الظاهري يستقيل من لجنة الحوار و المجلس الوطني لقوى الثورة
أعلن الدكتور محمد الظاهري استقالته من لجنتي الحوار الوطني واللجنة التنظيمية وكذا المجلس الوطني لقوى الثورة.
وسرد الظاهري على مدونته في موقع التواصل الإجتماعي “فيس بوك” مجموعة من المبررات التي قال أن المجلس الوطني واللجنة التنظيمية أخفقوا في الحد من آثارها غير الإيجابية على الثورة.
وقال في استقالته المؤرخة بتاريخ 22/ 7/ 2012م الموافق 2من رمضان 1433 هجرية . والمنشورة على صفحته في الفيس بوك..
الآن أستقيل :
الأساتذة والأخوة الزملاء في كل?ُ من اللجنة التحضيرية للحوار الوطني , والمجلس الوطني لقوى الثورة السلمية , رفاقي في اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , شهر مبارك على الجميع .
تعلمون أن وطننا اليمني قد عانى , ومازال , من الظلم والفساد والاستبداد ? مما استوجب القيام بثورة , كان شبابنا اليماني هم طليعتها , ورأس حربتها , شاركهم في ذلك العديد?ْ من القوى الاجتماعية والسياسية التواقة للتغيير.
ولأن ثورتنا السلمية اندلعت في محيط غير ثوري ? فقد عرف المشهد?ْ اليماني توجهين : أحدهما يحبذ?ْ المسار السياسي , والآخر هو للمسار الثوري أقرب.
وبعد م?ْض?ي ما يربو على عام ونصف على قيام ثورتنا , تبين أن المسار السياسي قد كبل المسار الثوري , ولم يعد رافدا?ٍ له !
كما ي?ْلاحظ حدوث بعض الأمور غير المرغوب فيها , إضافة إلى أننا في كل من اللجنتين (لجنة الحوار واللجنة التنظيمية ) والمجلس الوطني قد عجزنا عن مواجهتها , وأخفقنا في الحد من آثارها غير الإيجابية على ثورتنا .
ومن هذه الأمور:
أولا?ٍ : إن ج?ْل ما نقوم به في لجنتينا ومجلسنا , وكثيرا?ٍ مما يحدث حولنا لا يصب?ْ في اتجاه تحقيق أهداف ثورتنا التي تراضينا عليها !
ثانيا?ٍ : صحيح?َ أن النظام السياسي اليمني قد عرف في بعض مراحله , فكرة تقاسم السلطة ? إلا أنه من الصحيح أيضا?ٍ , أن هذا التقاسم , الذي قبلتم به , قد أفشل مرحلية تحقيق الأهداف. حيث?ْ إن ثورتنا قامت ضد كل من الفساد والاستبداد والتقاسم معا?ٍ. وقد تبين أن هذا التقاسم لم يسهم في إنجاح ثورتنا , ولم يحقق إصلاحا?ٍ .
ثالثا?ٍ : لقد اكتفينا بهجاء خصومنا المستبدين وردحهم , وه?ْمش فعل?ْنا وتدنت فاعليت?ْنا تجاههم , ولم ننجح في تكبيل حركتهم وإضعافهم ? لأن مواطن ضعفنا متكاثرة ? فقد استشرى الشك?ْ بيننا وسكن’ , فيما جعلنا من الثقة? خصما?ٍ لنا , وأزحنا المسئولية م?ن على ذواتنا , واستدعينا ماضينا الصراعي , وأثقلنا كواهلنا بنزاعاتنا القديمة , وتشبثنا بها إلى درجة الولع !
رابعا?ٍ : لقد اندلعت الثورة?ْ اليمانية?ْ حينما تعاظمت المفاسد?ْ وغابت المصالح . فالثورة?ْ , هي نقيض?َ للمفاسد? صغيرها وكبيرها , وتهدف لجلب المصالح , خاصة الكبرى منها .
إلا أنه تم تكبيل الثورة , وقد قبلت اللجنتان والمجلس?ْ بذلك , فعليا?ٍ ? بحجة أن ( درء المفسدة مقدم?َ على جلب المصلحة ) . ; كما أنه للأسف , يلاحظ أن الذي كان حاكما?ٍ قد استغل هذه القاعدة الفقهية . فلا تم درء المفاسد? ولا حضرت المصالح?ْ , بل إن المفاسد تكاثرت !
ولذا افترشنا ساحات التغيير وارتدنا ميادين الحرية . ومن المحزن أنكم قبلتم بتقاسم السلطة , كما أشرت آنفا?ٍ , وتحويلها إلى مغانم بين فرفاء العمل السياسي , مع العلم أن التعايش مع المفاسد الصغرى , تتراكم مع الزمن لتغدو مفسدة كبرى !
بل إن التعايش مع الحاكم المستبد حتى يتمكن من ترسيخ حكمه , وتثبيت جذوره , وتمكينه من إفساد مكونات المجتمع الفاعلة , ي?ْعد من وجهت نظري السياسية , بمثابة مفسدة?ُ كبرى..نعم مفسدة?َ كبرى , ولم تتجنبوها .
خامسا?ٍ : لقد فضلتم , فعليا?ٍ وواقعيا?ٍ , الإصلاح السياسي وآثرتموه على الثورة ? رغم أننا في التحليل السياسي نفرق بينهما :
فـ(الثورة ) , فعل?َ يؤدي إلى إحداث تغيير?ُ شامل?ُ و جذري?ُ في شتى مناحي حياة المجتمع , سياسيا?ٍ واقتصاديا?ٍ واجتماعيا?ٍ وثقافيا?ٍ ? ويسعى لهدم النظام القديم (القائم) , وإحلال نظام جديد مكانه . والثورة قد تكون عنيفة أو سلمية الوسيلة .
أما مفهوم (الإصلاح ) , فعبارة عن فعل?ُ تدرجي , محدود النطاق والنتائج ? حيث ينشد التغيير أو (الإصلاحات) في النظام القديم (القائم) , ولا يسعى لهدمه أو الإتيان بغيره . وغالبا?ٍ ما يكون (الإصلاح) سلمي الوسيلة .
فمثلا?ٍ : القول بـ(ضرورة الصمود حتى إسقاط بقايا العائلة ) وترديد مقولات (الممكن السياسي) و (الواقعية السياسية) والتذكير بالقاعدة الفقهية المتمثلة في(أن درء المفسدة مقدم?َ على جلب المصلحة) ? هي شواهد م?ْبتغاة لتحقيق الإصلاح السياسي لا الثورة . أما القول والفعل لتحقيق الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة , و إعلان الحكم المؤسسي (الرشيد) وإحلاله محل الحكم العائلي العسكري , فهو أقرب إلى الثورة .
لقد: سعيتم لتحقيق ثورة بك?ْلفة إصلاح سياسي ! وهذا يصعب?ْ تحقيقه في المرحلة الحالية من وجهت نظري .
كما يبدو أن (ثورتن