إعصار اليمن 2.. إنجاز عسكري فضح المشروع الصهيوني في الشرق الأوسط
بقلم/ إكرام المحاقري
عملية أُخرى في العمق الإماراتي تعدت الخطوطَ الحمراءَ التي رسمتها عمالة المجتمع الدولي بشكل عام، وفرضت معادلات سياسية واستراتيجية عسكرية جديدة في أرض المعركة، وكشفت الستار عن حقيقة وجه التطبيع “الصهيوإماراتي” وحقيقة المشروع الصهيوني في الشرق الأوسط والمشاركة في العدوان على اليمن، وتبقى العواقب الوخيمة في استمرار العدوان متعلقة بانكسار الاقتصاد الإماراتي في غضون فترة وجيزة، حَيثُ والفقاقيع لا تدوم طويلا!!
استراتيجية جديدة اتخذها الجيش اليمني في تأديب دولة الإمارات، أرهبت الدول المصنعة للسلاح المستخدم في الحرب على اليمن، واقلقت دول أُخرى وكأنها هي من تلقت الضربات الصاروخية اليمنية، وما بين جريئة، ورهيبة، وخطيرة، وإرهابية، ويجب التصدي لها، اصدرت الصحافة الصهيونية تقاريرها المفصلة عن خطورة العملية والسلاح اليمني والذي تحدث خبراء صهاينة عن ترقبهم لعملية مشابهة في “تل أبيب”، وكل هذه التصريحات لها دلالات وابعاد سياسية وعسكرية لمشاركة العدوّ الصهيوني في العدوان على اليمن، وهذا جانب واحد.
أما الجانب الآخر، فتعبير الدول الغربية عن قلقها من الضربات الأمريكية وتنديدها وشجبها لا يدل على حرصها على دويلة الإمارات بل للخوف على المصلحة الصهيونية والغربية في المنطقة، فمثلا: هم يحسبون حساب أن المنظومات الدفاعية التي تتجاوزها المسيرات والصواريخ اليمنية هي ذاتها ما تمتلكها تلك الدول خَاصَّة العدوّ “الصهيوني وأمريكا”، يخافون من النار ومن عاقبة الفشل الذي سيلمّ بمستقبل تصنيعاتهم في السوق العالمية، لذلك قد يكون تجنب روسيا بيعها للمنظومات الدفاعية الروسية لدول العدوان متعلق بذات السبب، مع أن تلك الدولة لها مواقف سياسية سلبية منذ بداية العدوان وحتى اللحظة، وقد تكون أسباب سياسية أُخرى!!
وهناك جوانب أُخرى كثيرة متعلقة بـ الاقتصاد الصهيوني المرتكز أَسَاسه في الإمارات، وهذا ما لم يحسب تحالف العدوان حسابه وتغاضوا عن نتائجه الباهظة حين لم يسمعوا للمناشدات اليمنية بالتراجع للخلف وكف يد الاحتلال عن الأراضي اليمنية، فما وصلوا إليه اليوم هو أن تلك الدولة لم تعد آمنةً وغير صالحة للاستثمار، وهذا مرتبط بوعي المستثمرين سواء في الإمارات أَو في السعوديّة.
خبراء عسكريون وأمنيون يمنيون وعرب أشادوا بنجاح العملية العسكرية في العمق الإماراتي، وتحدثوا عن النجاح البارز الذي وصلت إليه التقنيات والتصنيعات اليمنية في ظل حصار خانق، والاهم من ذلك كان في الدقة لاختيار الأهداف الحَسَّاسَة في أراضي العدوّ، والتي يعد استهدافها ضربة موجعة ليس للدولة المعتدية علنا بل لمن يشاركون الجريمة في قتل الشعب اليمني من تحت الطاولة، فـ استهداف قاعدة “الظفرة” الجوية والتي تعد قاعدة أمريكية تحمل الكثير من الرسائل الواضحة لقوى العدوان، فـ الرد لن يتوقف عند حَــدّ معين ولا عند نقطة قد حدّدها العدوّ في مخيلته، فـ الواقع يتحدث عن معركة قادمة في عمق العدوّ تقودها الصواريخ والمسيرات اليمنية، وهذا ما سيردع دول العدوان ويحد من تدخلهم في الشأن اليمني.
ما يحدث في محافظة شبوة جنوب اليمن هو أمر عارض ومهدّد بـ الفشل خَاصَّة إذَا استمر استنزاف الإمارات لإمْكَانياتها سواء في أرض المعركة أَو في الأهداف التي يستهدفها الجيش اليمني في العمق الإماراتي، فـ الثمن الباهض سيؤدي في الأخير إلى ضرورة توقف دعم الإمارات أَو في أسوأ الحالات عدم قدرتها على مواصلة التدخل وفتح جبهات جديدة.
أما مخاوف العدوّ الصهيوني من الضربات اليمنية الجريئة حَــدِّ قولهم، ستنصدم بالقدرات اليمنية المتنوعة، وحين ذلك سيغيرون من مخطّطاتهم بشكل تام، وستكون نقطة التراجع من الجزر اليمنية قيد التنفيذ في عملية تراجع تكتيكية حسب الخبرة الصهيونية، وستبقى الكلمة الأولى والأخيرة للشعب اليمني الصامد، والقادم أعظم، وإن غداً لناظره قريب.