ماذا قال نصر الله ?
سماحة السيد حسن نصر الله يطل علينا كما هي العادة وفي جعبته الكثير من القضايا والامور ليتحدث وبكل شجاعة وصراحة دون تحرجا او ريب .. ليتناول قضايا اساسية ومحورية مرورا بالادعاءات الكاذبة التي يدعيها العدو الصهيوني من ارسال طائرة بدون طيار الى الاراضي الفلسطينية المحتلة .. لربما يكون الهدف منها شن عدوان جديد على لبنان لأن الكثير ممن ينخرطون في المشروع الامريكي الاسرائيلي يعتقدون ان حزب الله منشغل في سوريا كما يزعمون فمن المناسب ان تستغل اسرائيل الفرصة وتقوم بالهجوم على لبنان ..
لكن الواقع هو ما ذكره السيد حسن نصر الله ان المجاهدين في لبنان على أهبة الاستعداد واياديهم على الزناد محذرا لهم من ارتكاب اي حماقات في أن يفكروا في العدوان على لبنان .. فاذا لم يعوا نصيحة نصر الله فان النتيجة هي النصر المؤزر الذي لم يكن لهم على حسبان .. كما انه ذكر ثلاث فرضيات تؤكد مدى رعب اسرائيل وتخبط العدو الصهيوني ليتطرق بعد ذلك الى ما يجري في سوريا محذرا امريكا واسرائيل والجماعات التكفيرية التي اتضح انهم ايادي امريكية يتخندقون في مشروعها وينفذون اجندتها من الاستمرار في الحرب على الشعب السوري .. مذكرا في الوقت نفسه أن لسوريا اصدقاء حقيقيون لن يسمحوا لسوريا ان تسقط في أيادي امريكا و اسرائيل والجماعات التكفيرية ..
كما اعتبر السيد نصر الله ان “الهدف مما يجري في سوريا من حرب كونية لم تعد فقط اخراج سوريا من محور المقاومة ومعادلة الصراع العربي الاسرائيلي ولا لاجل اخذ السلطة باي ثمن ? بل يمكن القول ان هدف كل من يقف خلف الحرب في سوريا هو تدمير سوريا وتحويلها الى دولة فاشلة وحتى لا تكون دولة مركزية قوية و تصبح دولة عاجزة وحتى عن ان تاخذ قرارا متعلق بنفطها او بحرها او حدودها? فالمطلوب ان لا تقوم للسوريين دولة مركزية في المستقبل وتدمير سوريا حتى تشطب من المعادلة الاقليمية ” .. فعلى مدى سنتين ونيف والولايات المتحدة الامريكية وادواتها ألا عربية تشن حرب كونية على سوريا استخدمت فيها كل الاساليب واستهلكت كل الاوراق .. فهي حرب عسكرية وسياسية واقتصادية واعلامية لم يحصل مثلها في التاريخ ..
لكن صمود ابناء الشعب السوري ووعيه الكبير وجيشه الصامد وقيادته الحكيمة جعلت من العدو الامريكي ان يحبط وان تفشل كل مؤامراته وان تنكشف كل اوراقه وتتبعثر وتنفضح لا سيما ورقة ما يسمى بالقاعدة التي انكشفت حقيقة هذا الذرائع الاستخباراتي التابع للاستخبارات المركزية الامريكية .. وانكشف ايضا زيف امريكا وزدواجية المعايير لديها إيزاء هذا التنظيم المؤدلج امريكيا فتارة تعلن الحرب عليه وتارة اخرى تدعمه بالسلاح والمال كما هو الحال في سوريا ..
فالزج بالوهابية والسلفية ليكونا وقودا لهذه الحرب الخاسرة التي تعتبر بالوكالة كما عملوا في افغانستان الذي كان فعلا جهادا في سبيل امريكا واليوم يتكرر المشهد من جديد في سوريا .. حيث نشهد دعوات الجهاد من اليمن وليبيا ومصر والصومال والسعودية وبعض دول اوروبا والجزائر وغيرها من البلدان العربية .. للتكفل تركيا وقطر والنظام السعودي في نقل هؤلاء الى تركيا ولبنان ومن ثم تبنى لهم المعسكرات في تركيا ليتم تدريبهم وتاهيلهم وارسالهم الى سوريا عبر الحدود التركية السورية ودعمهم بالمال والسلاح لتبقى تركيا مكانا أمنا وملاذ وقاعدة للانطلاق منها .. وفي المقابل تبقى قطر مكانا للتحرك السياسي كما حصل مؤخرا في انعقاد الجامعة التي لم تكن يوما ما عربية عندما سلمت قطر مقعد سوريا العربية لمرتزقتها ومليشياتها وكذلك الدعم بالمال والسلاح .. وفي الوقت نفسة اكتفى النظام السعودي بالدعم بالمال والسلاح وهذا يكون عبر لبنان فتقاسم الادوار والتكالب على سوريا بات واضحا وكشف النقاب عنه فالتورط الكبير لامريكا وعملائها فيما يجري في سوريا لم يعد خفيا على احد فهي من تقود الحرب الكونية على سوريا ..
في المقابل امام هذا التكالب العالمي على سوريا استطاع الشعب السوري والقيادة السورية أن تجتاز المراحل الصعبة لتدخل في اخر فصول هذه المؤامرة لتحقق بعد ذلك النصر الذي بات قاب قوسين أو أدنى .. فالشعب السوري وكذلك الجيش العربي السوري والقيادة في سوريا أثبتت للعالم أن سوريا عصية على المستعمر وأنها عربية وستكون عربية مهما كلفها الثمن ولن تنزلق في مستنقع الارتهان والعمالة لأنها بلد العروبة والعزة والكرامة .. فالسوري عليه ان يرفع راسه عاليا لانه بات عنوانا للعروبة والحرية والمجد والاباء ..
كما ختم السيد نصر الله كلامة بكلمات واضحة كررها لثلاث مرات وهي لا تراهنوا لا تراهنوا لا تراهنوا على الميدان? الدفع بالميدان الى اتجاهات خطرة لن يقف عند حدود? .. في أشارة واضحة أن كل رهاناتكم قد خسرت واوراقكم قد انكشفت فالى هنا وكفى .. واذا استمريتوا في حربكم الكونية على سوريا فاننا هنا حاضرون لا سيما عندما اشار ان ايران وحزب الله واصدقاء سوريا الى حد الان لم يدخلوا في هذه الحرب .. في رسالة واضحة لدول الاستكبار الع