وسط حضور سياسي ورسمي لافت .. صنعاء تحتفي بذكرى تأسيس الحراك الجنوبي
قال نائب رئيس الوزراء وزير الاتصالات الدكتور احمد عبيد بن دغر “لقد جربنا الكثير من الأطروحات السياسية? ومارسنا عددا?ٍ من التوجهات الوطنية في العقود الخمسة الماضية والآن نستطيع أن نقول إن خيار الوحدة القائم على العدالة? واحترام الآخر? والتعويض عن الضرر والاعتراف بالخصوصية قد غدى الاتجاه العقلاني الأكثر قبولا?ٍ? والأكثر موضوعية.
واكد بن دغر في كلمته التي القاها بالحفل الذي اقيم بصنعاء بمناسبة الذكرى إحياء للذكرى الـ7 لتأسيس الحراك لا تقدم بدون وحدة? ولا مستقبل إذا ضاعت الوحدة? ولا وحدة بدون الجنوب? ولا معنى للجنوب إلا في ضل الوحدة? هدفنا الوطني وغايتنا القومية.
واضاف “إن الوحدة التي نعيد صياغة مفاهيمها? ونقوم بترتيب أولوياتها قد حملت اليوم مفهوما?ٍ جديدا?ٍ مغايرا?ٍ بعد مؤتمر الحوار الوطني? إن القضية الأكثر جوهرية في هذه المسألة? هي في اختيار شكل الدولة المدنية الحديثة العادلة التي نبتغيها وقد تعاقدنا وتوافقنا على أن شكلها اتحادي من ستة أقاليم تمثل خلاصة تجربتنا الوطنية في البقاء? والتقدم? دولة تحافظ على حرية الأفراد والمجتمع? وتشكل أساسا?ٍ لمستقبل واعد ومعطاء تضمن الوحدة? وتعترف بالتنوع? ترفع الظلم? وتجبر الضرر.
مشيرا الى ان الجنوب عانى كثيرا?ٍ من اختلال التوازن في العلاقة بين الإخوة? وقد أدرك الشمال بذات الوقت حجم ما ارتكب من أخطاء خلال العقدين الماضيين? وقد حان الوقت لرأب الصدع وإعادة الأمور إلى طبيعتها التي تحترم الحق في العيش المشترك تحت سقف متفق عليه من العدالة والمساواة. وهذا الأمر لا يتحقق إلا بالالتزام التام بمخرجات الحوار الوطني? والاعتراف بأن الدولة المركزية التي أقمناها في 1990م لم تعد قادرة على الصمود? لم تعد قادرة على الحفاظ على وحدة البلاد? ووحدة المجتمع الذي افتقدناها.
وقال إنني أعتبر لقاءكم اليوم في صنعاء تحولا?ٍ حقيقيا?ٍ في مسار الأزمة? في جانبها الوحدوي واليوم يقول الجنوب كلمته قوية مدوية? نعم للوحدة? نعم لمخرجات الحوار الوطني.. نعم لإنصاف الجنوب ورأب الصدع بين الأهل في اليمن الواحد الموحد وإن الأمر العاجل والملح هنا هو ما تقوم به اللجنة الدستورية? إنني أعتقد بأن كافة القوى الوطنية المحبة لليمن? والمخلصة لأبنائه تنتظر بفارغ الصبر ظهور وإعلان الدستور الاتحادي الجديد? للدولة الاتحادية الجديدة? الذي تحافظ على الوطن موحدا?ٍ? والمجتمع متماسكا?ٍ? دستور ي?ْعيد الألفة للهوية الوطنية اليمنية الواحدة التي تعرضت للكثير من التشويه خلال السنوات الماضية من جانب? والأفعال المضادة والتي كادت أن تطيح بوحدة الوطن من جانب آخر? لقد تعرض أمننا واستقرارنا لخطر محدق? إن وجودكم اليوم في صنعاء هو تعبير آخر عن الإرادة الوطنية المشتركة لكل اليمنيين? وهو بذات الوقت تعبير عن الشعور بالمسئولية تجاه المجتمع وتجاه القيادة? وإعلان تقدم جديد في الوفاق الوطني? وخطوة أخرى في السير نحو إزالة آثار الماضي? وتجاوز الأزمة.
واضاف”إننا نعتقد أن هناك مسئولية وطنية أمام هذا الجمع الغفير من المناضلين الذين أسهموا في نجاح ثورتي سبتمبر وأكتوبر? وكانوا زادا?ٍ ووقودا?ٍ لوحدة مايو العظيمة. إن هذه المسئولية هي في الدعوة الصريحة لمصالحة وطنية شاملة لا تستثني أحدا?ٍ? مصالحة تجب ما قبلها? مصالحة ترفع من شأن المسامحة? وطي صفحة الماضي الانقسامي التناحري الذي ساد علاقتنا وطغى على سلوكنا? إن المصالحة الوطنية التي ننشدها جميعا?ٍ تبدأ بالاعتراف بالأخر في الحياة? وفي المشاركة السياسية? وإدارة الشأن العام? بما في ذلك إدارة السلطة والثروة? وتوزيعها توزيعا?ٍ عادلا?ٍ يحقق الرضاء? ويقوي أواصر الإخوة والوحدة الوطنية.
وقال لقد أثبتت الأيام الماضية أن أحدا?ٍ بمفرده لا يمكنه قيادة اليمن? وصناعة حاضره ومستقبله? إن مثل هذا الافتراض قد سقط في ظل واقع مرير? وفي خضم المعارك الجانبية التي خضناها ضد بعضنا البعض? خسرنا فيها المزيد من الأرواح? والكثير من الإمكانيات والموارد حتى شارفنا للأسف الشديد على السقوط? وشارفت الدولة على الانهيار? لقد فقدنا أمننا? واستقرارنا? وتعرضت مصالحنا وحقوقنا وحقوق أبناءنا للخطر وإننا إزاء وضع خطير فإما أن نبادر إلى لملمة عناصره? وتحييد قوى الشرفية? وهذا لن يتم إلا بمصالحة وطنية شاملة? وإما أن نفقد القدرة على ضبط إيقاع الحياة في بلادنا فنسلمها للمجهول. لقد علت صيحات الانتقام? والثأر? والنيل من الآخر يرافقها وينتج عنها المزيد من الدماء? والتشرذم? وصعود خطر الانقسام ليس إلى جنوب وشمال? بل إلى أكثر من جنوب? وأكثر من شمال.
وبالتأكيد أيها الأخوة? ليس هناك من معنى عن مصالحة وطنية شاملة دون الحديث عن مصلحة وطنية حقيقية في الجنوب على قاعدة المصالح الوطنية العليا? الجمهورية? والوحدة? والديمقراطية? وأمن البلاد واستقرارها والتي تجسدت في مخرجات الحوار الوطني.
مشيدا بالعميد ناصر النوبة ومثمنا تجاوب الحاضرين لفعالية الاحتفال بالذكرى السابعة لتأسيس الحراك الجنوب