من البيضاء إلى مارب.. اليمن ستتحرر والوعد مكتوب بحبر الشهداء وبرسم قائد الثورة
بقلم/ عبدالرحمن الاهنومي
مجدداً.. يثبت أبطال الجيش واللجان الشعبية في قواتنا المسلحة الباسلة أن لهم القول الفصل ، وفي أنهم القوة الحقيقية التي يُراهن بها تحرير كل شبر محتل من اليمن الحبيب ، ومع الانتصارات التي حققتها وأعلنتها القوات المسلحة ,يوم أمس, في محافظة مارب باستكمال تحرير مديريتي جبل مراد والجوبة ، يبقى تحرير آخر مديريات المحافظة من دنس الاحتلال والمرتزقة المتمركزين داخل “مدينة مارب” مسألة وقت قصير جدا، ويتأكد للعالم أجمع أن استعادة الدولة وبسط سيادتها على كافة الأراضي اليمنية ورفع العلم اليمني في كل الأرجاء بات قاب قوسين أو أدنى، ولن يسمح اليمنيون لملوك وأمراء اللهو والمجون ولا لجيوش أوروبا وأمريكا ولا للمرتزقة المحليين في البقاء على شبر واحد من بلادنا مهما كانت الكلفة وحجم التضحيات، وهي بالتأكيد لن تكون أكلف من بقاء بلادنا محتلة وخاضعة ومسلوبة السيادة.
من البيضاء إلى شبوة مرورا بكل جبهات الدفاع عن الأرض والحق وليس انتهاء بمارب، تؤكد الانتصارات المتتالية للمجاهدين الأعزاء بأن العدوان الأمريكي السعودي البريطاني الإماراتي التحالفي إلى زوال ، ستطويه إرادة الشعب اليمني وتصميمه على تحرير كل المحافظات وكافة الأراضي، وعزمه على الدفاع عن نفسه وردع المعتدين عليه بكل الوسائل والسبل المشروعة ، وتجارب التاريخ وسنوات الحرب التي مضت تكرس هذه الحقيقة التي لا يدركها المتحالفون في العدوان على اليمن جراء العمى والتخبط.
حرر المجاهدون بعون الله مديريات جبل مراد والجوبة وقبلها رحبة وماهلية والعبدية وحريب وقبلها أجزاء من محافظة شبوة وقبلها كامل محافظة البيضاء وسيحررون آخر مديريات مارب وآخر شبر محتل من اليمن ، حتى وإن ارتفع سقف الصخب الدعائي الذي تثيره أمريكا وبريطانيا والاستعراضات السعودية البهلوانية على منبر الادعاءات والأكاذيب والنفاق مجلس الأمن الدولي ، ورغما عن التصريحات والخطابات النفاقية من كافة مفاصل الإدارة الأمريكية التي تنكر على اليمنيين حقهم في بسط سيادتهم على كافة أراضيهم، سيقول الأبطال في الميدان كلمتهم وسيمضون بثبات في تحرير مارب كما فعلوا في الجوف والبيضاء وشبوة ، ثم إلى حيث تتحقق الحرية الكاملة لبلادنا من دنس المحتلين والغزاة ومرتزقتهم وجيوشهم وإرهابييهم.
لا يعوّل شعبنا العظيم على أحد إلا على الله وحده فهو القوي وهو الملك الجبار، وعلى أبطاله الذين يتوكلون على الله, أما مزايدات أمريكا وبريطانيا وحماقات الخليجيين ونباح المرتزقة فلا قيمة لها ولا أثر، فثمة خطوط وأهداف أساسية تضبط إيقاع الميدان العسكري والسياسي تتمثل بصون وحدة الجغرافيا اليمنية ودحر العدوان ومرتزقته، هذا الأمر يؤكده قائد الثورة المباركة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في مناسبات عديدة، ويكرسه القائد في نهجه الاستراتيجي لمواجهة العدوان ومنذ اليوم الأول يقود هذه المعركة ووفق خطة تحرير لا تنكفئ عن شبر واحد من اليمن ، وسواء حاولت قوى العدوان والمرتزقة المواربة أو النكوث أو التعامي عن هذه الحقيقة، أم سحبت جيوشها مرغمة أمام معارك أبطالنا المجاهدين، أم غيرت تكتيكاتها نحو الانكفاء والتراجع، سيفرض الشعب اليمني في النهاية خياراته انطلاقا من حقه المشروع الذي لا يساوم عليه أبدا.
قَبِل تحالف العدوان ومرتزقته أم لم يقبلوا ، فهموا أخيرا أم لم يفهموا ، تراجعوا تكتيكيا كما يزعمون ويروجون أم هزموا ، كل ذلك لن يوجد لهم فرصة للبقاء في شبر يمني واحد، أمام المرتزقة طريق واحد فقط وهو العودة إلى جادة الصواب قبل فوات الأوان، أما الغزاة والمحتلون فليس أمامهم سوى الخروج والانسحاب وسحب جيوشهم وقواتهم خارج اليمن، هذه العمليات والتي كان آخرها عملية “ربيع النصر” لا تؤشر إلا إلى ما يلتقي مع أكده قائد الثورة المباركة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بالمضي في المعركة حتى تحرير كل اليمن ، ومع ما يتطابق مع خرائط الميدان المرسومة بخطوط عمليات الأبطال في الجيش واللجان الشعبية في مارب وغيرها.
الطريق إلى مارب لا يختلف عن الطريق إلى الجوف والبيضاء وشبوة وغيرها، قد تسبق مارب كما سبقت البيضاء والجوف لكن دائما لاعتبارات حكيمة تتعلق باستراتيجية الأولويات، لكن الخطوات مرسومة وواثقة ومؤيدة بالله سبحانه وتعالى، وبواسل أبطالنا المجاهدون في القوات المسلحة اليوم في معركة تحرير آخر مديريات محافظة مارب لا يكتبون فقط بالثبات والتضحيات حروف السيادة ومعاني الجهاد، بل يخطّون بالدم والبطولات رسالة يمن الإيمان التي لا يفهمها إلا الأحرار والشرفاء في هذا الكون الفسيح ، وما النصر إلا من عند الله.