مؤسسات دينية مصدر للتطرف والخيار العسكري لا يكفي
مع الانتصارات الكبيرة التي حققها الجيش اليمني واللجان الشعبية على الارهابيين من تنظيم القاعدة في محافظتي ابين وشبوة تتعالى الاصوات المطالبة بإستمرار الحرب على قوى الشر والارهاب عسكريا وسياسيا وان لاتقتصر على الجانب العسكري وحسب , وانما على كافة الصعد والمستويات السياسية والدينية والاعلامية.
وان العمل العسكري وحده لايكفي للقضاء على الارهاب , ولابد من توفر ارادة سياسية لاستئصال الارهاب من جذوره وتجفيف منابعه , المتمثلة بأوكاره ومصانعه ومنتجيه ومصدريه , كالجامعات والمراكز والمعاهد والحوزات والكليات والاربطة الدينية والحزبية القائمة خارج رقابة وسلطات الدولة في العاصمة صنعاء وبقية المديريات والمناطق اليمنية والتي ساهمت بشكل سلبي في نشر الافكار المتطرفة وتصدير المتطرفين الى الجماعات الارهابية في جنوب وشمال الوطن.
واصبحت الدولة والقيادة السياسية ممثلة بالرئيس / عبدربه منصور هادي امام مسؤلية دينية ووطنية وانسانية , تحتم عليه تعزيز ومساندة العمل العسكري ضد الارهاب بقرار سياسي شجاع يتضمن اغلاق كافة الاوكار والمدارس والمصانع المصدرة للارهابيين واستئصال الارهاب من جذوره , في سبيل تطهير اليمن من هذا الداء الخبيث الذي دمر الاقتصاد الوطني واساء لسمعة اليمن ولقيم الدين الاسلامي الحنيف .
فالقضاء على الارهاب وتطهير اليمن منه بالعمل العسكري لايكفي , ولابد من توفر ارادة سياسية وشعبية قوية لمساندة وتعزير جهود العمل العسكري للقضاء على الارهاب وتطهير البلاد منه بشكل كامل.
كما ان على الدولة ان تقوم بواجبها الدستوري في الحفاظ على امن واسقرار الوطن وسلمه الاجتماعي ومصالحه العليا من خلال اغلاق كافة المدارس والجامعات والاربطة والحوازات والمراكز الدينية ,التي انشئت في السابق ودمجها جميعا في مؤسسة دينية اوجامعة علمية وفكرية وطنية عليا على غرار -الازهر الشريف – في مصر او جامعة الامام محمد بن سعود في السعودية تكون تابعة للدولة وتحت اشراف سلطاتها المختلفة , فالدين الواحد لله سبحانه وتعالى والوطن للجميع.
ان مايشهده اليمن من حروب وصراعات طائفية هنا وهناك هو نتيجة لوجود هذه الجامعات والمعاهد والمراكز الدينية والكليات الحزبية التي تنشر الفكر المتطرف وثقافة العنف والتعصب المذهبي والحزبي وحروب دماج في صعدة والحرب الاخيرة في عمران انموذجا وشاهدا حيا على الدور التخريبي لتلك الجامعات والمراكز والحوزات الدينية (السنية والشيعية ) على حد سواء.
واثبتت الاحداث فشل المشاريع التي تقوم على اساس طائفي , وان اي مشروع او فكر او حزب يقوم على اساس ديني في المجتمعات الاسلامية لايهدف سوى الى تفكيك هذه المجتمعات واشعال الحروب والصراعات الطائفية فيها والقضاء على وحدتها الاسلامية ونسيج شعوبها الاجتماعي.