مرت علينا قبل ايام الذكرى 23 لرحيل شاعر اليمن الكبير وفيلسوفها الشاعر عبدالله البردوني الذي رحل عنا في30 اغسطس 1999م- تذكرت معها قصيدة خوف من ديوان (وجوة دخانية من مرايا الليل ).
هذه القصيدة التي تنباء فيها البردوني في سبعينيات القرن الماضي لخطورة المؤامرة التي تحاك ضد اليمن من قبل الاخوة ومن تربطنا بهم العقيدة.
لقد كان الشاعر البردوني يملك عقلا يرى من خلالة حال اليمنيين في قادم الإيام،التي يخطط لها الاعداء
فقد قال في قصيدة خوف
لكن لماذا يغدقون ؟
أشمُّ رائحةَ المكيدة
وأرى مؤامرةً ، لها
شكلُ الأخوّةِ ، والعقيدة
وتزيدُ من أمّيتي
هذي الإذاعةُ ، والجريدة
هذي الدراساتُ التي
تبدو بطولتُها ، مجيدة
أأخافُ من كرمِ المساعد؟ .
أم أخاف من ( السعيدة ).
فعلا ً لقد تحققت نبوءة البردوني، وصدق خوفه مما يقدم لليمن من مساعدات
فكان تسائل البردوني لماذا يغدقون علينا؟ لماذا كل هذه المساعدات والمنح التي تقدم للشعب اليمني، وهو شعب يمتلك مقومات اقتصادية كبيرة، شعب لايحتاج مساعدات. وهو ما مافسره في حوار تلفزيوني مع إحدى القنوات العربية قبل وفاته بعامين، واوضح لماذا الخوف فقال :
بعد حصار السبعين خرجنا من الثورة إلى صدقة أهل الثروة !
وكانت بعضُ الدولُ الغنيةُ تعاني التخمة ، وتعاني الدخل الخيالي ؛ فكان برميل النفط بـخمسة وأربعين دولاراً .
يبنون مدرسة هنا ، ويعمرون مسجداً هناك … حتى أصبحت المساجدُ أكثرَ من المصلين … وفي صنعاءَ أربعةُ مستشفياتٍ فقط …!
وكنتُ في الحقيقةِ أستغربُ من هذه المساعدات !
ولكن …
لماذا يغدقون !!!؟
أأخافُ من المساعدِ
أم أخافُ من ( السعيدة )؟
ويضيف البردوني أخافُ أن كل شيءٍ لا يُعطى مجاناً … وأن كل شيءٍ يُعطى ليؤخذ أكثر .
يجب أن يكون اليمن معطياً ، وليس مستقبلا للصدقات؛
هذا هو البردوني الشاعر والفيلسوف الذي فقد بصرة وهو في السادسة من عمره، يخاف من الاخوه والجيران؛
لقد كان خوفك في مكانه، فهاهم من تخوفت منهم ومن كرمهم؛ يقتلون ابناء الشعب اليمني يقصفون بالطائرات والصواريخ طيلة سبع سنوات ونصف، يحاصرون شعبه برا وبحرا وجوا.. !
هؤلاء هم الجيران والاخوة ومن تربطنا بهم العقيدة الاسلامية يقتلون نساء واطفال اليمن؟
نعم أيها الفيلسوف إن كرم الاخوة كان الهدف منه أن يظل الشعب معتمدا على الخارج أن لا يعتمد الشعب على نفسة أن لايستغل ثرواته، ويزرع ارضة، ويستخرج ثرواته النفطية والغازية، كان الهدف من المساعدات والمنح أن يبقى الشعب اليمني فقيراً جاوعا ً،ينتظر لقمة العيش من اعدائه، ينتظر سفن القمح والحبوب أن تأتي من روسيا وكندا وامريكا، ينتظر شحنات الدجاج المجمد والفاسد أن تصل من فرنسا، والبرازيل، يريدوا الشعب اليمني أن يظل يمد يداه إلى اعدائه
وهذا ما وصل اليه حال الشعب اليمني عندما ترك ارضه واعتمد على المنح والمساعدات المقدمه من المنظمات والبنك الدولي
عندها فقد كرامته وسيادتة وحريتة واستقلالة
ويستغرب البردوني لماذا يغدقون علينا.. !
لأن الطبيعي أن اليمن يعطي لا يأخذ، ويقدم للاخرين لأنه يمتلك مقومات اقتصادية كبيرة تجعل منه شعبا ًمكتفيا ً، بل ويصدر ويقدم للاخرين من الدول والشعوب.
لقد كان البردوني يرى ببصيرته ماسيؤل اليه حالنا!
فرحم الله البردوني الذي فقد بصرة ولكنه يملك عقلا ً و بصيرة يرى بهما، خبث وخطر مايخطط له اصحاب العيون ومن يلبسون النظارات السود..