امريكا ترسم ملامح العدوان والاجرام على اليمن واليمنيين
العدوان في عامه التاسع
شهارة نت – تقرير
خلال كل السنوات الماضية من عمر العدوان الامريكي السعودي على اليمن، مارس تحالف العدوان أبشع أنواع الجرائم ضد أبناء الشعب اليمني عبر إرتكاب الجرائم بالغارات التي قتلت أطفال ونساء اليمن الأبرياء بالطائرات الامريكية والبريطانية .
وانفرد العدوان الأمريكي السعوديّ على اليمن أنه اختصَّ بارتكاب جرائم لم يسبقه إليها أحدٌ من قبل ولم تشهدها دولةٌ أُخْـرَى غير اليمن، وذك تحت رعاية من المجتمع الدولي.
اعتادت امريكا عبر ادواتها في بعض دول الخليج من اختراق الكثير من الانظمة العربية وفرضت الهيمنة الامريكية والغربية عليها، وذلك ضمن استراتيجيتها للهيمنة على العالم.
وبحسب المشروع الامريكي ورؤيتها للشرق الاوسط الجديد فقد سعت بمعية باقي دول تحالف العدوان إلى تقسيمِ اليمن، والذي يتضحُ من خلال الكثيرِ من الأجندات التي أصرت على تنفيذها في اليمن، ومنها المبادرةُ الخليجية ومؤتمر الحوار بمخرجاته الذي لم يجري التوافق على عددٍ من بنودها ومنها مسألة الاقاليم.
وعقب ثورة 21 سبتمبر 2014م اتجه اليمنيين تحت قيادة قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، نحو استكمال تحرير القرار الوطني والاستقلَال السياسي، من التدخل الخارجي في المسائل الداخلية، وضمان الشراكة الوطنية لتجد امريكا نفسها خارج اطار المخطط الذي رسمته لسير الأحداث في اليمن، فانتقلت إلى الوقوف ضد الثورة وحشدت أوسع التحالفات الدولية والمحلية ضد الثورة.
وبنظرة عامة الى واقع الاحداث والارهاصات التي سبقت العدوان على اليمن فقد بدأ الإعداد الفعلي للعدوان على اليمن بتاريخ 17 اكتوبر من العام 2014م في الرياض حيث اعطت القيادة السعودية الضوء الأخضر للعسكريين لوضع خطة الحرب، بعدها تقاطرت وفود عسكرية غربية وخليجية إلى الرياض لعقد عدة إجتماعات كان اولها في 27 اكتوبر من نفس العام حيث خرج تحالف العدوان بتصور كامل للخطة العسكرية الخاصة بشن الحرب، والتي تحفظت عنها (سلطنة عمان) وطلبت بالعمل على ايجاد حل سياسي، مؤكدة عدم مشاركتها في أي عمليات عسكرية ضد اليمنيين.
وعلى إثر ذلك الاجتماع ،بدأ التنسيق الامريكي السعودي مع الأمم المتحدة وعدة دول لتشكيل غطاء دولي لتبرير العدوان، كما تم تشكيل وتكليف لجنة خاصه بوضع خطة الحرب التفصيلية.
وفي بداية مارس 2015م، انهت الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية آخر الترتيبات السياسية للعدوان، حيث قامت أمريكا عبر الفار عبدربه منصور هادي باتخاذ قرارات خطيرة منها نقل العاصمة اليمنية من صنعاء إلى عدن ونقل السفارات الأجنبية إليها، ويومها التقى السفير الأمريكي “ماثيو تولر” بهادي في محافظة عدن وتم الاعداد للمرحلة الثانية من العدوان.
التحركات الامريكية لإعلان الحرب على اليمن
في تمام الساعة الثانية صباحاً من يوم الخميس 6 جمادى الثاني 1436 هـ الموافق 26 مارس 2015، بدأ تحالف العدوان اول العمليات العسكرية على اليمن حيث قامت القوات الجوية الملكية السعودية عبر طائرات وصواريخ امريكية بقصف جوي كثيف على العاصمة صنعاء ومحافظتها.
واعلنت السعودية من واشنطن حربها على اليمن، عبر السفير السعودي لدى أمريكا حينها عادل الجبير وكان للإعلان من واشنطن دلالة هامة وواضحة بأن هذه الحرب أمريكية الهوية والإرادة والاستمرار.
