الرئيس هادي لـ الحياة اللندنية: اليمن تجاوز الخطر وبدأنا العد التنازلي للانتقالية
اكد الرئيس عبدربه منصور هادي أن اليمن تجاوز الكثير من الأخطار التي كادت تودي به إلى حرب أهلية طويلة? مشيرا?ٍ الى أن بلاده بدأت العد التنازلي نحو نهاية الفترة الانتقالية.
وقال الرئيس هادي في حوارا?ٍ صحفي اجرته صحيفة الحياة اللندنية أن نظام الأقاليم هو الذي سيحافظ على الوحدة اليمنية.. موضحا?ٍ أن القصد من اختيار ستة أقاليم? تعزيز الوحدة الوطنية وتوزيع السلطة على عدد معقول يتيح لحكام الأقاليم وحكوماتها المحلية فرص النجاح في إدارة الإقليم ومحافظاته? كما سيتيح للأقاليم التنافس في مجالات التنمية والاقتصاد والاستثمار وغيره.
حوار الصحيفة:
ليس سهلا?ٍ أن يكون المرء رئيسا?ٍ لليمن. اليمن الذي كانوا يسم?ونه سعيدا?ٍ بلد?َ صعب?َ بطبيعته? واليمنيون يشبهون اليمن. وليس سهلا?ٍ أن يخلف المرء الرئيس علي عبدالله صالح الذي سمعناه يردد في أواخر عهده المديد ان »حكم اليمن يشبه الرقص على رؤوس الثعابين«.
حين تسل?م عبدربه منصور هادي الرئاسة بدا كمن يتسل?م كرة من النار. ثورة تشك?ل جزءا?ٍ من »الربيع العربي« وإن بنكهة يمنية. انقسام حاد في المجتمع. يقظة لمطالب جهوية وحساسيات مذهبية? وانقسام حاد في الجيش. كانت فو?هات المدافع متقابلة وتستعد للغرق في حرب أهلية طويلة ومدم?رة.
أنقذت مبادرة مجلس التعاون الخليجي اليمن من الانزلاق الى ما كان يمكن ان يكون »أشد هولا?ٍ من الانتحار السوري«. سلك العهد الجديد طريق الحوار وراح يسترد المؤسسة العسكرية من الولاءات الفردية والقبلية والجهوية. الرحلة شاقة وتبدو طويلة. تنطلق »القاعدة« من معاقلها وتسدد ضربات موجعة. وإقرار الأقاليم لم يقنع دعاة الاستقلال في الجنوب ولم ي?ْقنع »دولة الحوثيين«. ويقول الرئيس اليمني: ان لإيران بصمات واضحة في المكانين.
لا يحب الرئيس هادي الأحاديث الصحافية? ربما لتفادي صب الزيت على النار. لكنه وافق على استقبال »الحياة« على هامش مشاركته في القمة العربية في الكويت.
وهنا نص الحوار:
● فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي? لا شك في أنكم توليتم مسؤولية البلاد في ظروف بالغة التعقيد وقطعتم خطوات ملموسة على صعيد الانتقال باليمن إلى بر الأمان والتأسيس لمرحلة جديدة. هل تعتقدون بأن اليمن وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات منذ اندلاع أزمته الحادة? قد تجاوز مرحلة الخطر?
– بالتأكيد? اليمن تجاوز الكثير من الأخطار التي كادت تودي به إلى حرب أهلية طويلة? ونستطيع القول اليوم إنه استعاد الكثير من متطلبات الأمن والاستقرار? لكن ذلك لا يعني أن الخطر انتهى تماما?ٍ? فما زالت جماعات العنف المسلحة تشكل خطرا?ٍ على أمن اليمن واستقراره? بخاصة أنها مدعومة من الخارج. ولكن? عليها أن تعلم أن اليمنيين نبذوا العنف ولجأوا إلى الحوار? وأن أي مشاريع عنف لن تجد من الشعب اليمني إلا الرفض? وأن على م?ِن? يحملون هذه المشاريع أن ي?ِد?ِعوا السلاح جانبا?ٍ ويسلموا الثقيل منه للدولة ويدخلوا في ما دخل فيه معظم اليمنيين من الانحياز إلى الحوار والسلام وبناء الدولة المدنية الحديثة.
● متى تتوقعون إنجاز بقية خطوات العملية الانتقالية? وصولا?ٍ إلى الانتخابات كحد أقصى?
– بعدما شكلنا لجنة صياغة الدستور? يمكننا القول أننا بدأنا العد التنازلي نحو نهاية الفترة الانتقالية? ونأمل بأن ننتهي من الاستفتاء على مشروع الدستور قبل نهاية السنة.
● على رغم الانتهاء من مؤتمر الحوار الوطني والاتفاق على كتابة الدستور الجديد? لا يزال «الحراك الجنوبي» أو فصائل فيه تمثل حضورا?ٍ على الأرض وترفض نتائج الحوار? وتتمسك بفصل الجنوب… هل يمكن هذا الرفض أن يستمر ليصبح عائقا?ٍ أمام تنفيذ مخرجات الحوار وتطبيق الشكل الجديد للدولة?
– لا يمكن لأحد أن يد?عي تمثيل الجنوب? وقد ساهمت بعض فصائل الحراك في الحوار? فيما قاطعته فصائل أخرى. كان لمساهمة المشاركين دور كبير في نجاح مؤتمر الحوار? بخاصة في ما يتعلق بالقضية الجنوبية التي حققت في هذا المؤتمر ما لم تحققه من اتفاق الوحدة أو وثيقة العهد والاتفاق. فالمكاسب التي تحققت للمواطنين من أبناء المحافظات الجنوبية في مؤتمر الحوار أعادت لهم الاعتبار? وانتصرت لهم من مظالم العهد الماضي. لذلك? نأمل بأن يدرك المقاطعون ذلك وأن يكونوا واقعيين? ويسارعوا للانضمام إلى العملية السياسية التي تحظى بدعم المجتمع الدولي والمحيط الإقليمي والعالم كله.
● تثور مخاوف كثيرة في شأن الأخذ بنظام الدولة الاتحادية? في ظل التباينات الاجتماعية والانقسامات الموجودة? ما يجعل بعضهم يعتقد بأن تقسيم البلاد إلى أقاليم ليس سوى مقدمة لتفتيتها? وفي أحسن الأحوال سيقود إلى إذكاء صراع من نوع جديد على الموارد والثروات. كيف تردون على مثل هذه المخاوف?
– نظام الأقاليم هو الذي سيحافظ على الوحدة اليمنية? ويجب أن نعلم أن المركزية هي التي أضرت بالوحدة وكادت تدمرها لولا أن الثورة الشبابية الشعبية السلمية جاءت في الوقت المناسب? فأعادت الأمل بإمكان تصحيح مسار الوحدة اليم