الرئيس اليمني: الخارج حسم أمره ولن يقبل بحرب أو اقتتال في البلاد
أدى أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن? أمس? اليمين الدستورية في اليوم الثاني من الجلسات العامة للمؤتمر? وردد المؤتمرون اليمنيون وراء أصغر عضوة في المؤتمر وبصورة جماعية.
وبدأت أعمال مؤتمر الحوار الوطني بصورة فعلية في أحد أفخم فنادق العاصمة اليمنية صنعاء برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي? رئيس مؤتمر الحوار الوطني وقبيل انعقاد أولى الجلسات العامة? اجتمع هادي ومعه المبعوث الأممي? جمال بن عمر بأعضاء هيئة رئاسة المؤتمر وجرى تنسيق المواقف بشأن رئاسة الجلسات وإدارتها.
وطرحت في الجلسة العامة الأولى كلمات ومواقف الأحزاب والتيارات السياسية المشاركة في المؤتمر? في الوقت الذي تصاعدت المواقف الرافضة لمشاركة بعض ممن يتهمون بالتورط في قتل شباب الثورة خلال المظاهرات الاحتجاجية التي أطاحت بنظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وقال الرئيس هادي خلال ترؤسه لأولى الجلسات العامة لمؤتمر الحوار الذي ينعقد في ضوء المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية إن على المجتمعين أن يعلموا أنه لا سبيل أمامهم سوى نجاح مؤتمرهم فقط وأنه لا مكان لفشله? في ظل معلومات عن انسحاب كثير من أعضاء المؤتمر? وأرجع هادي تلك الانسحابات إلى «أسباب سياسية» ? وقال إن على المؤتمرين أن يخرجوا بحلول بدلا من أن تأتي لهم من الخارج? وأضاف: المهم أن «نستحضر في كل لحظة أننا دخلنا هذه القاعة لنخرج منها بحلول يمنية الصنع وطنية النكهة لمشكلاتنا التاريخية المزمنة وليس بمزيد من الأزمات والمشكلات? وكلما تمكنتم من وضع الحلول المناسبة والصحيحة فإنكم تكونون بذلك قد وفرتم على أنفسكم حلولا ستأتيكم من الخارج الذي حسم أمره باتخاذ قرار دولي بالحيلولة دون نشوب صراع أو حرب في هذا البلد? مما يجعلنا نحرص على التعامل الجاد مع هذا المؤتمر الأول من نوعه في تاريخ اليمن المعاصر إعدادا وتحضيرا وتكوينا ومنهجية»? مشيرا إلى أنه «لم يسبق لنا – نحن اليمنيين – أن قمنا بالتحضير لمؤتمر وطني شامل بمثل هذه الأساليب العلمية في الإعداد واستحضار التجارب القريبة والبعيدة بغرض الاستفادة منها? وبالتالي فإن فرص نجاحه متوفرة إذا صدقت النيات وتحقق الإخلاص والصدق والولاء للوطن».
وحذر الرئيس اليمني من وصفهم بـ«المتحذلقين»? وقال إنه «ومهما قد يحرص البعض على أن يكون متحذلقا على بقية زملائه لأغراض سيئة النيات فليدرك أن الزمن كفيل ببيان حقيقته? فهذه القاعة ستكون المرآة التي سيرى الشعب من خلالها كل الأطراف المعنية على حقيقتها دون ماكياج أو ديكور زائف? لأن ساعة الحقيقة قد دقت وستمضي العجلة إلى الأمام بكم أو من دونكم».
وأكدت مصادر سياسية يمنية مطلعة أن الرئيس هادي وطاقمه والجهات الراعية للحوار الوطني والتسوية السياسية في اليمن يوجهون ضغوطا شديدة بشأن إنجاح مسيرة الحوار? وذلك بسبب «وجود محاولات كثيرة ومتسارعة لعرقلة الحوار الوطني وإفشاله»? وأضافت هذه المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن «إعلان الانسحاب وغيره من المحاولات البائسة تهدف إلى عرقلة الحوار وزرع الشقاق داخل أروقة المؤتمر ولجانه والمشاركين والمشاركات بداخله»? وأن هذه القوى «هي التي تسعى إلى عرقلة التسوية السياسية الحالية في اليمن وبالتالي فلن تهدأ وتقبل بالحوار لغة ووسيلة للتوصل إلى الحلول السياسية بسهولة»? وأكدت المصادر اليمنية الخاصة أن «لغة الخطاب القوية التي يستخدمها الرئيس عبد ربه منصور هادي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنه مدعوم إقليما ودوليا للوصول بالتسوية السياسية إلى بر الأمان واتخاذ الإجراءات التي يراها مناسبة لتجنيبها أية عراقيل»? حسب تلك المصادر.
(صحيفة الشرق الأوسط)