رسالة مختصرة من منتدى الإعلام
بينما كان الزميل الصحفي عمر العمقي منهمكا?ٍ في أواخر العام 2010 بملاحقة تجار المخدرات وتتبع طرق التهريب? كنت منشغلا?ٍ بعمر نفسه? وتحمست في تلك الأيام لملاحقة الزميل في صحيفة المصدر للفت انتباهه لطريق آخر قد يقوده نحو الفوز بجائزة الصحافة العربية التي توزع سنويا?ٍ في دبي لأفضل الأعمال الصحفية في الوطن العربي.
كان العمقي منتشيا?ٍ بالهزات العنيفة التي تركتها لقاءاته وسلسلة تحقيقاته الصحفية عن العبيد والجواري في اليمن? كان عمله صحفيا?ٍ بامتياز? وجديرا?ٍ بأي جائزة مهنية? لكنه أساء التقدير تجاه الزمن? وتأخر عن إرسال ملف الترشح في موعده? وعندما اتصل بي في وقت متأخر ليقول إنه أصبح جاهزا?ٍ? استعرت ما يقوله جدي وصحت في وجهه “الله يقلعك يا منحوس”.
نقلا عن المصدر
كنت أشعر بخيبة الأمل? لأنه لم يسبق لي أن احتفلت بزميل صحفي يمني في جائزة الصحافة العربية? فقد كانت الجوائز تذهب في كل اتجاه ولا تذهب لصحيفة أو صحفي يمني? والسبب بحسب إحصائيات نادي دبي للصحافة الذي يشرف على منتدى الإعلام العربي وجائزة الصحافة العربية? إن اليمن بين أقل الدول العربية التي تتقدم بطلبات الترشح للفوز بجوائز الصحافة العربية.
مناسبة الكلام السابق هي الدورة الثانية عشرة لمنتدى الإعلام العربي الذي عقد في دبي قبل أسبوعين? وحضره حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في اليومين اللذين انعقدا فيه? فهو حضر في اليوم الأول ليشهد الجلسة الافتتاحية ويلتقي في لقاء خاص بالنخب الإعلامية? وحضر في اليوم التالي ليكرم الفائزين بجوائز الصحافة العربية.
في الدليل المطبوع أو الموقع الإلكتروني للمنتدى سوف تجد أن هناك هيمنة مصرية ولبنانية وخليجية في المنتدى والجائزة? فهم يتحدثون في الجلسات ويديرونها ويفوزون بالجوائز? والاسم اليمني الوحيد الذي حضر كان ربيع شاكر من موقع “شهارة نت” الإلكتروني مرشحا?ٍ لجائزة الصحافة الاستقصائية? عن موضوع حول تهريب الأطفال? ولم يحالفه الحظ? وذهبت الجائزة في هذه الفئة إلى عبد الوهاب عليوه من صحيفة الوفد المصرية.
كان صاحبنا اليمني واحدا?ٍ من 36 مرشحا?ٍ للفوز? لكن الزميل ياسين المسعودي كان اليمني الوحيد من المشاركين الذين استضافهم المنتدى كضيوف من بين 120 صحفيا?ٍ عربيا?ٍ? وعندما ذهبت إلى الأخت منى أبو سمرة وهي زميلتنا في جمعية الصحفيين الإماراتية ومديرة نادي دبي للصحافة ونائب مدير جائزة الصحافة العربية? قلت لها إن عندي عتبا?ٍ أنها لم تهتم لأمر زملائي اليمنيين? ردت وهي تبتسم: “لا تقلق الجميع لديهم عتب بطريقة أو بأخرى”? ووعدت? أنها في الدورة المقبلة سوف تحرص على أن يكون تمثيل الصحافة اليمنية أفضل من هذا العام لكنها طلبت مقابل ذلك أن يشارك الصحفيون اليمنيون في الترشح للجائزة.
في الواقع كنت قد أرسلت لها قبل ذلك برسائل قصيرة? رش?حت فيها محمود ياسين وبعض الزملاء لحضور المنتدى وهي ردت أن الوقت كان قد تأخر? فالتحضيرات بدأت مبكرة لاستقبال 3800 مشارك في الدورة الأخيرة التي تابعها أكثر من 21 ألفا?ٍ في تويتر ونحو مليون مشاهد في يوتيوب? وأريد للقارئ اليمني أن يعرف أن خلف هذا التنظيم الهائل والدقيق شابتين إماراتيتين هما منى المري التي ترأس اللجنة التنظيمية للمنتدى ونائبتها مريم بنت فهد اللتين تشغلان وظائف قيادية في المكتب الإعلامي لحكومة دبي.
أضيف في هذه الدردشة عن منتدى الإعلام أن زملاء يمنيين شاركوا العام الماضي في المنتدى بينهم عبد العزيز صالح جابر رئيس دار باكثير للصحافة وعلي غمضان من قناة الجزيرة وفارس الحميري مراسل شينخوا في صنعاء? وعندما بحثت هذا العام عن الزملاء اليمنيين لم أجد سوى عبد العزيز جابر وزوجة الدكتور عادل الشجاع (نسيت اسمها)? ثم لقاء خاطف بالزميل ياسين المسعودي.
أظن أن هناك صحافة جيدة في اليمن? وصحفيين كبارا?ٍ? وهناك عدد غير قليل من الموظفين الرديئين الذين يعملون في الصحافة اليمنية? مع ذلك ما كنت أود أن يكون شعار المنتدى هذا العام عن “الإعلام في زمن التحولات”? ثم لا يشارك فيه الصحفيون اليمنيون بما يليق بصحافتهم على تنوعها وغزارتها? وآمل من هذا المقال الذي كتبته كرسالة للزملاء أن يشجعهم على المشاركة في الدورات المقبلة? وربما يتحمس أحد الزملاء ويعمل من الآن على إعداد موضوع صحفي يترشح به? ويفوز? فيحصل على التقدير ونحو 15 ألف دولار? إلى جانب الإقامة الممتعة في دبي? وبقية التفاصيل في الموقع الإلكتروني للجائزة.
بقي أن أشير إلى فوز الصحفي المصري الشهير حمدي قنديل بشخصية العام الصحفية وفوز الكاتب في صحيفة الحياة حازم صاغية بجائزة العمود الصحفي? وأن أكثر الجلسات حضورا?ٍ كانت التي شارك فيها باسم يوسف صاحب برنامج “البرنامج” والجلسة التي شاركت فيها المغنية الإماراتية أحلام? التي قالت أنها تشبه قناة الجزيرة: الكل ينتقدها لكن الجميع يرغب في مشاهدتها.