تحرير الحديقة أولا?ٍ .. قبل إنقاذ اليمن
دعونا من كل الكلام الكبير والعنوانين الضخمة عن محاربة الفساد والإرهاب او إسقاط الحكومة او محاربة الأمريكان والصهاينة او إقامة الدولة المدنية او حتى إسترجاع السيادة المهدورة والمفقودة? كل هذه مشاريع كبيرة جدا?ٍ اثبت الزمن باننا كافراد ومنظمات مدنية وشعب باكمله لا نقدر على تحقيقها راهنا?ٍ. لأن المنطق والموضوعية والبديهية تثبت بانه اذا كنا لا نقدرعلى مواجهة مشكلة الكهرباء المعدومة والمتقطعة وشح المياة وتوفير الغاز والديزل وغيرها من القضايا الضرورية والسهلة والبسيطة فكيف يمكن لنا مواجهة الاستحقاقات الكبرى .. إستحقاقات وطن وبناء دولة. ورحم الله أمرئ عرف قدر نفسه.
أصحاب المشاريع الصغيرة
لا نطرح ذلك من قبيل اليأس او التشاؤم ولكن من قبيل الضرورة في تشغيل ملكات العقل للتفكير بأهمية ترتيب الأولويات وتجريب القدرة على مواجهة الإستحقاقات البسيطة ـ الأولى ثم التالية ـ ليتبعها تدريجيا?ٍ الاستحقاقات الوطنية الكبرى. دعونا ن?ْجرب بأن نكون من أصحاب “المشاريع الصغيرة” نعم من المتهمين بإصحاب “المشاريع الصغيرة” ودون إستعراض عضلات على الفاضي? وبعيدا?ٍ عن توجيه الت?ْهم المغلفة المخيفة وهي في واقع الأمر مصطلحات جوفاء لا معنى ولا قيمة لها لأنها ذ?ْكرت بهدف التعتيم على أولويات المبادئ والقيم الأساسية. فإذا كنا لا نستطيع تحرير حديقة مختطفة (مشروع صغير)! في وسط العاصمة صنعاء وهي قابعة امام أعيننا جميعا?ٍ نراها في الذهاب والإياب كأن خاطفيها يستهزؤون بالشعب في تحد?ُ صارخ وهم الذين تسببوا في كل الكوارث التي أحرقت الأخضر واليابس في البلاد ومازالت تشعل نيرانها في كل أنحاء اليمن? في إستفزاز لكل الشهداء والثوار والأحرار والشعب اليمني بأسره? والثورة الشبابية والشعبية? وكل المفقودين قسرا?ٍ وكل الجرحى? ولكل التضحيات من أجل صناعة التغيير? وكأنهم يبسقون على وجوه الجميع وبالفم المليان: (طـ?ْــــــــــز).
أما وبعد صدور قرار رئاسي وحملة دولية برئاسة مبعوث الامم المتحدة جمال بن عمر وكثير من التهديد والوعيد الدولي الذي لم يثمر? وكثير من الخ?ْطب والكذب المحلي والعاصمي ولم يتحرك ساكن لدرجة أن المسألة أصبحت أكثر من (طـ?ْــــــــــز) باتت تشي بكثير من الصراحة بأننا كشعب لا يعنينا اليمن ولايهمنا مستقبله ولا مستقبل أجيالنا الحاضرة والقادمة. إلا إذا كنا بإنتظار من يأتي ليخلصنا من وراء المحيطات. !!!!
سؤال?????
مالذي أنجزه أصحاب المسار السياسي حتى الآن????
لم نع?ْد نريد منهم شيئا?ٍ. نريد منهم فقط وفقط جدا?ٍ ـ تحرير (حديقة) مجرد حديقة (مشروع صغير) ـ صدر بها قرار رئاسي? وعملية تحريرها تمتلك كل الشرعية الدستورية والقانونية والإنسانية من حقوق الطفل والإنسان إلى حقوق الحيوان النبات والحجار? إلا إذا كانت كل أحاديثنا ومطالباتنا بتحقيق القضايا الكبرى آنفة الذكر (المشاريع العظمى) ـ السيادة والإستقلال الوطني والديمقراطية …إلخ إلخ إلخ? ما هي الا نوع من المزايدات العبثية التي نضحك بها ونمارسها على انفسنا سواء?ٍ بالكتابة عنها او بالمظاهرات اوالإعتصامات أو بالمواجهات المسلحة ضد بعضنا التي يغيب عنها صاحب المصلحة الاساسية وهو الشعب الذي ي?ْساق دوما?ٍ إلى معارك لا تمت لمصالحه المباشرة باي صلة!!!.
في الايام القليلة الماضية وضعت حركة خلاص احدى الأولويات الأساسية على المحك الشعبي والثوري والسياسي والإعلامي والصحافي والمحلي والدولي في إنبوب إختبار واعلنت عن تبنيها لمبادرة تحرير الحديقة آنفة الذكر واختارت يوم ٢٢ مايو لتدشين هذه الحملة في حشد سلمي وشعبي مهيب امام البوابة الرئيسية للحديقة التي يمتلكها هذا الشعب ويعجز عن تحريرها في داخل أرضه وفي وسط عاصمته? او لنقل من اجل التخفيف? لم يفكر بان تحرير هذا (المشروع الصغير) ي?ْمثل العقدة الاولى نحو الخلاص والانعتاق من بقية (الكوراث الكبرى) وي?ْمثل اللبنه الأولى لإنجاز المستحقات الاخرى الصغيرة والثانوية والأساسية.
في ٢٢ مايو القادم ودون أية مبالغة سيكون العالم باسره وبكل منظماته الدولية والمدنية والانسانية يراقب بكل اهتمام وشغف مدى فعالية وحرص الشعب اليمني وقوته وارادته في استرجاعه سلميا?ٍ لابسط حقوقه الشرعية والقانونية والمدنية والإنسانية والطبيعية (مشروعه الصغير) ليتسنى له بعد ذلك أن يدرك على هذا الأساس حجم ومقدار إرادته في إستعادة كافة حقوقه وسيادته الوطنية. فهل ينتصر الشعب اليمني ويفوز بإنجاز أحد مشاريعه الصغيرة?!.
bassethubaishi@yahoo.com