الساخر الحكيم
هذا شيخ مهيب.. رجل نبيل داره مفتوحة للمحتاجين.. ومائدته مبسوطة لكل قادم ومقيم.
> شيخ – مدني – بكل ما للكلمة من معان راقية وسلوك قويم.. لا هنجمة ولا نخيط ما عرف عنه غير الكرم والتواضع.. وتفانيه في خدمة الآخرين.
> لم يغره منصب.. ولم تغوه مكاسب.. سخر أمواله.. وميراث أسرته.. وحكمته ووجاهته لأبناء مدينته بلا شرط أو منة أو مغنم.
> لم يعرف عنه أنه ظلم بشرا?ٍ أو اعتدى على بقعة أحد كيف وهو حبيب الضعفاء.. ونصير المظلومين.
> عرف عنه انحيازه الحاد الذي لا حياد فيه للشباب وعدد غير قليل من فرسان المدينة درسوا وتفوقوا وتخرجوا في تخصصات الطب.. والسياسة.. والهندسة.. والعلوم بفضل هذا الساحر الحكيم.
> نموذج لا غشاوة حوله للثائر الوطني الحصيف الذي يحبه الجميع ويألفون مجلسه.. ويحفظون دعابته. ويتبعون خطاه.
> آفق واسع يمتد بطول خارطة اليمن.. لا تعصب ولا ضيق.. وحدوي زاهد.. ليس له نظير.
> له برلمانه الخاص.. ومقيله العامر.. خصومته شريفة لا تطول.. وسلاحه ضد من يغيظة أو يغضبه النكته النظيفة وحين لا يجد خصما يداعبه يطلق النكته على نفسه.
> مثقف رياضي لو كتب مذكراته لما ملها أحد ففي سيرته الثرية ما يستحق الإعجاب والغرابة.. والتقدير.
> طرائفه أصبحت ماركة مسجلة مرت عليها سنوات طوال? فما فقدت بريقها ولا زهو معانيها ولا قل أنصارها ومحبوها.
> الشيخ الوقور – غفر الله له – لم يكن ملاكا?ٍ? لكنه ظل ولا زال رجل خير? أسس دارا?ٍ للأيتام ومحاسنه تسبق خطواته كل يوم.
> أفتخر أن هذا الإبي – الزاهد.. والضاحك النبيل شيخي منذ زمن مضى.. حين كنا فتيانا في الكشافة نزور حلمنا الاخضر وكان أحد معالمه السامقة .
> يستقبلنا وهو لا يدري من نحن ومن أين جئنا برأسماله الزاهي الأنيق.. يطوف بنا بين المشنة ووراف يعرفنا على فرسان المدينة الذين أصبحوا في ما بعد علامات مضيئة في تاريخ اللواء الأخضر .
> يقدم لنا الطعام .. نصغي مبهورين إلى لهجته الابية – المجبة.. وهو يحكي طرائفه.. وحكمه وغزير معارفه.
> سمعت عن لجنة من الشباب تسعى إلى ترشيد الألقاب .. وترى أن لقب «شيخ» لا ينسجم والدولة المدنية الموعودة .
> الألقاب لا تصنع الاشخاص.. فهم من يمنح الألقاب هيبتها ووقارها وهم من يهبط بها إلى درك السخرة والهوان.
في بريطانيا لا تزال ألقاب الدوق – والسير – وغيرها سائدة لا تمنح أصحابها حق تجاوز القانون.. والاعتداء على الأخرين.
> وحاملوها يدركون قيمتها فلا يسيئون التصرف قدوة صالحة.. وسلوك نبيل.
> المشكلة ليست في الألقاب.. ولكن في الذين – يدخلون – الألقاب فلا يغادرونها إلا?ِ? وقد محقوها.. وجعلوها منبوذة لا يحترمها أحد.
> وبعد.. اعتمدوا في السجل العقاري أني مواطن يمني ليس له قضية مع الألقاب مادام أصحابها لا يسيئون السلوك وسجلوا أيضا?ٍ أني مواطن رياضي وشيخي عبدالعزيز الحبيشي.
آخر السطور
للشاعر حسن الشرفي
مثلما جاءوا مع الأيام راحوا
فأراحوا يا صديقي واستراحوا
مثلما جاءوا مضوا منها فما
خ?ْسفت شمس ولا غام صباح
نقلا عن الثورة