أنت معهم في الصندوق?
أطلقت وزارة الشباب والرياضة? خلال اليومين الماضيين? آلية جديدة لصرف مخصصات النشاط الرياضي للاتحادات الرياضية? ورغم أن هذه الآلية التي تم وضعها لا تلامس الواقع إلا أنها تأخرت كثيرا?ٍ جدا?ٍ ولن يكون لها أثر? على اعتبار أنها أبقت الوضع كما هو في عملية الصرف لأنشطة وهمية وللاتحادات الموسمية التي لا نراها إلا نهاية كل عام فقط.
هذه الآلية جاءت بناء على توجيهات من قيادة الوزارة? بعد تعرضها لضغط شديد من قبل الموظفين الذين أعلنوا أنهم سيتخذون خطوات لاستعادة مستحقاتهم التي تصرف لهم من الصندوق وتم إيقافها? وبالتالي فرضت على المسئولين في الوزارة أن يبحثوا عن طريقة تخرجهم من الحرج? فرموا بالكرة إلى ملعب قطاع الرياضة والصندوق وكلفوهم بإعداد آلية لصرف أموال الصندوق? وقد تلقف القطاع ومسئوليه هذه التوجيهات وقاموا بإعداد الآلية وبدأوا عملية البحث عن مسئولي بعض الاتحادات ومسئولي الصندوق في أروقة الوزارة وطوابقها? وربما نقلوا البحث عنهم إلى أماكن أخرى ليقوموا بالتوقيع على الآلية والموافقة عليها? وبطريقة تؤكد أننا ما زلنا بعيدا?ٍ عن العمل الإداري المنظم? وهو ما أوصلنا إلى هذا الوضع السيئ.
يمكن أن صاحب فكرة الآلية الجديدة التي تم تذييلها بنسبة معينة يتم صرفها قيمة متابعة التنفيذ لم يكن يهمه سوى هذه النقطة التي تمنحه مبلغا?ٍ مقابل المتابعة والتقييم? لذلك جاءت هذه الآلية خاوية من المنطق والواقع? وأعادت الأمور إلى مربعها الأول? وستفشل من أول اختبار حقيقي لها? وسيجعل معظم الاتحادات الرياضية والأندية تخرج من الصندوق ولن يبقى فيه سوى المنتفعين السابقين الذين أنهكوه بتصرفاتهم العبثية? ومن سيعارض الآليات الجديدة سيخرج? ومن يؤيدها سيكون معهم في الصندوق يستفيد منه ويغنمه? ومن يريد التأكد من كلامي عليه العودة إلى كشوفات الحسابات التي تم نشرها? وما خفي كان أعظم.
صندوق رعاية النشء والشباب أنشئ في العام 1996م لأهداف محددة وواضحة وسليمة? وكان يراد منه المساعدة في دعم تمويل الأنشطة الرياضية والشبابية ورعاية النشء والشباب وتنفيذ بعض مشاريع البنية التحتية ودعم المبدعين من الشباب والرياضيين? لكنه سرعان ما تحول عن أهدافه وأصبح دجاجة تبيض ذهبا?ٍ لقليل من الناس? بعضهم لا علاقة له بالرياضة والشباب إطلاقا?ٍ? كما أنه تم تحميل الصندوق ما لا يطيقه من الالتزامات حتى عجز عن الإيفاء بالكثير منها.
وقد تحدثنا كثيرا?ٍ عن ضرورة تقييم أداء الصندوق وآلية عمله وأين أخفق وأين نجح ومواطن الضعف والقوة فيه? وذلك من قبل خبراء ومختصين في الرياضة ومحاسبين قانونيين? وبالتالي وضع تصورات جديدة تتمثل في كيفية رفد الصندوق بموارد جديدة وحسن اختيار مسئوليه ووضع لوائح مالية وإدارية تنظم عمله? إضافة إلى ضرورة إلزام الاتحادات والأندية الرياضية بالبحث عن موارد خاصة بها لتمويل أنشطتها وبرامجها وأل??ِا تظل تعتمد فقط على الصندوق كما تفعل كل الأندية والاتحادات الرياضية في العالم? لأن الاتحادات ستبقى تراوح مكانها ولن تنفذ أي برنامج أو نشاط محترم طالما أنها تعتمد على غيرها? وستبقى الرياضة اليمنية في آخر سلم التصنيفات الرياضة العالمية? لأن مسئولينا لا يفكرون أبعد من أنوفهم.
اليمن اليوم