وفي ذات المساء أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أقر تقديم الدعم اللوجستي والاستخباري للتحالف وفقا لما جاء في بيان صادر عن “برناديت ميهان” المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي حينها.
وقال البيان الذي صدر بعد ساعات من العدوان على اليمن إن “الولايات المتحدة كانت على تنسيق لصيق بالرئيس هادي والشركاء الإقليميين، وإنه بسبب تدهور الأوضاع في المنطقة فإن المملكة السعودية وبلدان مجلس التعاون ودولاً أخرى سيقومون بأعمال عسكرية لحماية حدود السعودية وحماية الحكومة اليمنية”، مشيرا الى ان القوات الأمريكية قامت بإنشاء غرفة عمليات تنسيق مع السعودية، وذلك لتنسيق العمليات العسكرية والاستخبارية.
وفي 14 إبريل أعطت واشنطن حلفائها في تحالف العدوان غطاءً دولياً شكلياً وذلك بدعم اصدار قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2216)، الذي جاء بمثابة غطاءً للحرب العدوانية على اليمن، كما أكد لاحقاً المبعوث الأممي الأسبق إلى اليمن جمال بن عمر.
في الثالث من أكتوبر 2016م ارسلت الادارة الامريكية قوات خاصة من البحرية الأمريكية إلى باب المندب في أعقاب الضربة على سفينة “سويفت” الإماراتية، كما شنت أول ضربة عسكرية مباشرة علنية على اليمن ضمن تحالف العدوان، حيث اطلقت البحرية الامريكية عدد من صواريخ كروز من طراز “توماهوك” على رادارات في ساحل محافظة الحديدة.
ولم تكتفي امريكا بالتدخل العسكري المباشر بل مارست تدخلات عدوانية عديدة في اليمن عسكرية وسياسية واقتصادية منها تهديد السفير الأمريكي الذي كان يحضر جلسات مشاورات الكويت بضرب العملة اليمنية ، واغلاق المطار إذا لم ترضخ صنعاء لشروطهم.
وفي العام التالي قام قائد القوات الأمريكية بالشرق الأوسط، الجنرال “جوزيف فوتيل”، بزيارة منطقة جيزان ودخلت فرقة القبعات الخضراء مسرح الأحداث في المناطق الحدودية
جرائم العدوان في الذاكرة
مثلت الجرائم والمجازر الوحشية التي ارتكبها تحالف العدوان على اليمن خلال ثمان سنوات من العدوان والحصار والتي خلفت مئات من الضحايا المدنيين الابرياء جلهم نساء واطفالا جرائم حرب باستهدافه المباشر لمجالس العزاء وصالات الاعراس والأسواق والمساجد والمدارس والمستشفيات والجامعات والاحياء السكنية .
واتسم العدوان على اليمن بالطابع الاجرامي، بعد أن تجاوز كل القوانين والأعراف الدولية، بما فيها القانون الدولي الإنساني الذي تشكل من أجل مراعاته في الحروب، حيث أمعن طيران العدوان الأمريكي السعودي في ارتكاب العديد من المجازر، لعلَّ أبرزها استهدافه المباشر لمجلس عزاء آل الرويشان بالصالة الكبرى بالعاصمة صنعاء في الـ 8 من أكتوبر 2016م والذي أَدَّى إلى استشهاد وجرح أَكْثَـر من 750 شخصاً كانوا يؤدون واجب العزاء، وهي من الجرائم التي لم يشهدها العالم إلا مع العدوان الأمريكي السعودي لتتوالى بعدها الغاراتُ التي استهدفت مراسم العزاء والأفراح والتجمعات النسائية وغيرها.
وأجرى باحثو منظمة العفو الدولية تحقيقات في عشرات الضربات الجوية التي ترقى الى مستوى جرائم الحرب ومنها بتاريخ 22 آبريل 2018، قصف طيارو تحالف العدوان حفل زفاف شمال غرب العاصمة اليمنية صنعاء، ما أسفر عن استشهاد 33 شخصاً.
كما قام تحالف العدوان في 9 أغسطس 2018، بقصف حافلة مدرسية شمالي اليمن تحمل أطفالاً في رحلة مدرسية، ما ادى الى استشهاد 54 شخصاً، من بينهم 44 طفلاً.
