عدن .. احتلال أم مصيدة ??!
منذ ما يزيد عن أربعة أشهر والجيش واللجان الشعبية يحرزون انتصارات متوالية في عدن مقابل انهيارات كبرى في صفوف القاعدة ومرتزقة الخارج في أغلب المديريات? وبعد أن سقطت رهانات العدوان على ادواته في الداخل? لجأ إلى أوراق عدة منها الورقة الأمنية المتمثلة بالتفجيرات في أكثر من محافظة? وعسكرة المرتزقة وحشد الآليات وتكثيف الغارات والقصف البحري هذا في الجانب الميداني? وفي الجانب السياسي استغل العدوان الهدنة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة في أواخر شهر رمضان وذهب لغزو عدن.
في الثامن والعشرين من رمضان أدخلت قوات العدوان عشرات الآليات والاف من القاعدة وداعش ومرتزقة تم تجنيدهم وتدريبهم خلال الفترة الماضية? وجيء معهم بعشرات الضباط والجنود الإماراتيين والسعوديين? لتجتمع الاعلام الأجنبية مع رايات القاعدة ومدعي الانتماء للحراك الجنوبي وهو مؤشر خطير الهدف منه إجهاض القضية العادلة والمحقة للجنوبيين واستباق أي تفاهمات لحلها.
عملية الانزال البحري لم تكن مفاجئة بل كانت متوقعة وفي حسبان الجيش واللجان الشعبية إذ أن معلومات استخباراتية كشفت في وقت سابق عن التحضير لهذه العملية بهدف احتلال وغزو عدن.
صحيح أن هذه العملية أحدثت خرقا?ٍ بسيطا?ٍ في بعض مناطق عدن بما فيها المطار? لكن ذلك لا يساوي حجم النفقات والتجهيزات والغارات المكثفة والقصف المكثف من البارجات واستجلاب الاف المرتزقة ومئات الضباط الخليجيين وغيرهم? ومع ذلك أقنعت قوى العدوان نفسها بأنها قد حققت معجزة وقد رافق ذلك هالة إعلامية ربما لم يسبق لها نظير.
السؤال المهم والمحير هنا هو كيف سمح الجيش واللجان الشعبية بعد أربعة أشهر من الصمود والتقدم كيف سمحوا للغزاة بالدخول إلى عدن والانتشاء بما أسموه النصر? وإعلان عدن محررة بالكامل حسب زعمهم ???!!
كثيرون يرون أن الاختراق الذي حصل جاء نتيجة الغارات المكثفة والقصف المكثف من الطائرات والبارجات المعادية وبشكل جنوني وهستيري دفع الجيش واللجان الشعبية لاتخاذ تدابير مؤقتة ? حفاظا?ٍ على حياة المقاتلين وتجنبا?ٍ للخسائر البشرية في صفوفهم? لكن سبق أن حدث مثل هذا في التواهي حيث شنت طائرات العدوان أكثر من مئة غارة في غضون ساعات ومع ذلك لم تستطع أن تحقق شيئا?ٍ على الأرض.
والبعض يرى أن ” عملية السهم الذهبي ” جاءت كعملية استباقية للخيارات الاستراتيجية التي حظيت بترحيب شعبي واسع? سعيا?ٍ منها لخلط الأوراق وتأخيرها قدر الإمكان وهذا أيضا شيء مطروح.
فيما يرى البعض الآخر بأن ما حصل كان مخطط له من قبل الجيش واللجان الشعبية معتبرا?ٍ ما جرى عملية استدراج للعدو وجرجرته إلى مصيدة يسهل فيها القتل الذريع في صفوف العدو وتكبيده أكبر خسائر ممكنة في الأرواح والعتاد.
ثمة مؤشرات ميدانية تؤكد الفرضية والاحتمال الثالث ومنها قصف مطار عدن وتجمعات العدوان ومرتزقته فيه ? ثالث أيام العيد يوم الـ23 من يونيو في عملية تكشف أن الأماكن التي يتمركز فيها العدو تحت رحمة مدفعية وصواريخ الجيش واللجان الشعبية ومؤشر على أن الجيش واللجان الشعبية لازالوا يحتفظون بكامل قوتهم ? زد على ذلك أن الجيش واللجان الشعبية تمكنوا من قصف غرفة العمليات التي يديرها ضباط إماراتيون وقتلت عددا منهم وبقدر ما يمثله هذا من انجاز عسكري فإنه يمثل اختراقا?ٍ أمنيا?ٍ مهما?ٍ ? ليس هذا فحسب بل إن الجيش واللجان الشعبية تمكنوا أيضا من قتل مالا يقل عن 70 عنصرا?ٍ من القاعدة ومرتزقة الرياض بينهم أجانب وتدمير مالا يقل عن 52 آلية في الشيخ عثمان ودار سعد أثناء محاولات التسلل إلى المدينة الخضراء وجعوله والبساتين .
هذه الإنجازات الميدانية التي حققها الجيش واللجان الشعبية بعد الإعلان المزعوم عن السيطرة على عدن تضع قوى العدوان ومرتزقته أمام تحد هام هل سيصمدون أم أن مقاتليهم سيتحولون إلى أسرى وقتلى ومعداتهم وآلياتهم غنائم لمقاتلي الجيش واللجان الشعبية وبهذا تكون نظرية المصيدة قد تحققت في أنصع صورها.
الراجح أن سيناريو المصيدة يطرح نفسه وبقوة فمن المنطقي أن تكون قوات الجيش واللجان الشعبية تخطط لقتل أكبر قدر ممكن من الجيش الأجنبي المحتل وأسر آخرين وتستولي على عدتهم وعتادهم? سيما ان ذلك لم يتحقق بالشكل المطلوب في الحدود نتيجة الفرار المتكرر للجيش السعودي من عشرات المواقع في جيزان ونجران وعسير.
الشي المهم والخطير أن الجيش واللجان الشعبية إذا لم يوجهوا ضربة قوية وقاصمة للعدوان في عدن? فإن التراخي أو التأخر في الحسم قد يشجع العدوان للذهاب إلى ما هو أبعد لا قدر الله.