يوم حوث الأسود
أعوام ثلاثة مضت من عمر النكبة التي تعرضت لها مدينة حوث وما زالت الجراح والآلام طرية بل عصي??ِة على النسيان لكون آثارها ما تزال ماثلة وشاهدة على ع?ظ?ِم? الج?ْرم وفداحة المأساة .
الثالث عشر من شهر رمضان المبارك من العام 1431ه كان يوم النكبة الأسود للمدينة المسالمة وأهلها الذين لا يحملون السلاح ليتفاجأوا يومها بقبائل حاشد والعصيمات خصوصا?ٍ تجتاح مدينتهم وتتمركز في أعالي أبنيتها ومؤسساتها الحكومية وعلى قمة صومعة الجامع الكبير التي لم تكتمل وما زالت نصف صومعة إلى أجل غير مسمى .
ثلاثة أعوام حدثت فيها متغيرات عجيبة وتحققت آيات ربانية لم تكن على البال ولا الحسبان , فمن سقوط أنظمة القمع والإستبداد وعتاولة الإستكبار في مصر وليبيا وتونس واليمن ومعه , مرورا?ٍ بتشكيل حكومة الفشل اليمني الذريع والفساد المريع إلى فشل التآمر الصهيوني الأمريكي المسنود بغطاء خليجي عربجي متماه?ُ مع السياسات والإملاءات الغربية لصالح الصهيونية في سوريا ومأساة حوث وقضيتها عالقة لم تحل بعد .
ثلاثة أعوام مر??ِت وفيها العجب العجاب ففي مصر سقط حكم الإخوان وفي ليبيا وتونس بدأت بوادر حركات التمرد على الأنظمة القائمة وفي اليمن تتداعى حكومة الفساد نحو الإنهيار بعد الفشل الذريع الذي و?ْصمت به وتفرد الإخوان بالسيطرة على مفاصل الدولة وإقصاء شركاء العمل السياسي فضلا?ٍ عن المستقلين وغير المنضويين تحت عباءة حكومة المبادرة , هذه وغيرها ولا تزال مظلمة الفاجعة التي وقعت في حوث تلقي بظلالها دون أن ي?ْلتفت لها .
ثلاثة أعوام ودماء الشهداء الذين سقطوا يوم الكارثة دفاعا?ٍ عن الكرامة طر??ية تنتظر القصاص من الجناة الذين غزوا المدينة في غفلة .
ثلاثة أعوام وما يزال العلامة قاسم حسن السراجي شريدا?ٍ والمنازل المحروقة والمهدمة شاهدة على بقاء الجرم والإصرار عليه , والمسببات والدوافع كما هي لم يتغير منها شيء وإنما هي نار تحت الرماد
نتائج الكارثة :
أفرز الإجتياح العبثي للمدينة المسالمة نتائج كارثية على المستويين الإجتماعي والإقتصادي أبرز هذه النتائج تمثل في :
1- إقتياد العلامة قاسم حسن السراجي ومعه أكثر من سبعين شخصا?ٍ لسجن خمر بناء على وساطة قادها مشائخ بني صريم .
2- حرق منزل الأستاذ حسين محمد زيد الحوثي – عم الشهيد محمد مطهر زيد – بعد العبث بمحتوياته ونهبها .
3- تدمير كلي لمنزل محمد محسن الكبير .
4- تدمير شبه كلي لمنزل المظلوم حسن محسن الكبير .
5- تدمير كلي لمنزل الوالد محمد يحيى الشرعي في مزرعته .
6- إعطاب وايت المياه الخاص بالأستاذ العلامة أحمد علي عشيش .
7- تعرض الكثير من المنازل في مقدمتها منزل العلامة قاسم السراجي وحاكم حوث العلامة علي حسن الشرعي وما جاورها من منازل لأضرار بالغة نتيجة الرصاص الحي والقنابل التي ألقيت عليها .
8- أكثر من 70 معتقلا?ٍ ز?ْج??ِ بهم في سجن خمر .
9- تشريد العلامة قاسم السراجي من حوث بعد مغادرته التوقيف بمنزل الشيخ حاشد , ومعه عدد من آل الحوثي والكبير والشرعي وبعض المناصرين للسيد قاسم من أبناء خيوان وبوبان .
هذه وغيرها نتائج كارثية على وضع مدينة مسالمة لم يسبق أن تعرض لها أحد بمثل ما تعرضت له قبل عامين منذ قيام الثورة اليمنية .
المفروض :
1- معالجة قضية القتل فيما بين آل الكبير والحوثي من جهة والعصيمات من جهة أخرى
2- معالجة قضية الشهيدين عبدالرحمن عشيش ومحمد مطهر الحوثي .
3- إعادة المنفيين قسرا?ٍ من حوث إلى مدينتهم وتأمينهم .
4- تعويض جميع المتضررين وبناء المنازل المهدومة والمحروقة وجبر الخواطر ومعالجة الجرحى .
5- وقف الإستفزازات وعلى رأسها فرع جامعة الإيمان بحوث .
لم يعد اليوم أبناء حوث وبعد مضي ثلاثة أعوام على كارثتهم ينتظرون من آل الأحمر شيئا?ٍ فيما يخص معالجة الجرح الذي أحدثوه , وفي المقابل فاليوم والأيام السوداء زادتهم تماسكا?ٍ وصلابة وقوة , وعلى الطرف الآخر كشفت حجم الحقد والتعبئة المريضة التي يتمتع بها القوم الذين توافدوا لغزو حوث واستباحتها ورد الله كيدهم في نحورهم .
رحم الله الشهداء وجبر مصاب ذويهم والله غالب على أمره .
خطيب الجامع الكبير بالروضة – صنعاء
المدير التنفيذي لمنظمة دار السلام