اراء وتحليلات

سورية إيقونة العروبة والنضال القومي..

بقلم/ طه العامري

كانت سورية وستبقى إيقونة العروبة والنضال القومي، كما ستبقى حاضرة الإسلام وكعبة المسلمين والقلعة التي تتحطم عليها حراب المتأمرين كما اعتادت وعودت امتها بأن تكون دائما الحصن المنيع الذي ذاد عن سيادة الأمة وكرامتها وسيادتها، واليوم تدفع سورية قيادة وجيشا وشعبا ثمن مواقفها العربية وثمن هويتها الإسلامية الحقيقية التي تجسد بمواقفها قيم الإسلام الحق وتعاليمه السمحا التي تعمل بها سورية ولا تزايد بها أو تتخذها واجهة تخفي ورائها وجه تأمري قبيح كما يفعل البعض من دعاة الإسلام الذين ينحرون قيمه ومبادئه من الوريد للوريد..
نعم سورية تدفع اليوم ثمن عروبتها وثمن هويتها الإسلامية والمسيحية وثمن تعايشها الاجتماعي الذي يحتضن كل اطيافها الاجتماعية بحب وتسامح واخوة..
سورية كانت ولاتزل وسوف تبقى وتستمر حاضنة القيم العربية الأصيلة وحاضنة قيم السماء ورسالتها السمحاء، وسوف تبقى كما كانت وكما عرفناها أرض المحبة والتسامح، كما هي أرض الصمود والتصدي لكل المخططات الاستعمارية والصهيونية.. لأن قدر سورية أن تكون أرض الحرية والكرامة والممانعة، وهي عصية على الارتهان وعصية على التبعية والتطويع، وهي أي سورية أكبر من كل المؤامرات والمتأمرين..
أن ما يجري في سورية وما تتعرض له سورية اليوم هو ثمن إنتمائها العربي الإسلامي، وثمن مواقفها المبدئية المناهضة لقوى الصهيونية والاستعمار.. لأن سورية بحكم موقعها الجغرافي وإرثها الحضاري ودورها القومي ومكانتها في سياق الصراع الجيوسياسي، كل هذه المقومات التي تمتاز بها سورية جعلتها هدف المشروع الصهيوني الاستعماري الهادف الي إيجاد ما اطلق عليه ب ( الشرق الأوسط الجديد) المراد تأسيسه على قاعدة ما يسمى ب (الاتفاق الإبراهيمي) الذي تريد أمريكا الاستعمارية وربيبها الكيان الصهيوني أن يجعلاء من هذا الاتفاق بوابة للولوج الي جغرافية الوطن العربي وتطويعه وتحويله الي (حديقة للكيان الصهيوني) يعبث به ويعمل على تمزيقه ويستمد قوته من ضعف الوطن العربي وهذا ما تثبته الأحداث الدرامية المتلاحقة.
أن هزيمة المشروع الأمريكي _الصهيوني الذي سقط بالضربة القاضية بفعل معركة (طوفان الأقصى) رغم وحشية جرائمه وحرب الإبادة التي يشنها ضد الأشقاء في فلسطين ولبنان، ادت به وبرعاته إلى التوجه نحو سورية بعد اخفاقه في فلسطين ولبنان، والبحر الأحمر، وعجز الصهاينة في تحقيق أيا من أهدافه التي كانت تراود مخيلته بعد أن اخفق في تحقيق بنك أهدافه في فلسطين ولبنان، وبعد فشله في تدمير قدرات الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقد تزامن كل هذا باخفاق أمريكا في أوكرانيا وإجبار (موسكو) على الانكسار والاحتوي ناهيكم عن هزيمة أمريكا فيما يتعلق بعلاقتها مع الصين في ظل تنامي قوة دول البريكس..؟!
أن أزمات كثيرة وخطيرة تواجه النفوذ الجيوسياسي الأمريكي أبرزها ضعف قدرات ومكانة حليفها الصهيوني في المنطقة الذي فقد قوة الردع أمام المقاومة وأصبح مكشوفا أمام كل دول المنطقة التي كانت تراهن على علاقة حماية مع الكيان وكانت تراهن على قوته وقدرته في حمايتها فاتضح أن الكيان عاجزا عن حماية نفسه عسكريا وامنيا واستخباريا واقتصاديا وسياسيا، ناهيكم أن طوفان الأقصى جردت هذا الكيان ورعاته من كل القيم التي كانوا يروجون لها وظهر أمام الرأي العام الدولي ككيان مجرم يرتكب جرائم إبادة بغطرسة فاقت كل جرائم الطغاة الذي عرفهم التاريخ الإنساني قبله..؟!
