المادة 11
كثيرة هي المواد التي نصت عليها القوانين الخاصة بالشباب والرياضيين? ولكنها مجتمعة لا يمكن أن تتحقق بدون وجود الدعم المالي? ولهذا نجدها تظل جامدة لا تحرك ساكنا في واقعنا الرياضي? ولأن المال هو المحرك الرئيسي? والذي بسببه شهدنا تأخرا في انجاز الكثير من المشاريع المدرجة في خارطة وزارة الشباب والرياضة? بالإضافة الى توقف انشطة اتحاد الكرة بداعي عدم استلامه لمخصصاته من صندوق رعاية النشئ. لهذا كله تعد المادة الحادية عشرة من قانون صندوق رعاية النشئ والشباب والرياضة هامة جدا? فهي التي تنص على موارد الدعم? ومن خلال ما تقره يتحصل الصندوق على موارده.. ولأن القانون قديم وقد طرأ على الاسعار تغيرات كثيرة? جعلت تلك الموارد تتراجع نظرا لتدني مبيعات (الاسمنت والسجائر والقات) وهي الموارد الرئيسية للصندوق? فقد اصبحت الاموال -التي لا تتحصل كذلك بصورة كاملة- لا تفي بالغرض. لقد أحسن وزير الشباب والرياضة معمر الارياني حينما واصل محاولاته الحثيثة لإقناع البرلمان بالتصويت على تعديل تلك المادة.. وبعد التصويت زاد دخل الصندوق باعتماد مجلس النواب لنسبة 1 بالمائة على كافة شركة الاتصالات? وهي نسبة أجدها أكثر من رائعة مقارنة بالنسب المتدنية من القات والاسمنت والسجائر.
ان موارد الصندوق ستشهد بلا ريب تدفقا لعشرات الملايين الجديدة? ويبقى التحصيل الجيد هو الرهان الرابح? فلا يمكن للصندوق ان يجني الاستفادة من تلك الاموال الا بأمرين? أولهما اسناد مهمة التحصيل لاشخاص امناء لا يمكن ان تساومهم الجهات المحصل منها? ولكي يبدع هؤلاء ينبغي ان يعطوا أجرا يمنعهم من الرضوخ للاغراءت. أما الامر الثاني وهو المهم يتمثل في كيفية صرف تلك الاموال? فقد كثر اللغط حول أموال الصندوق? وما يقال عن خلافات بين القائمين عليه? فبدون توجيه الاموال نحو الجهة التي تستحقها لا نكون قد فعلنا شيئا? بل نكون قد أفسدنا في حين نظن أننا مصلحون. لقد حدد البرلمان توجيه 70 بالمائة من اموال الصندوق للبنية التحتية? وهنا نتمنى ان تسخر تلك الاموال الى البنية التي اعلن عنها ولم تجد النور? كاستادي الحديدة وتعز? وغيرها من المشاريع المتعثرة? بحيث لا يعلن عن أي مشروع جديد ما لم تكن تلك المنشآت قد دخلت الخدمة فعليا. لكني اتساءل هنا هل تكفي 30 بالمائة الباقية للنشاط الرياضي والشبابي والكشفي والمصروفات الادارية? قطعا لن تفي بالغرض? وهنا في اعتقادي ستكون المشكلة? وعلينا ان اردنا بناء قاعدة تحتية جيدة? أن نقلل قدر الامكان من الانشطة? واقتصارها على الاهم فقط.
لا نريد أن نبخس وزير الشباب جهوده في اقرار البرلمان لهذا التعديل? فالرجل اجتهد ويشكر على جهوده? ولكن الانظار ستبقى متجهة اليه للوفاء بتعهداته امام البرلمان في تسخير تلك الاموال لمصارفها الحقيقية? ونسأل الله له العون? فهذه أموال الشعب وينبغي توجيهها لما فيه منفعته وفائدته.
لم يوضح لنا البرلمان هل تم فقط تعديل المادة بالنسبة لإضافة الاتصالات كداعم جديد? ام تم تعديل النسب التي تتحصل من السجائر والقات والاسمنت? وأتمنى أن يكون قد شملها التعديل? حتى تكون الفائدة أعم وأشمل. مبروووك نبارك لمنتخبنا المدرسي الذي استطاع أن يصل الى ابعد نقطة في البطولة التي تحتضنها تونس الشقيقة? فقد تألق ولولا ان اصحاب الارض -تونس- حسموها في النهائي لكان الذهب من نصيبنا.. ما حققه يعد انجازا كون البعض قد شككوا في جاهزيته? ومن هذه المساحة أشرت الى انه يستطيع فعل الكثير? وها هو فعل أكثر مما كنا نتصور? ولحق بالمنتخب الشطرنجي الذي حقق انجازا في بطولة العالم المدرسية بروسيا.
نمنى ان يكون هذا دافعا لكي تقر الحصة المدرسية كمادة اساسية? وان يفي الدكتور الاشول –وزير التربية والتعليم- بوعده الذي قطعه على نفسه في مؤتمر الرياضة بتعز? بتخصيص 200 درجة وظيفية لخريجي التربية الرياضية? فبدون حصة مدرسية? تبقى هذه الانجازات حلما سرعان ما سيزول أثره ونصحو على واقع مغاير.