السعوديون والإماراتيون الأكثر اقتناء لـ«الكنوز» في العالم
أكد تقرير متخصص في جغرافيا الثروات أن الاستثمار في الكنوز في معظم أنحاء العالم يأتي مدفوعا بالمتعة أكثر من كونه مدفوعا بالرغبة في تحصيل العوائد المالية? مؤكدا أن 19 في المائة فقط من كنوز أصحاب الثروات في العالم هي أصول مملوكة لأهداف مالية? وأن أصحاب الثروات في منطقة الشرق الأوسط هم الأكثر تحفيزا على المستوى العالمي لاقتناء الكنوز لأهداف مالية? لافتا إلى أن 41 في المائة من كنوز أصحاب الثروات في الشرق الأوسط قد تم اقتناؤها لأهداف مالية? في حين تشكل الكنوز متوسطا قدره 10 في المائة من إجمالي ثروات أصحاب الثروات مقارنة بنسبة 18 في المائة في الإمارات و17 في المائة في السعودية و2 في المائة في قطر وأفاد أحدث التقارير الصادرة عن بنك «باركليز» بأن 19 في المائة فقط من الكنوز الثمينة? التي تضم الجواهر النفيسة والمقتنيات الفنية والأثاث القديم والسيارات الكلاسيكية والمعادن النفيسة? تقع بحوزة أصحاب الثروات لدوافع استثمارية? ومع ذلك? يكشف التقرير أن 41 في المائة من الكنوز الثمينة التي يمتلكها أصحاب الثروات من منطقة الشرق الأوسط قد تم اقتناؤها لدوافع مالية? الأمر الذي يضعهم في أعلى القائمة? مقارنة بنظرائهم في الولايات المتحدة الأميركية (9 في المائة) وأوروبا (11 في المائة) وآسيا (34 في المائة).
ورغم الاهتمام المتزايد على المستوى العام بالمقتنيات والأسعار القياسية التي تطالعنا بها المزادات? فقد انتهى التقرير إلى أن المستثمرين أقرب بكثير إلى شراء أصول الثروات لأسباب عاطفية من كونها أسبابا مالية? حيث كشف التقرير? الذي ضم 2.000 فرد من أصحاب الثروات في مختلف أنحاء العالم? أن الثلث قد أكد امتلاك كنوز أكثر حاليا مما كان لديهم منذ 5 سنوات.
ويقدم التقرير الذي نشر أمس بعنوان «الربح أم المتعة? الدوافع الماثلة وراء حيازة الكنوز» دراسة دقيقة لتوجهات الاستثمار في «الكنوز» بمختلف أنحاء العالم? كما يحلل الدوافع المالية والعاطفية لأصحاب الثروات لتملكها.
إلى ذلك? يركز التقرير على القيمة التي يوليها المقتنون الأثرياء لما بين أيديهم من كنوز? عدا عن الفائدة الاجتماعية الناتجة عن تراكمها.
واستنادا إلى المعطيات العالمية? يمتلك أصحاب الثروات في المتوسط ما يقرب من 10 في المائة من إجمالي صافي ثرواتهم في ما يعرف بالكنوز? غير أن هذه النسبة ترتفع إلى قرابة خمس إجمالي أصول أصحاب الثروات في دولة الإمارات العربية المتحدة (17 في المائة) والمملكة العربية السعودية (18 في المائة). أما بالنسبة للأفراد في دول أخرى مثل البرازيل والصين وسنغافورة? فإن الكنوز تشكل – في المتوسط – نحو سدس إجمالي ثروات أولئك الأفراد? بينما تقابل نسبة السدس نسب أخرى في المملكة المتحدة (7 في المائة) وفي الهند (3 في المائة) وفي قطر (2 في المائة)? حيث تسجل هذه النوعية من الملكية مستويات أكثر تحفظا.
وقال روري غيلبرت? المدير التنفيذي ورئيس إدارة الثروات والاستثمار لدى بنك «باركليز» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا? قائلا: «يسلط هذا التقرير الضوء على وجود دوافع عاطفية ومالية لشراء الكنوز الثمينة? ولا بد أن يتغلب دافع على الآخر. وبالنظر إلى الصعوبات المرتبطة بالاحتفاظ بتلك الكنوز وتأمينها وبيعها? تقترح دراستنا أن الدوافع العاطفية هي التي تعود على صاحب الثروة بالعائد الأكبر? ذلك بأن هذا النوع من الثروة إن حالف صاحب الثروة الحظ أو كان على دراية وافية بطبيعة الاستثمار يعود على صاحبها بعائد مالي? لكن شراء الكنز لمجرد التعلق به من شأنه أن يعود دائما على صاحب الثروة بإحساس من السعادة العاطفية».
وبالنظر إلى الشرق الأوسط? تعتبر الجواهر النفيسة أشهر الكنوز في ممتلكات أصحاب الثروات بلا منازع? وبخاصة في دولة قطر (86 في المائة) والمملكة العربية السعودية (85 في المائة) ودولة الإمارات العربية المتحدة (79 في المائة).
ويقول غريع ديفيز? رئيس قسم السلوكيات المالية لدى بنك «باركليز»: «في الوقت الذي تتباين أنواع الكنوز من بلد إلى آخر بشكل طفيف? نرى أن النمو في شعبية الكنز تتماشى مع توجه عام نحو البساطة والمعرفة والحيازة المادية في الاستثمار? وبما أن الكنوز تعتبر بديلا لفئات الأصول التقليدية? يجب الاستثمار فيها بحذر بالغ نظرا لوجود الكثير من المخاطر التي تتراوح من تكاليف التأمين والمحافظة على الكنز إلى الطبيعة الذاتية لأسواق تلك الكنوز».
ويكشف التقرير عن أن المتعة هي الدافع الأهم وراء اقتناء الكنوز? حيث أفاد قرابة الثلثين (62 في المائة) من الذين ضمهم الاستطلاع حول العالم ونحو 75 في المائة من المشاركين في دولة الإمارات العربية المتحدة? بأنهم يقومون بشراء الكنوز لهذا السبب? وفي المقابل? نجد أن 19 في المائة فقط من الكنوز التي يمتلكها أصحاب الثروات حول العالم هي لغاية مالية? على الرغم من أن الوضع في كل من قطر (50 في المائة من أصول الكنوز مملوكة لأسباب مالية) والمملكة العربية السعودية (40 في المائة)? يخالف