عندما يسئ الصحفي ..رجل الأمن لا يحتج.. !!
أن تكون صحفيا أو ناشطا?ٍ حقوقيا?ٍ ?فذلك لا يعني بالضرورة أن تتصرف كما تشاء وتفرض على الآخرين تقبل تصرفاتك بكل ترحاب وسعة صدر.
ومن الأسف إن يعتقد الكثيرون ممن يحملون صفة الصحفي أو الناشط الحقوقي أنهم خارج طائلة اللوم أو العتاب او حتى المحاسبة جراء تصرفات شخصية غير مهذبة مع الآخرين ممن يقابلونهم هنا أو هناك ? ويشتط غضبهم بمجرد أن يجد الآخرين في تصرفاتهم استفزازا يقود الى تبادل التصرف المسيء بالقول أو بالفعل .
ليس هذا فحسب بل يجدون أحقية في انتزاع بيان تضامن وتأييد من نقاباتهم ? كأقل ما يمكن أن تفعله النقابات في البلاد ? ثم كما تجري العادة او كما هي صيغة البيانات المألوفة تتجه الأصابع نحو تحميل المؤسسة الفلانية مسؤلية (كاملة ) إزاء ما تعرض له هؤلاء الصحفيون او الناشطون الحقوقيون . ودون أية محاولة لاستقصاء حقيقة الواقعة او الحدث وملابساته كأدنى خطوة للخروج ببيان يعبر عن موقف !
قبل يومين احتجت نقابة الصحفيين ونددت بما وصفته اعتداء على صحفيين وناشطين حقوقيين كانوا في زيارة إلى الناشط السياسي بجاش الاغبري في مباحث الأمانة ? والغريب أن النقابة أصدرت بيانها وفقا لشكوى تقدم بها هؤلاء وذكروا فيها ما يدل على ملابسات ما حدث من تلاسن بين الصحفيين والناشطين ورجال المباحث ابتداء من البوابة وانتهاء بأروقة المبنى وحوشه !!
لم يكن أمام النقابة ومعها كثيرون من الحفيين الذين أثاروا الموضوع في المواقع الالكترونية وفي مواقع التواصل الاجتماعي – من سبيل للتأكد من حقيقة ما حدث بالفعل ? فرجال المباحث ليسو ا شياطين مثلما ليس الصحفيين والحقوقيين ملائكة .!!
الأغرب من كل ذلك ان يستدعي الجميع النقابة والصحفيين والحقوقيين استهداف رجال الأمن ووزارة الداخلية بصورة لا تعبر عن وعي احترام لمهام رجل الأمن ومهام المؤسسات الأمنية ? كما لا تعبر عن واجب الاحترام المفترض تجاه مهام رجل الأمن والتعامل معه بعيدا عن الاستفزازات والاستعلاء .
وهنا لا أدافع عن رجال المباحث الذين اختلفوا مع زملاء صحفيين وحقوقيين ? لكن الموضوعية تقتضي ان نضع اعتبارا لردة فعل رجال المباحث أمام استفزازات بعض الزملاء وعدم التخاطب معهم بما يليق ومهامهم الأمنية ? ولا أظن مجموعة الصحفيين والناشطين الذين اشتكوا رجال المباحث الى النقابة يجمعون على حقيقة انه لم تحدث استفزازات من قبل بعضهم ما أدى الى شطط بعض رجال المباحث والدخول مع المجموعة في ملاسنات وتهديدات .
ان رجل الشارع العادي يمكن ان يقدم في كثير من الوقت تصرفا لائقا أمام رجل الأمن بكونه يؤدي مهمته ? ويرى في استفزازه سلوكا معيبا وغير مدنيا?ٍ .. فما الذي ننتظره من فئات المعرفة والثقافة ورجال الإعلام والصحافة وهم ينصبون أنفسهم خصوما?ٍ للمؤسسات الأمنية وأسواطا?ٍ لجلد وتشويه رجالاتها !!