جندي مقرب من ضحايا مجزرة حضرموت يكشف عن معلومات جديدة حول الجنود
اندلعت اشتباكات عنيفة أمس السبت بين قوات الجيش وعناصر تنظيم القاعدة في محافظة حضرموت? وذلك في إطار الاستعدادات المكثفة لبدء الحملة العسكرية والأمنية المشتركة التي يطلق عليها (كسر العظم) لتطهير مديريات وادي حضرموت من العناصر الإرهابية.
وقال لــ”اليمن اليوم” مصدر عسكري رفيع مشارك في الحملة العسكرية إن الطيران الحربي نفذ منذ الساعات الأولى من صباح أمس عدة غارات قصف من خلالها معاقل وأوكار لتنظيم القاعدة في منطقة الحوطة بمديرية شبام وهي منطقة تقع بين شبام وسيئون? وفيها حصلت الجريمة البشعة التي هزت الشارع اليمني? حيث تقطعت عناصر القاعدة بقيادة الإرهابي جلال بلعيد (لباص سياحي وأنزلت منه 14 جنديا كانوا بلباس مدني في طريقهم إلى صنعاء وتم إعدامهم ذبحا?ٍ).
وأضاف المصدر أن القصف ركز على منازل تتخذها عناصر التنظيم? القيادية? مأوى لها..
وتشير المعلومات الأولية إلى سقوط عدد من مقاتلي التنظيم في القصف? ولم يتسن بعد معرفة عددهم.
وفي السياق? عقد وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد مع قيادة المنطقة العسكرية الأولى في سيئون واللواء 135 مشاه المشارك في الحملة? اجتماعا?ٍ بدأ من السابعة مساء?ٍ واستمر حتى العاشرة.
وقال ذات المصدر العسكري للصحيفة إن الاجتماع وقف على آخر الترتيبات للحملة والاستفادة من الأخطاء التي وقعت فيها الحملة في شبوة مايو الماضي. موضحا?ٍ إن الترتيبات التي في الاعتبار حدوث مفاجأة في أول أيام الحملة من خلال نصب كمائن من قبل العناصر الإرهابية التي تعرف شعاب المنطقة أكثر من الجيش? وبالتالي لا بد من دراسة المنطقة جيدا?ٍ وتحاشي أية كمائن كتلك التي حدثت في مديرية ميفعة شبوة وكبدت الجيش خسائر فادحة في الأرواح والمعدات وهزائم نفسية تؤثر في معنويات الجيش.
* معلومات جديدة
عن مجزرة الجمعة إلى ذلك حصلت “اليمن اليوم” على معلومات جديدة حول الجنود ضحايا الجريمة الشنعاء التي أقدمت على ارتكابها عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي مساء الجمعة وهم على حافلة نقل مدنية تتبع شركة البراق وبلباسهم المدني كانوا في طريقهم إلى العاصمة صنعاء وجميعهم من اللواء 135 مشاه الذي تم نقله مؤخرا?ٍ من ردفان لحج إلى سيئون حضرموت للمشاركة في الحملة العسكرية ضد القاعدة.
وقال قائد اللواء 135? يحيى أبو عوجاء في اتصال أجرته معه “اليمن اليوم” إن العشرات من عناصر تنظيم القاعدة على متن 5 سيارات اعترضوا حافلة نقل سياحية في حوطة شبام بعد مغرب الجمعة وأنزلوا 14 جنديا كانوا على متنها في طريقهم إلى مناطقهم في المحافظات الشمالية.
ونفى أبو عوجاء صحة ما تناقلته وسائل إعلامية من أن هؤلاء الجنود كانوا فارين من الحرب المرتقبة ضد القاعدة? كما نفى أن يكون لهؤلاء الجنود أية علاقة بجماعة الحوثي? كما زعمت عناصر القاعدة لحظة إنزال الجنود وإعدامهم مبررة ذبحهم.
وتابع: كانت مشكلة هؤلاء الجنود أنه في حال كانوا بلباس مدني ولديهم سلاحهم الشخصي فإن النقاط العسكرية ستحتجزهم ويتم إحالتهم للنيابة العسكرية وفقا?ٍ للتعميمات? وفي حال أخفوا سلاحهم سيكونون بالتالي صيدا?ٍ سهلا?ٍ للقاعدة وهذا الأخير هو ما تم. لافتا?ٍ إلى أن الجنود كانوا بلباس مدني وسلاحهم مخبأ في الحافلة نفسها لكنها بعيدة عن متناول اليد.
ولم تتمكن الصحيفة من أخذ المزيد من المعلومات من قائد اللواء 135 مشاه الذي كان منشغلا?ٍ بالاجتماع مع وزير الدفاع? غير أن جنديا من اللواء تواصلت معه الصحيفة وقال إن زملاءه الــ14 ليسوا ضمن المشاركين في الحملة المرتقبة ضد القاعدة? وأنهم أصلا?ٍ منتدبون تم استدعاؤهم إلى حضرموت من قبل لجنة عسكرية خاصة بصرف المرتبات.
وأشار الجندي -الذي فضل عدم ذكر اسمه- أن اللجنة طالبت بضرورة حضور شخصي للمنتدبين العسكريين لاستلام مرتباتهم.
وأضاف أن المنتدبين الــ14 حضروا الأربعاء إلى المعسكر وأنه وصل قبل أيام إلى سيئون قادما?ٍ من ردفان? وأدوا السلام العسكري (التتميم) صباح الخميس أمام قائد المعسكر وبحضور اللجنة ليتمكنوا من استلام رواتبهم وعصر الجمعة عزموا على العودة إلى مناطقهم.
من جانب آخر نشر أحد شهود العيان الذي كان مسافرا?ٍ على ذات الباص روايته حول ما حدث. وقال أمين بارفيد في صفحته على (الفيسبوك): “وصلنا سيئون الخامسة عصرا وكان الوضع متوترا جدا بعد أن صلينا المغرب توجهت إلى الباص لنغادر.. صعدت إلى الباص وجلست بالمنتصف? وجهة السائق ممتلئة بجنود تبدو عليهم علامات الخوف والتوتر بأسلحتهم وجعبهم ولابسين بعض قطع الميري (واضح أنهم عسكر) قبل المغادرة صعد مسلح إلى الباص وتجول فيه وخرج وازداد توتر الجنود وخوفهم بصعود المسلح وخروجه”.
تحرك الباص بعد صلاة المغرب باتجاه المطار سالكا?ٍ الطريق العام باتجاه شبام? أبلغ سائق الباص أن أنصار الشريعة ينتظرونا على الخط فرجع إلى سيئون ودخلنا بالخط الداخلي (سيئون -الحوطة) وفي طريقنا لاحظنا مسلحين يتابعونا بدراجة نارية.. توتر الجنود ازداد وأخبروا سائق الباص إما أن يرجعهم إلى