القصة الكاملة لقاعدة تنطلق منها عمليات الطائرات بدون طيار في اليمن
تضاعف عدد عمليات الإقلاع والهبوط للطائرات كل شهر حتى وصلت إلى ذروة بلغت 1666 طلعة في يوليو تموز مقارنة بالمعدل الشهري 768 طلعة قبل عامين
في أكتوبر 2011? عزز الجيش القوة الجوية في القاعدة بنشر سرب من طائرات من طراز F-15E Strike Eagle المقاتلة? التي يمكنها الطيران بسرعة أكبر وحمل كمية اكبر من الذخيرة.
مدينة جيبوتي? – على مدار الساعة? حوالي 16 مرة في اليوم? تقلع الطائرات بدون طيار و تهبط في القاعدة العسكرية الأمريكية هنا في جيبوتي? مركز حروب مكافحة الإرهاب التي تقوم بها إدارة أوباما في منطقة القرن الأفريقي والشرق الأوسط.
تتجه بعض الطائرات بدون طيار دائما?ٍ إلى الصومال? الدولة المنهارة التي تقع حدودها على بعد 10 أميال ناحية الجنوب الشرقي. معظم الطائرات بدون طيار المسلحة? مع ذلك? تنحرف شمالا?ٍ عبر خليج عدن إلى اليمن? البلد الآخر غير المستقر ويتم استعمالها في حرب مميتة متصاعدة مع فرع تنظيم القاعدة الذي قام باستهداف الولايات المتحدة.
بدأ معسكر ليمونيير? الذي يتسم بصفات معسكرات العالم الثالث والمعزول تحت وهج حرارة الشمس? المنشأ بواسطة الفرقة الأجنبية الفرنسية? العمل كأحد مواقع الانطلاق المؤقتة لقوات المارينز الأمريكية التي كانت تبحث عن موطئ قدم في المنطقة منذ عقد من الزمن. طوال العامين الماضيين? حولت العسكرية الأمريكية الموقع إلى القاعدة السرية الأكثر ازدحاما?ٍ بالطائرات بدون طيار خارج منطقة الحرب الأفغانية? وهو نموذج لعمليات مكافحة الجيل الجديد من الجماعات الإرهابية.
تبذل إدارة أوباما جهودا?ٍ غير عادية من اجل إخفاء التفاصيل القانونية والتشغيلية لبرنامج القتل المستهدف الخاص بها. خلف الأبواب المغلقة? تسبق كل قرار ناقشات مضنية لوضع الأشخاص في الأماكن الحساسة في حرب الولايات المتحدة الدائمة ضد القاعدة وحلفائها.
يتم تسليم أوامر البحث والتتبع وقتل أولئك الناس على نحو متزايد لمعسكر ليمونيير. المعسكر الذي تبلغ مساحته تقريبا 500 فدان مكرس لمكافحة الإرهاب وهو ما يجعله منشأة فريدة من نوعها ضمن شبكة قواعد وزارة الدفاع الأمريكية العالمية.
تغلف السرية معظم أنشطة المخيم. رفض الجيش الأمريكي طلب قدمته صحيفة الواشنطن بوست للقيام بجولة في معسكر ليمونيير الشهر الماضي. قال مسؤولون إنها “مخاوف أمنية تنفيذية”. رغم أنهم قد سمحوا للصحفيين بالزيارة من قبل.
بعد ظهور احد مراسلي الواشنطن بوست غير المدعوين في جيبوتي? وافق الضابط الأعلى رتبة في المعسكر على إجراء مقابلة – شرط أن تحدث بعيدا عن المعسكر? في الفندق الفاخر الوحيد في مدينة جيبوتي. أجاب القائد? الجنرال رالف بيكر عن بعض الأسئلة العامة? لكنه امتنع عن التعليق على عمليات الطائرات بدون طيار أو البعثات المتعلقة بالصومال و اليمن.
رغم ذلك? تفتح آلاف الصفحات من السجلات العسكرية التي حصلت عليها الواشنطن بوست – بما في ذلك مخططات البناء? والتقارير ومذكرات التخطيط الداخلي – نافذة مطلع على معسكر ليمونيير. تلك الوثائق ليست سرية وتم الحصول عليها والعديد من السجلات الأخرى عن طريق طلبات القطاع العام.
معا?ٍ? تظهر الوثائق المكشوفة سابقا?ٍ كيفية تصاعد الحرب التي تقوم بها قاعدة جيبوتي للطائرات بدون طيار بشكل حاد مطلع العام الماضي بعد وصول ثماني طائرات من نوع البريديتور predator (المفترس) إلى لومنيير. تؤرخ السجلات أيضا?ٍ خطة وزارة الدفاع الأمريكية الطموحة المكثفة لعمليات الطائرات بدون طيار خلال الأشهر المقبلة.
تشير الوثائق إلى الدور المركزي الذي تقوم به قيادة العمليات الخاصة المشتركة (JSOC)? التي اعتمد عليها الرئيس أوباما مرارا?ٍ وتكرارا?ٍ لتنفيذ مهام مكافحة الإرهاب الأكثر حساسية في البلاد.
حوالي 300 فرد من قوات العمليات الخاصة يقومون بتخطيط وتنسيق غارات ورحلات الطائرات بدون طيار من داخل المباني شديدة الحراسة في ليمونيير الذي تنتشر فيه الصحون اللاقطة وتحيط به الأسلاك الشائكة. معظم قوات الكوماندوز تعمل بخفاء ? يخفون أسمائهم عن القوات التقليدية في المعسكر.
أعمال مكافحة الإرهاب الاخرى في ليمونيير أكثر علنية. تم الإعلان عن أنه قد تم تعيين نحو 3200 جندي أمريكي ومدنيين ومقاولين في المعسكر? حيث يتم تدريب الجيوش الأجنبية? وجمع المعلومات الاستخباراتية وتوزيع المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء أفريقيا الشرقية كجزء من حملة منع المتطرفين من ترسيخ جذورهم.
في واشنطن? اتخذت إدارة أوباما سلسلة من الخطوات للحفاظ على استمرار حملة الطائرات بدون طيار لعقد آخر من الزمن? ووضعت خطة جديدة تهدف إلى وضع قاعدة بيانات? تسمى “مصفوفة التصرف”? ومصنف يسمى ” كتاب العمل” لتحديد كيفية اتخاذ القرارات بشأن القتل المستهدف.
جيبوتي هي أوضح مثال على الكيفية التي تتبعها الولايات المتحدة لإرساء الأساس لتنفيذ العمليات في الخارج. طوال العقد الماضي? وصفت وزارة الدفاع الأمريكية لومنيير ب الـ”التدخل السريع”? أو المعسكر ال