العدو وألية توظيف الإعلام..
بقلم/ طه العامري
يلعب الإعلام دورا في تظليل الرأي العام وتحويل (الملاك) إلى (شيطان) وجعل (الشياطين ملائكة).. الإعلام سلاح إستراتيجي لمن يمتلكه ويمتلك ألياته ويجد فن توظيفه وتسخيره في سبيل تحقيق أهدافه دون أن يكشف الأخر المستهدف هذه الحقيقة، فأن تم كشف هذا الدور الاعلامي، فأن زيادة الضخ تبقى هي الوسيلة لترسيخ الأكاذيب وتحويلها إلى حقائق..
يقول (جوبلز) وزير دعاية (هتلر) مخاطبا هتلر :اعطيني إذاعة ومطبعة ساعطيك شعبا مؤمنا بك خلال عام..!
وهذا ما حدث فعلا..
ليلة أمس استخدم العدو الصهيوني أكبر خدعة اعلامية والمؤسف أن وسائل إعلام عربية ونخب عربية مثقفين وساسة صدقوا وانجرفوا وراء الخديعة الصهيونية التي أطلقتها عبر وكالة انباء دولية وشخصيات سياسية وعسكرية دولية ينتمون لدول كبرى حول بدء (الهجوم البري على لبنان).. خبر انتشر إنتشار النار في الهشيم، ولما لا فقد تناقلته وكالة مثل (رويترز) وأخواتها وأيده مسؤلين أمريكين في البنتاجون والبيت الأبيض..!
وتسابقت على تعميمه الفضائيات العربية والناشطين العرب في مختلف شبكات التواصل الاجتماعي..
الخبر طبعا كان كاذب لكنه كان جزءا من سلاح العدو والهدف رصد تحركات قوات المقاومة على الحدود ومن ثم استهدافهم لأن العدو لم يملك معلومات عن تواجد تلك قوات المقاومة وتمركزها على المناطق الحدودية، فاطلق تلك الحملة من السعار الاعلامي حتى أن الكثير من مراسلي القنوات استغربوا وهم في الميدان لا يرون شيئا ولا يسمعون شيئا فيما ( العواجل) على شاشات الفضائيات التي ينتمون إليها ويمثلونها في الميدان تشير إلى اختراق وبدء عملية برية تم وصفها صهيونيا بالمحدودة حين أدرك الصهاينة أن المقاومة أدركت خططها وادركت الفخ الذي كان العدو يعده لها.. وحتى تبرر قوات العدو ما سبق وروجت له اقدمت على توزيع فيديو يعود تاريخه لعام 2019م حين تسللت مجموعة لقوات العدو الي أحراش ( كفر كلا) قبل أن يتصدي لها شباب المقاومة رغم ان النفق الذي ظهر بالفيديو لم يعد يستخدم منذ عام 2006م لكن قوات الاحتلال فبركت الفيديو وأظهرته كدليل على دخولها الي الأراضي اللبنانية التي لم يصل إليها جيش الاحتلال ولا قوات النخبة ولم يحدث اي اختراق للجدار العازل، لدرجة ان بعض مراسلي القنوات الفضائية اضطروا الي اللجوء لقيادة قوات اليونيفيل _القوات الدولية التي ردت بأن لا علم لها بالأمر _..!
إذا كان الهدف من كل ذلك الصخب الذي عشته وسائل الإعلام العربية والدولية هدفه دفع قوات المقاومة للحركة وإعادة التموضع أو التجهز لمواجهة العدو الذي كان في ذات الوقت يركز كل اجهزته وأجهزة حلفائه التجسسية من أقمار صناعية ومسيرات لرصد حركة شباب المقاومة ليوجه إليهم ضرباته عبر الطائرات..؟!
اعرف أن الماكينة الإعلامية الدولية خاضعة منها ما نسبته 80٪ من ماكينتها وأدواتها ووسائلها بيد اللوبي الصهيوني وكثير من وكالة الأنباء العالمية مقرأتها الرئيسية في (تل آبيب)..؟!
لكن المؤسف أن تجر وراء هذه المؤامرة وسائل إعلام عربية أو ناطقة بالعربية وتظهر نفسها وكأنها جزءا من أدوات العدو ونافذته نحو تظليل الرأي العام العربي.
التي ساهمت ليلة امس بتسويق قدرا من الرعب لوجدان المتلقي العربي الذي يتابعها ويعتبرها نافذته نحو ما يعتمل في أمته ولكنها للأسف خدعته وجعلته يعيش ساعات من الرعب والخوف والترقب فيما هناك من أبناء القرى الجنوبية في لبنان من عاش لحظات مرعبة وقضى ليلته واطفاله ساهرا يترقب وصول العدو الذي لم ولن يصل لكنه بدافع ثقته لبعض هذه الوسائل الإعلامية صدقها ودفع ثمن تصديقه لها قلق وخوف ورعب وترقب.