شكرا للسويد ( قيادة وحكومة وشعب )
طالما انتظرنا هذه اللحظة التاريخية الهامة .. وطالما عمل شهدائنا وقادتنا الفلسطينيين الاوائل من اجل هذه اللحظة حيث كرسوا فكرهم وطاقاتهم وعملهم من اجل تشكيل حالة من الاختراق في الموقف الدولي وهنا وفي هذا اليوم نتذكر الشهيد صلاح خلف الاخ ابو اياد والشهيد هايل عبد الحميد ابو الهول والشهيد ابوعلي اياد والشهيد القائد عصام سرطاوي والشهيد القائد ماجد ابو شرار من اجل ان نرى هذه اللحظة حيث اليوم ولأول مرة في التاريخ يرفرف علم فلسطين خفاقا في سماء ستوكهولم العاصمة السويدية ويتم التعامل مع دولة فلسطين فكان لهذا الحضور الفلسطيني شكل مختلف ليعيد تشكيل الحضور الجمعي الذي يتجاهله الاخرون ..
لقد شكلت تلك الوقائع تجربة مميزه منحت شعبنا مساحة جدية من العمل والجهد والمثابرة طيلة السنوات الماضية لنصل الي هذه المحطة الهامة في التاريخ الفلسطيني ولنرى فلسطين حاضرة بقوة في الساحات الاوروبية وان لاعتراف السويد بالدولة الفلسطينية واقع جديد علي العمل الدبلوماسي الفلسطيني الدولي حيث سيسهم هذا الاعتراف الي تشكيل محورا هاما في تفعيل العلاقات بين الدول العربية وتحقيق الطموح الفلسطيني في اختراق الموقف وصياغة عمل هادف الي تحقيق الدولة الفلسطينية واقامة العلاقات بين فلسطين ودول اوروبا للعمل علي تأسيس مرحلة جديدة في مفهوم العمل الدبلوماسي الفلسطيني طالما سعة منظمة التحرير الفلسطينية الي هذا العمل وتسجيل هذا الاختراق المهم وخاصة علي الساحة الأوروبية ..
ان اعتراف السويد بالدولة الفلسطينية يؤكد دعم السويد للنضال الوطني الفلسطيني واننا نامل أن يشكل اعتراف مملكة السويد بدولة فلسطين? رافعة للموقف الدولي تجاه قضية شعبنا العادلة ونضالنا من اجل التحرر واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة .
إن هذه الخطوة تدل على مواقف السويد السياسية والأخلاقية والدبلوماسية المبدئية والمتوازنة والعادلة? تجاه حقوق شعبنا في الحرية والاستقلال? وكلنا أمل بأن تعترف حكومات الدول الأوروبية بناء?ٍ على توصيات برلماناتها الاعتراف بدولة فلسطين .. وان تحذو موقف السويد وان يكون هذا الاختراق في الموقف السياسي بالساحة الاوروبية له مدلولاته علي مجمل العمل السياسي الفلسطيني ..
ان اعتراف السويد بدولة فلسطين? وكذلك قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتبار فلسطين دولة مراقب? من شأنه أن يدفع بعملية السلام مجددا الي بر الامان وان يكون العمل على أساس قرارات الشرعية الدولية إلى الأمام? من اجل نصره النضال الوطني الفلسطيني واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها ..
اننا نقدر عاليا المواقف التضامنية للسويد? لتمكين شعبنا من تجسيد حقه الإنساني والأساسي في تقرير المصير? بإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس .
إننا في فلسطين نعتز? ونثمن عاليا?ٍ علاقات الصداقة القائمة بين فلسطين والسويد وها هي اليوم تنمو وتتعزز بين الشعبين والبلدين وعلى جميع المستويات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية.
أن السويد استمرت بدور سياسي نشط في الوقوف إلى جانب الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا الفلسطيني حيث عملت الحكومات في السويد علي دعم النضال الوطني الفلسطيني من اجل السلام والوقوف إلى جانب شعبنا في نضاله العادل .
اننا اليوم نشكر السويد وحكومتها على توقيع اتفاقية التعاون الدولي اليوم? التي ستوفر تمويلا?ٍ لبرامج بناء مؤسسات دولتنا الفلسطينية وتطوير بنيتها التحتية في إطار استراتيجي حيث اهمية هذا العمل في بناء المؤسسات الفلسطينية من أجل المزيد من التنمية والتطوير لها? ولما فيه خير ومصلحة شعبنا .
إن خيار الدولة الفلسطينية المستقلة هو خيار الشعب الفلسطيني وقد عمدت نضالات شعبنا بالدماء والتضحيات العظيمة عبر مسيرة طويلة شاقة من النضال وكان خيار الدولة الفلسطينية وإقامتها هو خيار كل الشرفاء من خلال مسيرة التضحية والفداء التي تواصلت منذ خمسين عاما?ٍ وكانت الثورة الفلسطينية هي حامية النضال الفلسطيني والمحافظة على وحدة هذا الشعب وأرضه متصدية للاحتلال ومحبطة مؤامرات التصفية والتبعية والاحتواء..
إن الثورة الفلسطينية المعاصرة هي ثورة الشعب العظيم الذي يعرف طريقه ويحدد ما يريد من خلال رحلة النضال الوطني وعظمة تضحيات شعبنا التي كانت أسطورة يحق لنا نحن الفلسطينيين أن نفخر ونعتز بها..
إن التاريخ لن ولم يرحم هؤلاء الذين يتاجرون بالدم الفلسطيني لن يرحم من يراهنون على خيار التبعية والاحتواء للثورة والنضال الفلسطيني لن يرحم من يحاول أن يفكر في القفز عن نضال الشعب أو الالتفاف عن الشرعية الفلسطينية شرعية الكلمة والطلقة الشجاعة المعبرة عن أصالة وحضارة شعب فلسطين.
إن خيار الدولة الفلسطينية هو خيار فلسطيني أولا?ٍ وأخيرا?ٍ ويبقى الشعب الفلسطيني متجها?ٍ نحو بوصلته النضالية مدركا?ٍ طريقه وخياره الوطني ومعمدا?ٍ نضاله بالدماء من أجل نيل الحرية والاستقلال ورفض التبعية والرضوخ لمتطلبات السلام الإسرا