضون العدالة الاجتماعية? ويصرون على بقاء كل قديم على قدمه? أو برصاص حليفهم من إفراد الشرطة الذين يتبجحون في محافظتهم على القانون والحق العام.
ضمن محاولاتنا نسج أفضل العلاقات الرفاقية مع هذه الأحزاب الجذرية وضمن تأطير اليسار في جبهة عالمية كان لنا هذا اللقاء مع مارسيلو بوزيتو كناطق رسمي أفرزته الحركة لكي نتكلم عن بزوغ الأحلام في البرازيل وفي فلسطين وفي أميركا اللاتينية والعالم .
• هل بإمكانك أن تعرفنا على حركة بدون ارض بطريقة مختصرة? أسباب نشأتها وأهدافها?
بعد سنة 1964 عندما مو?ِلت الولايات المتحدة الانقلاب العسكري الذي دشن مرحلة ديكتاتورية قاسية? كان هذا يسير بالتوازي مع ملف آ خر الا وهو احتكار السلطة بيد بعض الجنرالات الرجعيين? ويتناغم هذا بالطبع مع احتكار النفوذ والملكيات بأيدي العائلات ذات النفوذ والقريبة من هؤلاء الجنرالات إضافة إلى الشركات الوطنية والمتعددة الجنسيات? فمن سنة 1964 وحتى سنة 1978 طرد الملايين من الفلاحين من الأطراف والريف نحو المركز? حيث كانت