عامان من عمر النكبة.. حوث التي لم يتغير فيها شيء
ها هو العام الثاني من نكبة حوث يكتمل ومع اكتماله لم تندمل الجروح التي خل??ِفتها آثار ونتائج اليوم الثالث عشر من شهر رمضان المبارك من العام 1431ه اليوم الأسود في تاريخ حوث المعاصر أو بالأحرى خلال العقود الأربعة الأخيرة .
عامان من عمر النكبة اكتملا وبينهما تغيرت أشياء كثيرة وكبيرة , تغي??ِر النظام وذهب علي عبدالله صالح وجاء عبدربه منصور بدلا?ٍ عنه , وقبله هرب زين العابدين وق?ْتل القذافي واستسلم مبارك , رحلت حكومة المؤتمر وحل??ِت حكومة الوفاق بديلا?ٍ عنها , غادر الصهيبي المالية وجاء الصخر الوجيه , وخرج اللوزي وحل??ِ العمراني محل??ِه , وحتى نايف بن عبدالعزيز غادر الحياة , وتخربت البلاد وانكمش الإقتصاد إن لم يكن قد انهار , وارتفع سعر البترول والديزل , وفشلت حكومة الوفاق في التوافق على مسألة ولو واحدة كي تقنعنا أنها على وفاق .
تغيرت أنظمة وذهبت ممالك – جمهوريات – فردية كانت تبنى منذ عقود وفجأة ودون سابق إنذار حدث ما لم يكن ليخطر على بال أحد على المدى القريب , فسبحان مغي??ر الأحوال ” مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير ” .
عامان تكحولت فيهما اليمن وحوث التي شهدت يوم الثالث عشر من شهر رمضان عام 1431ه غزوا?ٍ واجتياحا?ٍ قبليا?ٍ هو الأول من نوعه منذ عقود وذلك على إثر استشهاد الشاب محمد مطهر زيد الحوثي الذي كان والده وأهله ينتظرون الإنصاف من قاتل ولدهم لتتفاجأ حوث بحشود قبلية تحتل تغزو شوارع المدينة وتتمركز في مواقع استراتيجية معينة , وبعد يوم عصيب بدأت مفاجأته من منتصف ليل الثالث عشر وحتى مغرب نفس اليوم , وتنجلي المفاجآت عن كارثة جديدة تمثلت في استشهاد الشاب عبدالرحمن أحمد عشيش خلال تواجده في منزل السيد العلامة قاسم بن حسن السراجي الذي كان هدفا?ٍ لرصاص الجموع القبلية على سياق : وأقول شام والمراد عراق .
تكشف اليوم الدامي بحوث عن ثلاثة قتلى لجموع المجتاحين إضافة لعبدالرحمن عشيش وتكشف عن يوم كله خوف وفزع وهلع وإرعاب وإرهاب عاشه أطفال ونساء وشيوخ المدينة المسالمة التي لا يحمل أبناؤها السلاح فهي هجرة علمية يحرم فيها حمل السلاح فضلا?ٍ عن سفك الدماء .
نتائج الإجتياح :
1- إقتياد العلامة قاسم السراجي ومعه أكثر من سبعين شخصا?ٍ لسجن خمر بناء على وساطة قادها مشائخ بني صريم .
2- حرق منزل الأستاذ حسين محمد زيد الحوثي – عم الشهيد محمد مطهر زيد – بعد العبث بمحتوياته .
3- تدمير كلي لمنزل محمد محسن الكبير .
4- تدمير شبه كلي لمنزل المظلوم حسن محسن الكبير .
5- تدمير كلي لمنزل الوالد محمد يحيى الشرعي في مزرعته .
6- إعطاب وايت المياه الخاص بالأستاذ العلامة أحمد علي عشيش .
7- تعرض الكثير من المنازل في مقدمتها منزل العلامة قاسم السراجي وحاكم حوث العلامة علي حسن الشرعي وما جاورها من منازل لأضرار بالغة نتيجة الرصاص الحي والقنابل التي ألقيت عليها .
8- أكثر من 70 معتقلا?ٍ ز?ْج??ِ بهم في سجن خمر .
9- تشريد العلامة قاسم السراجي من حوث بعد مغادرته التوقيف بمنزل الشيخ حاشد , ومعه عدد من آل الحوثي والكبير والشرعي .
هذه وغيرها نتائج كارثية على وضع مدينة مسالمة لم يسبق أن تعرض لها أحد بمثل ما تعرضت له قبل عامين منذ قيام الثورة اليمنية .
ما ي?ْف?ترض عمله :
شك??ِل الشيخ حسين الأحمر عدة لجان لمعالجة نتائج ذلك اليوم المشئوم – وهو طبعا?ٍ من قاد الإجتياح – ولكنها لم تأت بنتائج وكأن الأمر عبارة عن خدرة قات , وما كان يفترض وينتظره أبناء المدينة من الشيخ حسين هو الآتي :
1- معالجة قضية القتل فيما بين آل الكبير والحوثي من جهة والعصيمات من جهة أخرى .
2- معالجة قضية الشهيد عبدالرحمن عشيش .
3- إعادة المنفيين قسرا?ٍ من حوث إلى مدينتهم وتأمينهم .
4- تعويض جميع المتضررين وبناء المنازل المهدومة والمحروقة وجبر الخواطر ومعالجة الجرحى .
في ذكرى النكبة لا يسع أبناء حوث سوى الإلتفات يمينا?ٍ ويسارا?ٍ بحثا?ٍ عن العدالة والإنصاف من حكومة الوفاق والثوار وحماة الثورة فهل ستكون الإلتفاتة ذات جدوى ?!