مصادر أمنية صهيونية: جهاز “الشاباك” فاشل
شهارة نت – متابعات
نقل مراسل الشؤون الأمنية والعسكرية في صحيفة “هآرتس” ينيف كوفوفيتش عن مصادر أمنية رفيعة المستوى حالية وسابقة قولها “إن جهاز الشاباك يمتنع عن مراقبة وتعقب مواطني “عرب إسرائيل” (عرب الداخل) ومواطنين بدو متورطين بنشاطات قومية، ولا يحقق كما ينبغي في إخفاقات الماضي”.
وقالت مصادر أمنية لـ “هآرتس”: “إنّ العمليات هذا الأسبوع في بئر السبع والخضيرة نابعة من فشل استخباري وعملاني للشاباك في تحديد العرب “الإسرائيليين” الموالين لما أسمته “منظمات إرهابية”، بحسب تعبيرها. وأشارت المصادر في الوقت نفسه إلى أنّ المستوى السياسي لا يلزم الشاباك بأن يكون مشاركًا في مراقبة الجريمة القومية لـ “عرب إسرائيل””.
وبحسب ادعاء بعض المصادر، فإن” لدى الشاباك إنجازات مؤثرة في إحباط عمليات لفلسطينيين في الضفة الغربية، ولكن الجهاز يخشى التدخل في معالجة الإرهاب الذي ينفذه “مواطنو إسرائيل” لأنه يدرك أن ذلك سيكون صعبا جدًا عليه” وفق تعبيره.
مصدر أمني رفيع المستوى ذكّر أنه في تموز/يوليو 2017 قتل ثلاثة من سكان أم الفحم عنصرين من حرس الحدود عند مدخل جبل الهيكل، ووفق الشاباك فإن الثلاثة حينها لم يكونوا متورطين بجريمة قومية. وقال المصدر: “لم يطلب أحد أجوبة من الشاباك”.
مسؤول آخر تطرّق إلى حقيقة أنّ “الشاباك لم يتوقع المواجهات في المدن المختلطة خلال عملية سيف القدس”، وسأل: “كيف يُعقل أن جهازًا لا يستطيع أن يقول إن 20% من الجمهور “الإسرائيلي” على وشك النزول إلى الشوارع، وإن هناك نية في “اللد” (مدينة فلسطينية) للتنكيل باليهود، وإنهم في الرملة يطلقون النار على منازل اليهود، وفي بيت يام وعكا يقومون بأعمال التنكيل”، واعتبر أننا كنا على بعد لحظات من حرب أهلية، لكن لم يتحدث أحد مع الشاباك، ولم يطلب منه عرض الإخفاقات ورؤية كيف حققوا بالحادثة، وحتى اليوم الشاباك لم يوضح -في أي منتدى أمني رفيع- كيفية خروج “عرب إسرائيل” للاحتجاج بعنف دون أن نعلم.
مصدر أمني آخر انتقد الأسلوب الذي حقق فيه الشاباك في الحادثة التي اقترح فيها عامل نظافة في منزل وزير الحرب بني غانتس إعطاء معلومات لقراصنة موالين لإيران، وقال إن التحقيقات التي جرت في الجهاز في الحادثة كانت سطحية، ولم يصدر حكم بحق أي شخص على التقصير ولم يُفصّل التحقيق في أسباب الفشل. واعتبر أن “الجهاز المسؤول عن إحباط التجسس لم يعرف أنه في منزل وزير الحرب، وهو الشخصية الأكثر حساسية بعد رئيس الحكومة”.
مصادر شاركت في نقاشات أمنية مغلقة ادعت أنه منذ عام 2019 عرض الشاباك على المستوى السياسي تقديرا استخباريا مفاده أن” تورط “عرب إسرائيل” بالإرهاب موجود في منحى منخفض، ولكن وسط السكان البدو الوضع معاكس”، فقد قدّر المعنيون في الشاباك حينها أن البدو الذين جرى اعتقالهم بين عامي 2013 و2017 واتهامهم بمخالفات أمنية وبالتورط بالإرهاب ازدادوا 7 مرات، ومنذ ذلك الحين استمر عددهم بالازدياد” وفق تعبير المصادر.
واعتقد المعنيون في المؤسسة الأمنية أن “المسألة نابعة من العلاقات بين السكان البدو في الجنوب والفلسطينيين من الضفة الغربية، سواء من ناحية عائلية أو في أعقاب الواقع الذي يبين أن كثيرين من البدو في الجنوب يخرجون للدراسة في الضفة، حيث يتعرفون هناك على الدعاية ضد “إسرائيل”.
وأوضح المصدر -الذي شغل حتى الآونة الأخيرة منصب مستشار لشؤون العرب في أحد الأجهزة الأمنية- أن “ربع الطلاب البدو يدرسون اليوم خارج “إسرائيل”، في دول عربية أو لدى السلطة الفلسطينية”، وقال: “إن مراقبتنا يجب أن تبدأ من هناك، لكن بالنسبة للشاباك هذا عبء كبير ولا يرغب دائمًا الجهاز في إضافة عمل جديد لنفسه. والبدء باعتقال عشرات ومئات الأشخاص في طواقم إدارية لن يؤدي إلى تغيير، هذا ليس مشابهًا للضفة، اذ انهم “إسرائيليون”، واعتبر أنّه “يجب على الشاباك، والشرطة، وكل الجهات في المؤسسة الأمنية وفي الحكومة الجلوس والتفكير في كيفية التعامل مع الوضع”.