تحذيرات من ولادة تنظيم مسلح يمهد لانشقاقات عسكرية لتشكيل جيش الجنوب الحر
حذر تقرير دوري لمركز أبعاد للدراسات والبحوث من نشوء تنظيم مسلح خطر قادم من تلاقي مصالح تيارات العنف المعروفة في البلاد? منوها إلى أن ملامح هذا التنظيم ظهرت في بعض المحافظات الجنوبية وبالتحديد عدن.
وقال التقرير ” إن التنظيم الجديد يسعى حاليا لإيجاد مشروعية لسلاحه في تحقيق انفصال الجنوب من خلال احداث انشقاقات داخل معسكرات الجيش والأمن لتأسيس ما يعرف بجيش الجنوب الحر? مستغلا تعاون قيادات عسكرية جنوبية مزدوجة كانت محسوبة على النظام السابق “.
وأشار التقرير إلى أن ” أهم ما يميز القضية الجنوبية في الذكرى الـ18 لحرب صيف 1994م? هو تحول فصيل من فصائل الاحتجاج السلمي إلى فصيل مسلح يسعى من خلال العنف إلى فرض انفصال الجنوب ? مخالفا لرؤى بقية الفصائل التي تسعى بمختلف الوسائل السلمية لحل القضية الجنوبية حلا عادلا ومرضيا لشعب الجنوب”.
على المستوى الميداني? رصد تقرير أبعاد اختلالات وصفها بالخطيرة في منطقة المنصورة بعدن التي كانت احدى ساحات الثورة السلمية قبل سيطرة الحراك المسلح عليها? وقال ” تحولت ساحة المنصورة إلى مكان آمن للمسلحين الفارين من السجون ومن الحرب على القاعدة في أبين وشبوة ? ومنطقة استراتيجية لتخزين مختلف أنواع الأسلحة والعبوات الناسفة? وقد شهدت هذه المنطقة منذ منتصف يونيو الماضي مقتل 10 مدنيين بينهم امرأة? واغتيال 12 عسكريا بينهم أربعة ضباط وعلى رأسهم قائد المنطقة العسكرية الجنوبية اللواء سالم القطن? وإصابة أكثر من 11 عسكريا واختطاف 8 عسكريين آخرين”.
وجاء في التقرير ” لقد دشنت الجماعات المسلحة أعمالها في منطقة المنصورة قبل ثلاثة أشهر باختطاف نائب القنصل السعودي? ومن وقتها قامت بتنفيذ هجمات مسلحة على مؤسسات مدنية وحكومية? ونهبت 100 مليون ريال من فرع بنك التسليف الزراعي? وملايين أخرى من مؤسسات حكومية إيراديه? وفجرت أكثر من 10 عبوات ناسفة استهدف معظمها فرع جهاز المخابرات ( الأمن السياسي)”.
ورصد ايضا ” عمليات لإطلاق الرصاص الحي بشكل عشوائي ? واقتحام ونهب أكثر من ست مؤسسات حكومية في المنصورة ونهب عشرات السيارات والمحال التجارية التابعة للمواطنين? ونهب سيارات وشاحنات عسكرية وحكومية? وفرض اتاوات مالية بالقوة على اصحاب المؤسسات والمحال التجارية المجاورة “.
وقال” إن اتهامات موجهة للحوثيين ومن ورائهم إيران في السعي لتفجير الأوضاع بالمحافظات الجنوبية? مستندة على بعض الوقائع مثل وجود مسلحين من صعدة في أوساط فصيل الحراك المسلح? والقبض على مسلحين من صعدة كانوا يقاتلون مع تنظيم القاعدة في أبين? والزيارات المتبادلة بين قيادات في الحراك المسلح وقيادات حوثية بين عدن وصعدة? ثم سفر شباب من الحراك الجنوبي المسلح إلى بيروت وزيارة الكثير منهم للعاصمة الايرانية طهران التي تقدم دعما لوجستيا علنيا في الجانب الاعلامي من خلال زعيمه علي سالم البيض “.
وأشار التقرير إلى أن ما حصل في بعض المحافظات الجنوبية مؤخرا” يدلل أن الحراك الجنوبي المسلح وضع القضية الجنوبية في دائرة الغموض وادخلها شرك الصراع الاقليمي والدولي? وأن وسائل هذا الفصيل العنيفة والمسلحة ستؤثر سلبا على مطالب الجنوبيين العادلة ووسائلهم السلمية”.
وأضاف تقرير أبعاد ” إن قرار طهران بدعم فصيل البيض المسلح ? لم يكن بغرض تحقيق انفصال الجنوب وبناء دولة مستقرة تربطها بها مصالح استراتيجية على المدى الطويل? وإنما لتحقيق أهداف تكتيكية عاجلة متعلق غالبية تلك الأهداف بأمنها القومي? خاصة بعد تغيرات تشهدها المنطقة في ظل ثورات الربيع العربي”.
واعتبر التقرير أن ما يحصل في محافظات جنوب اليمن من اختلالات أمنية ومواجهات مسلحة يتم تغذيته عبر دوائر داخلية وخارجية لها أبعاد محلية واقليمية ودولية? خاصة بعد ثورات الربيع العربي وانعكاساتها على المشهدين السوري والمصري .
وقال التقرير ” إن ثورة الربيع السوري التي انتظر المجتمع العربي والاقليمي والدولي تراجعها لتنفيذ مبادرات الاصلاح السياسي دون سقوط نظام الأسد الخصم المسالم لإسرائيل ? تمر حاليا بنقطة تحول مفاجئة قربت من احتمالية نجاحها ? وتتمثل في ازدياد الانشقاقات العسكرية داخل النظام وتوسع في سيطرة جيش المعارضة على الأرض? وهو ما أعاد الجدية في تحركات الأوربيين والأمريكيين للتخفيف من الثمن السياسي إذا ما أسقط نظام الأسد عسكريا”? مضيفا ” كل تحرك جدي للمجتمع الدولي في سوريا? يعقبه تحرك إيراني لخلط الأوراق من خلال أذرعها المتعددة في المنطقة “.
وأضاف” في اليمن تحاول طهران من خلال ايهام الجنوبيين بدعم مطالبهم لتثبيت قدمها في عدن وباب المندب الذي يفوق مضيق هرمز أهمية في تغذية العالم بالنفط”? مشيرا إلى أن ” إيران تستغل حركة الحوثيين المتمردة في الشمال للقيام بالمهام اللوجستية المطلوبة للسيطرة على الجنوب? وتقوم بأعمال استفزازية من شأنها تفجر حربا في المناطق المسيطرة عليها بصعدة شمالا? لتتحول قضيتي الحوثيين والحراك من قضيتين حقوقيتين إلى فزاعة ليس لدو