تقاسيم القدر
حين تمتزج بنا التساؤلات وحالات الفراغ والعجز نوزع أنفاسنا على نوافذ الأمل والحب ونتغنى برائحة السلام والتمني ..
لسنا أكثر من جائعين نتقوس حول خاصرة الزمن ومعالم الحياة القابعة خلفنا تماما?ٍ ? نتقاسم أصوات السماء ونغرق في غيمات الكتابة ومسامات الفرح المشدوه بأوجاعنا ? نتغير لنواكب الفضاء في توحده وامتزاج تعرجاته المختلفة فنختلف أكثر ونتحول إلى ضباب متورم الخدين ومكفهر الألوان.
نتصارع كثيرا?ٍ حول تقاسيم القدر ونختلق الحكايات والأساطير كي ننسى فشلنا ثم نعود إلى قوقعة البكاء نصلي للحزن صلاة الخوف والانتظار الطويل ? نكتب ونقتبس ونبتكر ونعيد تشكيل أرواحنا كقطعة موسيقى تعاني من اكتئاب الأوتار على جسد آلة أرهقها العزف والزمان.
كلما أدركنا الوجع هرعنا نحو السينما التي مازالت تعلمنا الكثير من القيم والدروس التي نفتقدها كثيرا?ٍ في المدارس والجامعات وحتى المساجد ومنابر العلم المتهالك بداخلنا.
عندما نشعر بتشوهات الحياة داخلنا نتوحش أكثر ونقتل كل ماهو جميل حولنا دون أن ندرك ذلك فنعود للبكاء والامتزاج بالتساؤلات والفراغ والعجز .. نشعل الذكريات ونمر بخارطة الضوء التي فقدت عطرها وتناسقها بين متاهات التفكير والتملق والبحث عن الحقيقة المفقودة في ذواتنا .
نصنع الكثير من قصص الحب ونعشق ابتسامات القصائد والنجوم وأشجار الوطن ? وننادي بأسماء الخيال والطرقات والجميلات ثم نسقط في قائمة البحث عن المجهول بنشوة الماضي المتناقض بالمواقف والأحلام وفقاعات الدقائق في عنق التاريخ الذي يأخذنا إلى المجهول البعيد ومثلث الاختفاء الأبدي.
هذا الوطن لا تختلف قصته كثيرا?ٍ عن قصصنا المرسومة في جدار الكون ولغة السراب المنقوشة على مرايا الذاكرة وكتب الكآبة المحشوة بالكثير من الجثث والأقلام والصور.
أنا لا أبحث إلا عن ابتسامة فاتنة لم تسلب منها كل تفاصيل العطاء والحب كما سلبت من هذا الوطن المثقل بصمتنا وتناقضاتنا .