عيد اخضرار الأمل!!
ها قد أقبل عيد الفطر المبارك? مثل كل الأعياد السابقة في حياتنا العولمية ? سوف نجند أنفسنا للاحتفال بالعيد من أجل أطفالنا? ولابد أن نحتفل حتى وإن طال انتظار الفجر? و دق الغلاء عظامنا ونخل الفقر جلودنا ومص الهم دماءنا وسحب الخوف أنفاسنا فلا بد أن نستعد للعيد وأن نفرح به من أجل أطفالنا? ومن أجل أن نشعر أنه لا يزال لنا دور في هذه الحياة ينبغي أن نعيش من أجله …
في هذا العيد لا بد لنا أن نزيح الحزن قليلا عن نفوسنا ونتغلب على الألم الذي أصابنا به المتصارعون على السلطة بنيرانهم? وأن نتفاءل بأن الأعياد القادمة ستكون أجمل لأن الله أطفأ جذوة الحرب وبشرنا بغيث مدرار جدد فينا الأمل وأعاد لبلادنا وجهها الأخضر? فبعد ما عانته الأرض من تخريب وتدمير بفعل الحرب والعبث خلال العامين الماضيين شاء الكريم أن يكرم الأرض بالأمطار? ويطهرها ويعيد لبلادي وجهها الأخضر? فأصبح عيدنا عيدين عيد الفطر المبارك وعيد اخضرار الأمل بحياة الأرض..
ربما لو عرف العالم روعة الطبيعة في اليمن وجمال طقسها لما قصدوا بلادا غيرها للتنزه والسياحة حتى وإن توفرت كل الخدمات السياحية في البلدان الأخرى فلن تكون أجمل من اليمن ولا ألطف من جوها ولا أطيب من أهلها وبخاصة مع الضيوف..
في اليمن سحر رباني لا يمكن أن يغادر جسد وعقل من يزورها حتى يغادر هذه الحياة? فهي البلد الوحيدة في العالم التي تحلو الحياة فيها فطرية ? بلا مكيفات وبلا مصاعد كهربائية وبلا وجبات سريعة? وبلا مسابح صناعية… بلد?َ? السياحة فيها رياضة للعقل والروح والجسد في فضاء الطبيعة الربانية الرحبة? طبيعة تجعل أفئدتنا تهوي إليها كلما حاولنا الرحيل عنها و الفرار من ظلم أنفسنا لأنفسنا..
لقد ظلمنا أنفسنا وجار بعضنا على بعضنا حتى فقدنا الأمل? ونسينا أن علينا العمل? فجاءت رحمة السماء لتقول لنا إن فيكم خيرا فلا تقنطوا من رحمة الله ? وأحيوا الأمل في غد أجمل? فحين يتحول كل شيء ضدكم سيبقى الله معكم? فكونوا مع الله يكن كل شيء معكم…
ما أجمل العيد باخضرار الأرض وعودة الأمل في الحياة الآمنة المستقرة !!
إن اخضرار الأرض يجعلنا نعيش العيد كما ينبغي ? ونفكر بجدية في تعديل سلوكياتنا لنعيش حياة أجمل مما نحن فيها وأن نحيي الأمل بالعمل ونتذكر أن الله -سبحانه وتعالى- حينما يغلق أمامنا بابا?ٍ يفتح لنا بابا آخر أفضل منه? ولكن معظمنا يضيع تركيزه ووقته وطاقته في النظر إلى الباب الذي أغلق بدلا من باب الأمل الذي انفتح أمامه على مصراعيه? وينسى أن الله لا يختار لنا إلا الخير? وأن ما نراه مصائب في أغلب الأحيان ما هي إلا نعم مستترة لا ندركها إلا بعد حين? فالأفضل دائما?ٍ ألا نبكي خيباتنا? بل علينا أن نعلن توباتنا ? ونخلص نياتنا ? ونتخلص من أنانياتنا وأن نتطلع للأمام من أجل الكل بدلا?ٍ من النظر إلى الخلف من أجل الغل? وألا نيأس? فعادة ما يكون آخر مفتاح في مجموعة المفاتيح هو المناسب لفتح الباب? وكل عسير إذا استعنا بالله فهو يسير? علينا ألا نتحسر كثيرا على ما حدث ويحدث لنا? وأن نوفر طاقتنا للتفكير فيما سنفعله بما يحدث لنا لنعيد الأمل لحياتنا? ونبدأ العمل الجاد من أجل بلادنا..
الواقع اليوم يبشرنا بأن الخير قادم حتى إن كانت خطواته بطيئة? وأن الأمن قريب حتى وإن كان الإعلام قاتما? وأن المستقبل زاهر حتى وإن كان المسئولين ما بين الغفوة واليقظة ? وأن أعيادنا القادمة ستكون أجمل إذا تحركنا معا في الاتجاه الصحيح لتثبيت أركان دولة العدل والقانون ? وما علينا إلا أن نحيي الأمل وألا ندع مخاوفنا تمنعنا من تحقيق أمانينا? وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-القائل: (تفاءلوا بالخير تجدوه( وما أعظمها من كلمات إذا وجدت طريقها في حياتنا بالعمل من أجل خير الوطن كاملا!!
فلنعمل معا ليسود التفاؤل ويعم الأمل? ومع قرب حلول العيد واخضرار الأرض دعونا نفرح مع الأطفال بالعيد ونؤمن أن المحنة التي نعيشها هي منحة من الله بكل معانيها ومفرداتها , فلا يستبد بنا اليأس والإحباط ? وعلينا أن نعي أن المخاض صعب ومن دونه وليد جميل , وأن الشوك يحيط الورود , وأن العتمة تسبق الفجر المشرق? وأن حظنا دائما أن نتألم قبل أن نتعلم…
هاهو الفجر يلوح في الأفق لأن الله معنا? وها هو العيد يدق أبواب قلوبنا فلنفتح قلوبنا للعيد ولنحتفل بكرم ربنا مع هذه الأرض الطيبة التي صبرت فكافأها الله بحلة خضراء هي من صنعه هو البديع الرحيم…يا الله ما أكرمك!!! حينما ترضى عن مخلوقاتك تكرمها? وترينا معجزاتك كل يوم ? لكننا لم نعتبر بعد? فأعد لنا-يا ربنا- حسن التفكير والشعور بالأمل والثقة برحمتك ..
ومثلما أغثتنا باخضرار الأرض اهد قادة جيشنا إلى إعادة هيكلة قواتنا المسلحة بطريقة تحفظ وحدتنا وأمننا واستقرارنا ومحبتنا لبعض? ووفق حكامنا إلى تنفيذ وعودهم لنا بإعادة أمننا النفسي والغذائي والاجتماعي? أو كره إليهم كراسي الحكم حتى يتركوها لغيرهم بلا حقد علينا? وكن مع الخيرين منا في كل أع