21 سبتمبر .. ثورة شعب وإنتفاضة وطن
شهارة نت – تقرير
يحتفي الشعب اليمني اليوم بتحرر القرار السياسي اليمني من التبعية السعودية، بعد قيام ثورة 21 سبتمبر التي انتفض فيها الشعب ضد مافيا الفساد التي كانت تتحكم بكل مفاصل الدولة، وتنهب الثروات وتزرع الثأرات.
بدأت قوى تحالف الاحتلال في التنفيذ العملي لمشروعها على الأرض اليمنية، فنجحت في اختراق ثورة 11 فبراير 2011م وتحويلها إلى ازمة بين طرفي الحكم، وكلاهما من حلفائها، وكانت المبادرة الخليجية هي الحل لإنهاء” أزمة الحليفين” وإعادة تقسيم السلطة بينهما، فكانت مبادرة ملغومة بامتياز أنتجها النظام السعودي.
وقدمت مؤسسات الملياردير الأمريكي المتصهين” جورج سورس” الدعم اللوجستي لرعاية مؤتمر الحوار الوطني، ورسمت خريطة اليمن الاتحادي والأقاليم في السفارة الأمريكية بصنعاء، وتكفل مشروع الدستور بتوفير الشرعية والقانونية لأي نزاعات مناطقية أو قبلية، حيث جرى صياغة مشروع الدستور وكأن اليمن أرض لشعوب وأقوام متعددة.
فقد كانت اليمن عبارة عن حديقة خلفية لبعض الدول الإقليمية التي توفر هي الأخرى الأرضية المناسبة للتدخلات الأمريكية في الشؤون اليمنية. فالأنظمة التي تعاقبت بعد 26 سبتمبر 1962 م، كانت مجرد تابع وملحق لقوى إقليمية.
وجاءت ثورات الربيع العربي في العام 2011م بعد ست حروب شنها نظام علي صالح وعلي محسن الأحمر على النهضة الثقافية والفكرية التي دشنها السيد حسين بدر الدين الحوثي منطلقا من محافظة صعدة..
وقد وفرت ثورة فبراير 2011م فرصة لأنصار الله للولوج إلى ساحة جديدة من ساحات النضال، أنها ساحة النضال السلمي التي كانت محرمة ومجرمة عليهم بفعل العدوان العسكري..
وإزاء تنامي المد الثوري الحقيقي خارج سيطرة الإخوان، بدأت الدول الإقليمية تقلق وذهبت نحو إقرار المبادرة الخليجية التي هدفت في حقيقتها إلى ملء الفراغ الذي خلفه انقسام النظام على نفسه خوفا من نفاذ الثورة الشعبية الحقيقية من شرخ الانقسام الحاصل في جسد السلطة المرتهنة بطرفيها..
وكان هدف المبادرة الخليجية تسليم الإخوان المسلمين السلطة في اليمن بشكل تدريجي بالتوازي مع الحفاظ على نظام صالح ومنحه الحصانة كخط رجعة في حال لم ينجحوا في تحقيق الأهداف المرسومة.
في ظل نظام المبادرة الخليجية وحكومة الوفاق أو ما يسمى بسلطة التقاسم والمحاصصة والتي استمرت زهاء ثلاثة أعوام، تدهورت كل مجالات الحياة في اليمن وبدت الأمور كأنها من اجل الذهاب نحو الأسوأ وليس العكس وبدت اليمن وكأنها تتجه نحو السيناريو الليبي أو الصومالي.
وبالتوازي قامت أمريكا بتدمير القوات البحرية والدفاعات الجوية واتخذت من مباني مؤسّسات الدولة غُرَفَ عمليات ومقرات لهم لإدارة وتنفيذ عملياتهم وإكمال السيطرة العسكرية، وهو ما اتضح لاحقاً من قيامهم بإعادة هيكلة الجيش اليمني بتدميره الممنهج وتسريح عدد كبير من قياداته وبموافقة من النظام السابق، وَأَيْـضاً كان لها دور كبير في إدارة الاغتيالات للسياسيين والمدنيين والتصفية لقيادات الجيش والأمن وإسقاط الطائرات وتدميرها بذريعة خلل فني، حَيثُ كان مشروعاً موحَّداً ضمن أجندة الاستباحة الأمريكية لليمن.