الإرجافُ والمرجفون
بقلم/فهد شاكر أبو راس
من الملاحظ جِـدًّا في مجتمعنا اليمني وخَاصَّة في الآونة الأخيرة أن هناك شغلاً كبيراً جِـدًّا من قِبل العدوّ في الإرجاف إعلامياً وسياسيًّا واجتماعياً وبأساليب مباشرة وغير مباشرة، ومن خلال وسائل إعلام العدوّ يظهر لنا هذا الإرجاف وبوضوح بل وحتى في مجالس القات وفي التجمعات والمناسبات وعبر أبواقه المأجورة والرخيصة في الداخل والخارج.
مَا الذي يريده منا هذا العدوّ..؟!
يستهدف هُــوِيَّتنا بنماذجه المختلفة والقذرة التكفيرية والداعشية، وبنشاطه المُستمرّ في إفساد أخلاق الناس والسعي الحثيث للإيقاع بهم في وحل الرذيلة والجريمة.
يستهدف الناس بأساليب إرجافية تهويلية، ويبث الإرعاب والإرهاب والتخويف بينهم وإلى غير ذلك.
يُشغل بعض أبواقه في الداخل للعمل على ضرب الروح المعنوية لدى الناس ومن أجل إلهائهم وصرف أنظارهم عن قضاياهم المركزية والأَسَاسية وفي مقدمتها التصدي لهذا العدوان والجهاد في سبيل الله والدفاع عن الأرض والعرض بقضايا أُخرى داخلية ومشاكل داخلية تلهيهم عما هو أكبر وأهم وأخطر من ذلك، وتلهيهم عما يهدّد بقائهم ومصيرهم ووجودهم ككيان حر كريم وعزيز، وكبلد مستقل يتمتع بكامل سيادته القومية والجغرافية والإقليمية وكشعب يحفظ هُــوِيَّته وقيمه ومبادئه وَيحفظ أخلاقه.
يوظف أبواقه المأجورة والرخيصة داخلياً وخارجياً في وسائل الإعلام أَو في منابر المساجد أَو التجمعات الشعبيّة والمناسبات.
لا بأس أن نهتم بقضايانا الداخلية والمشاكل العرضية ولكن بالشكل الذي لا يجعلنا ننسى ما هو أكبر وأهم وأخطر من ذلك، نهتم بالقضايا الداخلية ولكن لا يطغى اهتمامنا بها على اهتمامنا بالقضايا الرئيسية والمصيرية لأمتنا وشعبنا، ولا بالشكل الذي يهدف إلى إضعاف الجبهة الداخلية وإلى إلهاء الناس عن قضاياهم الأَسَاسية والمصيرية، وما دون ذلك فهو وبلا شك أُسلُـوب نفاقي شيطاني وإن رفع العناوين البراقة تحت مسمى حَـلّ القضايا والمشاكل والخلافات الداخلية وإن كانت واقعية وملموسة على أرض الواقع لكنها تبقى في مستواها وحجمها الطبيعي ومن الممكن التعامل معها بروح مسؤولة، لا روح نفاقية عدائية وبأُسلُـوب يخدم العدوّ بشكل واضح ومفضوح.