أولادنا والعطلة الصيفية
بقلم/عبدالفتاح علي البنوس
تحصينا للناشئة والشباب من مخاطر الضياع والانحراف ، ومن باب الحرص عليهم وتمكينهم من الاستفادة والاستغلال والاستثمار الأمثل للعطلة الصيفية أعلنت اللجنة العليا للدورات الصيفية عن بدء الدورات الصيفية في مختلف المدارس والمساجد في المحافظات والمدن اليمنية الحرة ، حيث سيتلقى الملتحقون في هذه المراكز دروسا في تلاوة وتجويد القرآن بالإضافة إلى برنامج حافل بالأنشطة الرياضية والمهارية والفنية والأنشطة الثقافية والمسابقات والأنشطة العلمية والإبداعية والترفيهية ، والتي من شأنها اكتشاف الموهوبين والمبدعين وتنمية المهارات والعلوم والمعارف لدى الطلاب والطالبات .
وهذه نعمة يجب على الآباء والأمهات وأولياء الأمور استغلالها من خلال الدفع بأولادهم من الذكور والإناث للاستفادة منها وتحصينهم من رفاق السوء ومجالس القات ونوادي ومحلات الإنترنيت والملاهي التي تمثل بؤرة من بؤر السقوط والانحلال والانحراف ، هناك الكثير من الطلاب والطالبات تجاوزوا المرحلة الثانوية وهم لا يستطيعون القراءة والكتابة بالطريقة الصحيحة ، والكثير منهم لا يفقه كيف يقرأ القرآن بالطريقة الصحيحة ولا كيف يتوضأ ولا كيف يصلي ، والبعض يمتلكون مواهب إبداعية في مختلف المجالات ، وسيسهم التحاقهم بالمراكز الصيفية في مساعدتهم على القراءة والكتابة الصحيحة وقراءة القرآن بالشكل السليم ، وتمكنهم من الصلاة بصورة سليمة دون أي قصور، وكذا الإسهام في تسليط الأضواء على مواهبهم ومهاراتهم الإبداعية التي قد تؤثر بشكل إيجابي في إبراز شخصياتهم وتمكنهم من الظهور والتميز في أوساط المجتمع .
أولادنا أمانة في أعناقنا وعلينا الحفاظ على هذه الأمانة وصونها وعدم التفريط بها أو التغافل عنها ، تنفيذا للتوجيهات الإلهية التي تضمنتها الآية الكريمة( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) لا يجوز اللامبالاة والتغافل والتكاسل في جانب تربية الأبناء والحرص على تعليمهم ما ينفعهم في الدنيا والآخرة ، الآباء والأمهات مطالبون برعاية أولادهم ولو من باب ( كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته) لقد حذرنا الرسول الأعظم من مغبة التساهل في تربية وتعليم الأبناء وجعل التفريط في ذلك من الذنوب والآثام التي تدخل صاحبها جهنم والعياذ بالله ، كما أخبرنا بذلك في الحديث النبوي القائل ( كفى بالمرء إثما أن يضيع ما يعول ) .
الكثير من الآباء يدفعون مئات الآلاف من أجل تعليم أولادهم في المدارس الخاصة والبعض منهم لا يلمس أي أثر لذلك في أولادهم ، وخلال فترة الإجازة الصيفية يتركون أولادهم للشوارع ورفاق السوء ، حيث يستقي هؤلاء تربيتهم وثقافتهم وسلوكياتهم من الشارع ، فيغرقون في اللهو واللعب وتضييع أوقاتهم دونما فائدة تذكر ، ويحجمون عن الدفع بهم للدراسة في المراكز الصيفية التي تقدم خدماتها مجانا ، ولا يلمس لهم أي تفاعل مع هذه المراكز ، رغم أن الفوائد والثمار المرجوة منها تعود بالنفع في المقام الأول عليهم .
على مدى السنوات الماضية أسهمت المراكز الصيفية في تعليم وتبصير وتربية وتفقه الكثير من الشباب الذين نراهم اليوم يتصدرون المشهد التنويري والتعليمي في الساحة اليمنية ، كانت بدايتهم من المراكز الصيفية ، هناك حملة تحريض قذرة ضد هذه المراكز تابعة لقوى العدوان تعمل على تخويف وتحذير أولياء الأمور من إلحاق أولادهم بها ، يروجون للأكاذيب والشائعات التي لا تمت للحقيقة بأدنى صلة ، وبالإمكان من باب التأكد قيام ولي الأمر بزيارة المركز الذي سيسجل ابنه فيه ليطلع على طبيعة الدراسة ويقف على خزعبلات وهرطقات شلة التحريض من باب الاطمئنان فقط .
بالمختصر المفيد، المراكز الصيفية فرصة يجب اغتنامها، ترك الفرصة غصة ، ووالله لو لم يكفك أيها الأب ، ولو لم يكفك أيتها الأم منها أن يخرج ابنك أو ابنتك وهي تمتلك القدرة على قراءة القرآن وتجيد مهارات القراءة والكتابة الصحيحة، فالله الله في الدفع بأولادنا وبناتنا للالتحاق بالمراكز الصيفية وسنلمس جميعا ثمار ذلك في مستوياتهم العلمية من خلال القدرات والمهارات المعرفية التي سيحصلون عليها والتي ستشكل نقلة نوعية في مسيرتهم التعليمية والتربوية بمشيئة الله وتوفيقه .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .