حصار غزة ونكوص المثقف ..!
عام 1967م 5/حزيران? وإبان محاكمة المسئولين عن الهزيمة العسكرية في حرب سيناء? طالب الأديب والصحفي أحمد عبدالمعطي حجازي بمحاكمة المثقفين? لأنهم قص?روا – وهم قادة الحياة – في أداء واجبهم? وحيثيات الاتهام تقول :«كان من أهم الأسباب التي أضعفت قدرة المجتمع على خوض الحرب هي غياب الديمقراطية وجهلنا بحقيقة أنفسنا? وحقيقة العدو? فالمثقفون مسئولون مسئولية مباشرة في هذا المجال».
اليوم وفي غزة تحديدا?ٍ يعيد التاريخ نفسه? والتاريخ لايعيد نفسه إلا عندما لا نتعلم من أخطائه والحكمة تؤكد أن الحمقى هم من يغتسلون بالماء نفسه مرتين ..
غزة اليوم لا تخوض معركة خاصة بها ولكنها معركة العرب جميعا?ٍ ? معركة الكرامة العربية معركة المثقف? وهذا ما يجب أن يعيه المثقفون أولا?ٍ قبل الزعامات العربية . وعندما يتخاذل المجتمع العربي تجاه قضيته وتجاه معركته وينشغل بكيل الاتهامات بالعمالة مع بعضه البعض وينسى أن هناك من الأطفال والنساء والشيوخ من يقتل ويذبح كل يوم ولايحسب لذلك حسابا?ٍ حينها فتش عن المثقفين .
إن مسئولية المثقفين تجاه هذا الخذلان الكبير هي مسئولية مباشرة أكيدة كمسئوليتهم عن هزيمة حزيران ? فالمواطن بسيط الثقافة لايمتلك أدوات المثقف ? ولايمتلك وعيه? ولأجل ذلك فالمواطن بريء والمثقف مدان بالضرورة لأنه وحده يعلم حجم الخطر ويعلم أبعاد القضية لكنه ينشغل بالتوافه والمزايدات على الآخرين .
أعرف أن السياسي غي?ب المثقف دائما?ٍ مثلما غيبه رجل الدين أيضا?ِ? لكن وفي هذه المعركة لن يكون هناك نصر حقيقي لهذه الأمة إلا بمثقفيها لأن الثقافة هي آخر معقل يتخندق به العرب ولأجل ذلك ودائما?ٍ فإن المثقف مدان بالنكوص ويجب محاكمته? وأدعو هنا أن يحترم المثقف مسئوليته وينتصر لقضيته قبل أن يحاكم بتهمة الصمت وقتل القضية…
قال درويش :
” سيمتد هذا الحصار إلى أن نعلم اعداءنا
نماذج من شعرنا الجاهلي…”
Strings1983@gmail.com