صهر الرئيس التونسي المخلوع يقرر الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة
فاجأ صخر الماطري? صهر الرئيس التونسي السابق? التونسيين بتحديد موعد عودته إلى تونس? وعزمه الترشح إلى الانتخابات الرئاسية القادمة.
وقال الماطري? الذي كان المرشح الأبرز لخلافة بن علي? على حسابه في تويتر إنه قرر العودة إلى تونس خلال ديسمبر/ كانون أول القادم? وعرض نفسه أمام القضاء التونسي للبت في ما تعلق به من قضايا.
وفي عرض سريع لبرنامجه “المغري”? تعهد الماطري بجلب مستثمرين للبلاد ومشاريع قيمتها لا تقل عن أربعة عشر مليار دولار وذلك خلال سنة واحدة وبالتالي توفير أكثر من ستمائة ألف موطن شغل? مثلما جاء على حسابه في تويتر.
ويقول مراقبون إن جرأة صهر الرئيس السابق باغتت الطبقة السياسية التونسية ما بعد الثورة التي جعلت من استعادة بن علي وأقاربه وأصهاره عنصرا للمزايدة على الخصوم.
وشرعت حكومة النهضة في تصفية المؤسسات التي على ملك صخر الماطري? وتتراوح بين مؤسسات إعلامية “صحيفة الصباح? وإذاعة الزيتونة للقرآن الكريم” ومؤسسات مالية “بنك الزيتونة” وأخرى اقتصادية “توريد السيارات? وإدارة عقارات? واتصالات…”.
وربط الماطري عودته إلى تونس? وتسليم نفسه للقضاء? والترشح للرئاسية القادمة? بتنحية حركة النهضة نهائيا من الحكم.
ويقول مراقبون إن هذا الشرط فيه مغازلة لخصوم النهضة من رجال أعمال? وطبقة سياسية علمانية? وفنانين ومبدعين.
ويتساءل هؤلاء المراقبون عن سر هذا الشرط في ظل اقتراب أفكار الماطري وسلوكه من التيار الديني التونسي.
يشار إلى أن الماطري حرص على الظهور بمظهر المتدين والحريص على خدمة الدين عبر إذاعة الزيتونة التي كان ينوي تحويلها إلى تلفزيون ديني.
وقد راجت أخبار عن رغبة الماطري? خلال السنوات الثلاث الأخيرة من حكم بن علي? في تأسيس حزب بخلفية إسلامية بقيادة الجامعي كمال عمران? وأن مشاورات تمت بهدف استمالة الرجل الثاني في النهضة? عبد الفتاح مورو? للتنظيم الجديد.
وبرر الماطري? الذي بدا نادما معترفا بأخطائه الماضية “دون أن يسميها” مجازفته بالعودة بما تعيشه البلاد “من فوضى وتشتت ونزاعات لم نعتدها في السابق”.
ودعا أطرافا دون أن يسميها إلى ” أن ننسى نزاعاتنا السابقة وأن نضع اليد في اليد بقلوب صافية وألا? نفكر في غير مصلحة هذا الوطن أولا وأخيرا”.
ويقول متابعون إن الماطري يريد أن يستغل حالة الخلاف الواسع بين النهضة وخصومها ليعود إلى الحياة السياسية في ظل جدل واسع حول قانون “العزل السياسي” لرموز الحزب الحاكم السابق.
ويتهم الخصوم السياسيون حركة النهضة بممارسة الازدواجية في التعاطي مع هذا الملف? فهي تبر?ئ من يلتحق بصفوفها ويدعمها ماليا “خاصة رجال الأعمال”? وتشه?ر بمن بقي حذرا منها? وتهدد بإحالة ملفاتهم للقضاء وإصدار “قائمات سوداء” في حقهم.
واتهم الماطري النهضة? تلميحا? بأنها تريد أن تعود بالبلاد إلى الوراء مستغلة طيبة التونسيين وتدينهم.
وفي سياق آخر? جاءت رسالة صخر الماطري حاملة عتابا لمقربين منه في السابق تخل?وا عنه وخانوه.
ويقول “علمتني “الحياة” أن أقرب الناس إليك هم أول من تنتظر منهم أن يخونوك للأسف الشديد”? وهي إشارة إلى أن رموز النظام السابق لم يتوقعوا أن يدير لهم آلاف الأنصار الظهر بسرعة قياسية.
وانضم الماطري إلى قائمة من يتهمون ثورات “الربيع العربي” بكونها مؤامرة? إذ يقول “الكثير منكم اليوم بات يعلم أن ما حصل في تونس? كما حصل في بعض الدول الشقيقة? لم يكن أمرا تلقائيا بالدرجة التي صورته بعض وسائل الإعلام المشبوهة”.
وكانت ليلى بن علي قالت في كتابها الأخير “حقيقتي” إن ماجرى في تونس مدبر مسبقا? وأشارت إلى تورط قيادات سياسية وعسكرية في التخلص من زوجها.
ويقول متابعون إن الماطري يشير إلى قناة الجزيرة التي ضخمت من صورة الاحتجاجات التي جرت بمحافظة سيدي بوزيد التونسية وساهمت في انتشارها إلى مدن تونسية أخرى? ومهدت للإطاحة بنظام بن علي.
يشار? هنا? إلى أن الماطري يقيم بقطر “صاحبة الجزيرة” التي ترفض تسليمه رغم الدعوات المتتالية الصادرة من القضاء التونسي وحكومة النهضة المقربة منها.
العرب أونلاين