أن ما يجري في سورية هي اخر المحاولات التي يحاول الصهاينة والامريكان وحلفائهم في الوطن العربي وبعض أنظمة الجوار العربي وخاصة _تركيا _التي يحاول نظامها الحفاظ على امنه القومي ولكنه للأسف أخطاء حين توهم أن استهداف سورية سيحقق له هدفه وسوف يحمي امنه القومي وتجاهل أن امنه القومي مرتبط ارتباط وثيق بأمن واستقرار سورية وسلامة ووحدة اراضيها وليس العكس وان من يستهدف الأمن القومي التركي هي أمريكا والكيان الصهيوني وبعض الأنظمة الدائرة في فلكهما..؟!
أن ما يجري في سورية هي اخر المحاولات الصهيونية _الأمريكية للإبقاء على هيمنتهم ونفوذهم في الوطن العربي وهي محاولة بائسة وفاشلة، كما هي كذلك بالنسبة لتركيا الذي يحاول نظامها البحث عن ممكنات تأمين الذات وأن على انقاض جيرانه متجاهلا أن ممكنات امانه الاستراتيجي هو مع جيرانه ومع احترام سيادة جيرانه وعدم اللعب بالنار معهم وتدرك تركيا ماذا قدمت سورية لها طيلة عقود طويلة رغم اقتطاع جزءا كبيرا من اراضيها من قبل بريطانيا ومنحتها لتركيا واقصد لواء (الأسكندرون)..!
بيد أن ما يجري اليوم في سورية فعل يمنحها الحق المطلق والكامل في تصفية البلاد من العصابات الإرهابية الذين تم جلب أفرادها من أكثر من 90 دولة بهدف تدمير وتمزيق سورية إعمالا لتحقيق المخطط الصهيوني الأمريكي بإقامة (شرق أوسط صهيوني الهوية وامريكي الهوى)..
نعم لم تعد سورية ملزمة بعد اليوم باتفاقيات إقليمية أو دولية تحت مسمى (اتفاق استانا) أو أي اتفاق يجعل هذه العصابات تشارك في تقرير مصير سورية الأرض والإنسان والدور والموقف لصالح المخططات الصهيونية..؟!
انا على ثقة بقدرة سورية على الانتصار وتجاوز المحنة التي تواجهها لأنها ببساطة عصية على الانكسار والتطويع، وهي كذلك كانت وسوف تبقى وتستمر.. ان سورية قدرها أن تكون أرض المقاومة والممانعة والصخرة التي تتحطم عليها كل المؤامرات الاستعمارية، أن سورية هي البلد العربي الذي لا يمكن لها أن تكون غير كما عرفناها وعهدناها بلد المقاومة والصمود، ولو شأت أن تكون كبقية البلدان التي هرولت خلف المخططات الاستعمارية لا قدر الله فانها سوف تسقط وتتمزق وتصبح مجرد كانتونات متناحرة لأن قدر سورية أن تكون أرض الممانعة وأرض الصمود، ونحن على ثقة أن سورية سوف تنتصر وتتجاوز كل ما تعاني منه من أفعال الإرهابيين المجرمين وسوف تخرج أقوى وأكثر توحد وتماسك قيادة وجيشا وشعبا ودولة ذات سيادة وحاضنة للعروبة وقيمها والإسلام وتعاليمه، وستبقى أرض التعايش والتسامح والمحبة وإيقونة القومية، وللعلم أن استهداف سورية يأتي رد فعل على هزائم الكيان والمشروع الأمريكي في المنطقة وسبب هزيمتهما هي سورية ولهذا ذهبوا بعد كل ما حدث علهم ينتزعوا جذوة الصمود والمقاومة من جذورها وهذا هو المستحيل لان قدر سورية دائما هو الانتصار دائما على أعداء الأمة وهذا ما سيكون وسيحدث قريبا بإذن الله وبسواعد أبطال الجيش العربي السوري.. حماة الديار عليهم سلام.
صنعاء في 2 ديسمبر 2024م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com