وأوردت شبكة CNN الأمريكية أنَّ القنبلة المستخدمة في الهجوم على الحافلة المدرسية من صنع شركة لوكهيد مارتن الأمريكية، أكبر صانع للأسلحة في العالم.
وبعد 3 أيام من بث تقرير CNN، أبرمت إدارة ترامب صفقة مع الإمارات بقيمة 14.4 مليون دولار مقابل قطع غيار البنادق.
وفي 25 أغسطس 2018، انفجرت قنبلة موجهة بالليزر في منطقة سكنية في صنعاء استشهد زوجين و5 من أطفالهم الستة على أثرها.
في يوم الخميس ٠٨ أكتوبر ٢٠١٥ م، ارتكب طيران العدوان الأمريكي السعوديّ مجزرة جديدة، وذلك باستهدافه مخيم ومنزل لحفل زفاف المواطن محمد صالح بميفعة عنس قرية سنبان شرق محافظة ذمار، حيث استشهدَ وأصيب أَكْثَـر من مئة مدني، بينهم عدد كبير من النساء والأَطْفَـال، وذلك نتيجة للصمت الدولي إزاءَ مختلف جرائم ومجازر العدوان الأمريكي السعوديّ بحق الشعب اليمني حيث سبق أن ارتكب العدوان الكثيرَ من هذه الجرائم البشعة، سواء لمراسيم العزاء أَوْ حفلات الزفاف.
وسبق أن استهدف طيران العدوان الأمريكي السعوديّ وبشكل مباشر عبر طيرانه مساء الاثنين 28 سبتمبر 2015م حفلَ زفاف بمنطقة واحجة بمديرية ذباب القريبة من ميناء المخاء بمحافظة تعز بشكل مباشر ومتعمد، ما أَدَّى إلى استشهاد أَكْثَـرَ من 135 مواطناً معظمهم نساء وأَطْفَـال بالإضافة إلى إصابَة العشرات، في واحدة من أعنف الهجمات على المدنيين في اليمن، منذ بداية الصراع.
وفي العام الاول قام طيران العدوان بتدمير حي سكني بالكامل بتعز حيث شن غارات مباشرة ومتعمدة مساء الجمعة 22 أغسطس 2015م على حي كامل في منطقة “صالة” السكنية في مدينة تعز، مما أودت بحياة 65 شخصاً وعشرات الجرحى بينهم نساء وأَطْفَـال، نتيجة تدمير عشرات المنازل فوق رؤوس ساكنيها.
وبالرغم من مطالبة الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون حينها عبر نائبة المتحدث الرسمي باسمه ايري مكينكو لإجراء تحقيقات عاجلة حول هذه الجريمة إلا أن ذلك لم يتم خَاصَّـةً أنه سبق هذه الجريمة ما هو أفظع وأشد منها والتي لم تحدث في المنطقة العربية بشكل عام من قبلُ، ومنها جريمة استهدافه حي نقم السكني بأمانة العاصمة بعدة غارات مباشرة، مستخدماً قنابلَ غازيةً وفسفورية شديدة الانفجار، ما أَدَّى إلى استشهاد وإصابَة أَكْثَـر من 400 مواطن وتدمير المنازل السكنية ولمختلف مقومات الحياة في شرق العاصمة، بل وصل امتداد هذا الانفجار من خراب ودمار وأشلاء للضحايا وشظايا صواريخ العدوان الأمريكية الصنع إلى مختلف أرجاء العاصمة صنعاء، وكانت هذه الجريمة امتداداً لمجزرة عطان التي ارتكبها العدوان في الـ 20 من ابريل 2015م.
واستمرت جرائم العدوان من يوم الى اخر ليرتكب جريمة استهدف مجلس في قرية الأشرع مديرية أرحب بمحافظة صنعاءَ، يوم الأربعاء 15 فبراير 2017 بعد استهدافه المباشر لمجلس العزاء النسائي لأسرة آل النكعي في أرحب، مما أَدَّى إلى سقوط ثمان شهيدات وعشرات الجريحات منهم أَطْفَـال، إصابَة الكثير منهن كانت خطيرة..
كما ارتكب طيرانُ العدوان الأمريكي السعوديّ مساء الأحد 22 من شهر ابريل 2017 مجزرةً مروعة، وذلك باستهدافه لحفل زفاف في منطقة الراقة بمديرية بني قيس محافظة حجّة والتي راح ضحيتها أَكْثَـر من 90 شهيدا وجريحا بينهم عدد كبير من الأَطْفَـال، وذلك في إطار الإبَادَة الجماعية للشعب اليمني الذي يمارسها العدوان بحق اليمن، مستخدماً كافة الوسائل والأسلحة المحرّمة دولياً.
