الكشف على أخطر ملابسات سيناريو تصفية زعماء اليمن 1977-1979م
– من نافلة القول إن الشهيد الحي الرئيس على الصالح حفظه الله ورعاه وأدام الله في عمره ليرى حلمه في يمن جديد حقيقة قد اكتملت على يد رجال اليمن المخلصين من أبنائه الشباب? كان ومازال أهم الغاز المشهد السياسي اليمني قاطبة لحد اليوم? حيث مازال الكثيرين من عموم الرأي العام المعنيين وغير المعنيين بقصد وبدون قصد يرمون جزافا وتنجيما الرواية تلو الأخرى حول شخصية الرجل والقائد والإنسان والفارس الرئيس علي الصالح الذي تولي مهام إدارة بلد في ظروف غامضة واستثنائية جدا أكثر ما قال عنها بنفسه (إن الحكم في اليمن كالرقص على رؤوس الثعابين) واستمر يدير شئون الحكم فيها (ورفاقه) أكثر منه يحكم ويسيطر قرابة الـ33 عاما? دون أن يحيد عن مسار حركة التغيير الوطني قدر ما استطاع إلى ذلك سبيلا? وفاء وإكراما وامتنانا من ابن بار لشهداء الأمة ولرفيق دربه وقائده الأعلى ابن اليمن البار الشهيد إبراهيم ألحمدي رحمة الله عليهم جميعا ولأبناء شعبه الطيب المعطاء شعب اليمن العظيم.
– فطبيعة ومستوى ومن ثم حجم التساؤلات التي كانت ومازالت تثير الكثير من الجدل الحاد بهذا الشأن تدور حول من هو الرائد علي الصالح بالتحديد? وما هي الظروف الاستثنائية المحيطة بإرهاصات ظهوره فجاءه ضمن نطاق الدائرة الضيقة المحيطة بالرئيس ألحمدي في الفترة الأكثر حرجا وحساسية من عمر النظام الوطني وحركة التغيير الوطني (1976-1978م) ? ثم كيف نجا الرائد علي الصالح من عملية اغتيال محتومة كادت تطاله في بيت الرئيس أحمد الغشمي مع رفاقه المشمولين بقائمة الاغتيال التي تم الموافقة عليها في أعلى المستويات القيادية في العالم.
– كما أشرنا إليه في مقالات سابقة ضمن إطار سيناريو دموي مخيف يقوم على تصفية الأنظمة الوطنية ورموزها التي نشئت خارج دائرة سياسة الاستقطاب الثنائية كما أشرنا إلى بعض مؤشراته في مقالاتنا المنشورة بعنوان من على صدر الصحافة المحلية الالكترونية (سيناريو تصفية زعماء اليمن 1977-1978م: رؤية في إرهاصات المخطط ألأممي الأمريكي- السوفيتي وحلفائه الإقليميين والمحليين) و(الناصريون هم من أحملهم دم ابن اليمن البار وشهيدها)? سيما أن ظروف تلك الفترة كانت عصيبة جدا على مسار حركة التغيير الوطني? بحيث كانت الاحتياطات الأمنية في أعلى درجة لها? لدرجة كان يمنع منعا باتا تواجد هذا العدد من الرجال الأقرب إلى الرئيس ألحمدي في مكان واحد? إذا كيف احتال قادة المخطط الانقلابي للإيقاع بهم ورئيسهم بضربة واحدة ?
– ثم كيف ظهر الرائد علي الصالح فجاءه على قمة المشهد السياسي عقب اغتيال الرئيس أحمد الغشمي? باعتباره المرشح الأبرز لتولي مهام سلفه الرئيس الغشمي ? ولماذا كان الرائد علي الصالح على وجه التحديد ? ألم تكن هنالك قيادات سياسية وعسكرية وأمنية لها الأولوية بكل ما تحمله هذه العبارة من دلالات ومعاني لتبوء هذا المنصب? بغض النظر عن مسألة المخاوف من الاقتراب منه وأحاطت به لدرجة الموت? وهل كان اختيار الرائد علي الصالح شأنا محلي أم إقليمي- دولي أم الاثنين معا ولماذا ? ثم هل كان خيارا مؤقت فرضته المعطيات الظرفية للبيئتين الداخلية والخارجية آنذاك أم خيارا دائميا? كيف ولماذا ? وأخيرا لماذا أحجمت عناصر المخطط الانقلابي المنتمية للتيار التقليدي وشركائه عن عملية تصفية الرئيس علي الصالح في أخر اللحظات من بدء تنفيذ السيناريو الذي تكفلت بتنفيذه في العلن عناصر من الحركة الناصرية كما أشرنا إليها في مقالاتنا المنشورة بعنوان (الناصريون هم من أحملهم……..!!!) و(حقيقة الدور التآمري للجناح المتطرف في الحركة الناصرية على مشروع حركة التغيير الوطني لإدارة الرئيس إبراهيم ألحمدي) ? وماذا يعني مؤشر تعرض الرئيس الصالح لما يقرب من الـ22 محاولة اغتيال وانقلاب في السنوات الأولى من حكمه ? وكيف نستطيع أن نفسر بقائه في السلطة لحد الآن كقائد مؤسس ورائد لحركة التغيير الوطني ?
– مما تجدر الإشارة إليه عند محاولتي تقديم تفسيرات شبه منطقية لهذه التساؤلات فإني لن أخوض كثيرا في التفاصيل لأني قد تطرقت للكثير منها في العديد من مقالاتي المنشورة والتي في طريقها للنشر أو تلك التي مازالت قيد الإعداد? وإنما سأقتصر بالتركيز على مسار بعض أهم الأحداث الرئيسة اللازمة بهذا الشأن? فالرئيس علي الصالح ينحدر من أسرة يمنية ميسورة الحال كما هو حال معظم شرائح المجتمع اليمني ليس لها شأن يذكر في عالم السياسة وأمور الحكم وإدارة شئون المجتمعات المحلية وعالم الجيش والاقتصاد….الخ? إلا أنه ولج عالم الجيش في سن مبكرة جدا كمتطوع فرض نفسه بقوة في صفوف مقاتلي الصف الجمهوري بما يمتلكه من عزيمة وشجاعة وطموح? وعندما تسنى له المجال التحق بالكليات العسكرية وتخرج منها ضابطا في صفوف القوات المسلحة وتدرج في المهام المؤكلة له في الوحدات العسكرية التي خدم فيها? ينتمي إلى قبيلة من قبائل سنحان أحد قبائل حاشد? ربطته بالرئيس ألحمدي علاقة وطيدة تم توثيقها في ملتقى سري جمعهما مع العديد من ضباط الجيش لت