البلاك طيري!
حكاية الاستعانة بطائرات من دون طيار لحماية أنابيب النفط? تذكرني بحكاية حصلت لأحد الاصدقاء زمان? خرج يشتري كبريت فقال له صاحب البقالة “الكبريت بريالين”? فرد صاحبنا غاضبا: ليش بريالين? في باب اليمن يبيعوه بريال? وركب باص سيرة وجية الى باب اليمن بـ4 ريالات? وعاد وبيده علبة الكبريت? وهو يهتف لصاحب البقالة مفاخرا: اشتريته بريال (لم يحسب الـ4 ريالات أجرة الطائرة بدون طيار? أقصد الـ4 ريالات أجرة الباص).
وفيه نكتة تقول إن 10 محششين خطفوا طيارة بدون طيار? اتصلوا بالحكومة: إذا لم تنفذوا مطالبنا كل ساعة سوف نقتل واحدا?ٍ مننا.
مشاكل هذا البلد لا يمكن حلها ولا بمليون طائرة بدون طيار? طالما ظل القانون بلا تفعيل? والوعي بلا نشر? والجهل سيد كل المواقف.
زد على ذلك أن هذه الطائرات رغم تكنولوجيتها الهائلة إلا أنها تعاني من الحول? فلطالما أخطأت وسلمت على غير الضيف? ما يعني أنها قد تضرب الأنابيب بدلا من مفجري الأنابيب.
وعلى ذلك سيحتاج هذا البلد الفقير الى التعاقد مع شركة عالمية لخدمات “البلاك طيري” في مجالات شتى لم تعد مقتصرة على مكافحة الإرهاب وملاحقة ضاربي الأنابيب? بل سيحتاجون الى طائرات بدون طيار لفك القطاعات القبلية? وطائرات بدون طيار لملاحقة العصابات المسلحة للسرقة التي صارت تنتشر في المدن? وسيحتاجون إلى طائرات بدون طيار لحماية المسؤولين? وسنجد المسؤول منهم ماشي وبعده “طيري جارد” لا يقل عن 3 طائرات بدون طيار? وسيتطور الأمر ليصبح كل شيء في السياسة والاقتصاد اليمني مرهونا بالطائرات بدون طيار? وحينها لا يتبقى سوى أن يشيلوا شعار الطائر الجمهوري? ويحطوا بدلا منه شعار طائرة بدون طيار.
البلد هذا لا يمكن أن يشهد أي تطور أو تغيير طالما لم نغير في قلوب الناس بالسلوك والمعاملة والتعليم والتوعية? وتحسين أحوال الناس? وأخذ القانون بقوة? وتطبيقه على القوي قبل الضعيف? والكبير قبل الصغير. والهروب والعجز عن حل هذه المشاكل يعني بالحرف الواحد الركون على البلاك طيري? بلاك طيري ولا يمن ولا إنسان.
وإلا يا مرحبا بش وبأهلش وبالطيارة بدون طيار ذي رحل بش…
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.