وفي مساء الأحد 17 ديسمبر 2017م استهدف طيران العدوان وبشكل مباشر ومتعمد لموكب نساء في منطقة هيسان بمديرية حريب القراميش بمحافظة مأرب، وذلك أثناء عودتهن مشياً على الأقدام من حفل زفاف في المنطقة ذاتها، ما أسفر عن استشهاد 12 امرأة منهن، بالرغم أنه لم تكن في المنطقة المستهدَفة بطيران العدوان أية مواجهات أَوْ أية تجمعات عسكرية.
احصائيات الضحايا
وكانت منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل، قالت في تقرير اصدرته أن عدد ضحايا العدوان الأمريكي السعودي من الأطفال والنساء الیمنیین تجاوز 13 ألفاً و482 قتيلاً وجريحاً حتى نهاية فبراير 2023م.
وذكرت المنظمة أن عدد القتلى من النساء والأطفال بلغ ستة آلاف و328 قتيلاً منهم ألفان و440 امرأة وثلاثة آلاف و888 طفلاً.
فيما بلغ عدد الجرحى من النساء والأطفال سبعة آلاف و154 جريحاً، منهم ألفان و866 امرأة وأربعة آلاف و288 طفلاً.
وبين التقرير أن أكثر من ثمانية ملايين امرأة وفتاة بحاجة لتوفير الخدمات المنقذة للحياة خلال العام الجاري.
وأشار إلى أن أعداد النازحين ارتفع إلى خمسة ملايين و159 ألفاً و560 نازحاً، تضمهم 740 ألفاً و122 أسرة ، نصفهم من النساء والأطفال.
وأوضح التقرير أنه مع قلة خيارات الإيواء المتاحة، تعاني النساء والفتيات النازحات أشد المعاناة جراء الافتقار إلى الخصوصية، والتهديد لسلامتهن، وقلة فرص الحصول على الخدمات الأساسية، وهو ما يجعلهن أكثر ضعفًا وعرضةً للعنف والإساءة.
ونوه إلى أن واحدة من كل ثلاث أسر نازحة تعولها نساء وتقل أعمار الفتيات اللاتي يقمن بإعالة 21 في المائة من هذه الأسر عن 18 عامًا.
وأفاد التقرير بأن الانتهاكات التي ارتكبتها قوى العدوان في الساحل الغربي بلغت 696 انتهاكاً منها 132 جريمة اغتصاب و 56 جريمة اختطاف، فيما بلغت الانتهاكات في المحافظات الجنوبية، وعدن خاصة 443 جريمة اغتصاب بحسب البلاغات.
وحسب التقرير ارتفع عدد الأشخاص ذوي الإعاقة من ثلاثة ملايين قبل العدوان إلى 4.5 ملايين شخص حالياً، موضحاً أن حوالي ستة آلاف مدني أصيبوا بإعاقة نتيجة الأعمال العدائية المسلحة منذ بدء العدوان ومنهم ما يقارب خمسة آلاف و559 من الأطفال ومن المتوقع أن يكون العدد الفعلي أعلى بكثير وحيث أن هناك 16 ألف حالة من النساء و الأطفال بحاجة إلى تأهيل حركي.
وفيما يتعلق بالتعليم قال التقرير إن هناك مليونين و 400 ألف طفل على الأقل ما زالوا خارج المدرسة من أصل ما يقدر بـ 10.6 ملايين طفل في سن الدراسة (من 6 إلى 17 عامًا).
ولفت إلى أنه قد يرتفع عدد الأطفال الذين يواجهون انقطاعاً عن التعليم إلى ستة ملايين طفل، فيما 8.1 ملايين طفل بحاجة إلى مساعدات تعليمية طارئة في جميع أنحاء البلاد.
خلاصة القول أن السلاح الأمريكي ارتكب الكثير من جرائم الحرب منذ بدء العدوان على اليمن حتى يومنا هذا، ولكن يبقى السؤال لماذا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لم يصدر قرارًا بعد بحق الدول التي ترتكب جرائم الحرب في اليمن على مدار 8 سنوات؟