وجهة نظر لا أكثر
– التفكير العربي نحو الأوضاع ينحصر دائما?ٍ في القمة .. الجميع يبحث عن الأخطاء في الرأس دائما?ٍ ? لم يفكروا يوما?ٍ في بقية الأجزاء ومكامن الخلل ..
– ولنأخذ اليمن على سبيل المثال وهي الأكثر استخداما?ٍ لتعليق كل الأخطاء والفساد والخلل على الرأس ..
– في عام 2011 خرج الناس ينشدون ثورة لإسقاط منظومة متكاملة من الفساد محاولين أخذ المشكلة من جذورها .. لنجدها في النهاية تجلت مطالبها في رؤية حزبية سياسية علقت كل الأخطاء على الرئيس السابق علي صالح وتركوا كل الفاسدين يعبثون بأركان الدولة فرحل علي صالح وبقي الفاسدون يمارسون كل أنواع الفساد والعبث في أروقة الدولة ومكاتبها ومحافظاتها ومديرياتها وقراها ..
– كل فترة وأخرى نشاهد أفواج من الناس منهم المثقف ومنهم الجاهل ومنهم العامل والدكتور والعاطل عن العمل والشاب في كتلة سياسية حزبية يطالبون بإسقاط محافظ محافظة ما لأنه فاسد ولا يدير المحافظة بشكل جيد ولا يعمل باستمرار في مكتبه ليستمع لآراء الناس ومشاكلهم .. بينما تركوا مدراء العموم والمجالس المحلية يعبثون بالميزانيات ووعائدات المحافظات ? وفوق كل هذا يظهرون قوتهم التي تفوق المحافظ الذي لا يجد سوى الصمت لأن الجميع يعرف ذلك لكنهم يتغاضون..
– ومرات نجد الطلاب في عدد من الجامعات يخرجون في مسيرات أيضا?ٍ يطالبون بإسقاط رئيس الجامعة بسبب إضراب مدرسيهم أو بسبب عدم وجود أدوات التطبيق والمختبرات والمعامل ? ويتركون بقية الفاسدين في الجامعة يعبثون ولا يعرفون أين الخلل وتستمر معاناتهم فهناك الكثير من العابثين ممن تسندهم أيادي الفساد العليا التي لم نسقطها فعملوا على إسقاطنا بطرقهم الفنية..
– مقرات الأحزاب في اليمن مجرد زرائب تجمع متناولي القات ومدمني الفتن يتحدثون باستمرار عن الوضع الاقتصادي والامني والسياسي والاجتماعي للبلد ويغادرون كل صباح إلى مقار أعمالهم لجمع قيمة القات حتى يتحدثون عن البلاد ووضعها المتدهور بطرق ومصطلحات أكثر حداثه ..
– هكذا أرى العقليات اليمنية التي لا تحاول أن ترى ما يدور من حولها فقط .. لذلك فقد حصل التغيير على مر التاريخ اليمني الحديث مرات عديدة ولكن الحال بقي على ما هو ? لم يستدعي هذا الوضع أو هذه الظاهرة على أي عقل أن يبحث فيها أو أن يفكر أين تكمن المشكلة …