أصحاب المصالح و بعض المبادئ
أصحاب المصالح هم من يحكم اليمن ? هم المسيطرون على مقدرات وإمكانيات هذا الوطن ? هم المتولون لأمر هذا الشعب ? والشعب ليس بوسعه إلا أن يكون مرتهن?َ ومتلقي?َ لما يصدر منهم. حتى ولو كان ذلك بتسيلم الوطن بعده? وعتاده? وخيله? وبغاله? إلى من يتربص به ويحرص دائما?ٍ على بقائه في وضع الضعيف غير المنهار.
يا من تحكمون اليمن يا من تسعون إلى تحقيق مصالحكم الخاصة ? من يحمي مصالح هذه البلد? من المسؤول عما يجري لليمن?! يا أصحاب المصالح الخاصة ? الآنية والضيقة هل يمكن أن تحققوا مصالحكم وتستغلوا موارد اليمن الاستغلال غير الأمثل وت?ِسخروها لمصالحكم الخاصة?! هل يمكنكم اللعب بأموال البلاد والعبث بأمنها واستقرارها?! يمكنكم فعل ذلك ? وأنتم تفعلون ما هو أكثر من ذلك ولا ي?ْوصي حريص?َ!! إن كل ما تفعلونه في حق أنفسكم وبحق شعبكم وبحق وطنكم لا يساويه أي جرم ? إلا جرم حماقتكم ? وسذاجتكم التي لا تحسدون عليها حتى من ألد أعدائكم. ومع كل ذلك فإن هناك ما هو أشد بشاعة?ٍ وجرما?ٍ وحماقة?ٍ وسذاجة?ٍ مما تقترفه أيديكم بحق هذا الوطن في هذا التاريخ من حياة شعبكم ـ إن كنتم تحسبونه كذلك.
هل تعلمون ما هو ذلك الجرم البشع ?! إنه التفريط بالمستقبل ? التفريط بالأمن القومي لليمن…
أيها الغافلون هناك من يناديكم هل بإمكانكم العبث واللعب بكل شئ?! ? هل يمكنكم التكسب والإثراء المشروع وغير المشروع من الداخل والخارج ?! ? هل يمكنكم تحقيق كل ذلك ? ولكن بعيدا?ٍ عن مستقبل أجيالكم وأمنهم?! ? وتحاولون التمسك بالحد الأدنى من مصالح هذا الوطن المغلوب على أمره بأيديكم لا بأيدي غيريكم.
تعلمون ? ونعلم ? ويعلمون ? ويعلم الجميع بأنه لا يمكن أن يحقق مصالح الوطن ـ أي وطن غير أبناءه.. بالأمس القريب هناك من قدم مبادرة لأن الوضع في اليمن يهدد أمنهم واستقرارهم ? وهذا حقهم وحق الروابط التاريخية والقومية والدينية والاقتصادية وغيرها ? ولكن هل من حقهم أن يحققوا مصالحهم على أرض اليمن قبل أن تحقق مصالح اليمنيين أنفسهم.
من سمح ومن رضي بذلك?! هم أنتم أيها المتمصلحون ? المتكسبون من ضياع وطنكم في الحاضر والمستقبل ? يا من لم تكف? أموال ومقدرات اليمن بأكملها لاشباع نهمكم نحو ملئ كروشكم العفنة ? وبهرجة حياتكم الزائلة ? وأبديتم استعدادكم للمتاجرة بعرض وشرف وطنكم ليس لمن يدفع الأكثر ? بل ولمن يدفع أبخس الأثمان.
إن الذي بالأمس القريب سمحتم له بالدخول للصلاة في محرابكم غدا اليوم هو المؤذن والمقيم لصلاتكم.
همسا?ٍ في آذانكم أيها النائمون عن حماكم والمتمصلحون بها ? ولكن لعل آذانكم ض?ْرب عليها كأهل الكهف ليلبثوا في كهفهم ثلاث مئة?ُ من السنين ? و زادهم الله تسعا?ٍ ? مع الفارق الكبير بين فتية?َ آمنوا بربهم وزادهم الله هدى ? و بين قوم?ُ غير مؤمنين بقضاياهم غير مكترثين بمعاناة مجتمعهم وغير صادقين حتى مع أنفسهم.
نما إلى مسامعنا أيها السادة الحمقى المغرر بهم يا من لا تعرفون غير الدينار والدرهم والريال غير اليمني ـ بالطبع ? بأن لجنة?ٍ عسكرية?ٍ يمنية?ٍ تناقش مع سفراء ما ي?ْسمى دول المبادرة الخليجية إعادة هيكلة الجيش وعلى حد علمي لا توجد في ما أ?ْسمي بالمبادرة الخليجية ما ينص على قيام دول المبادرة بمناقشة وضع الجيش وإعادة هيكلته ? وعلى فرض ذلك فهذا خطأ?َ جسيم?َ يجب تصحيحه.
هل تدركون معنى هذا ??!! هيكلة الجيش العملية الفنية الإدارية العسكرية البحتة المهمة الوطنية بإمتياز لا يجب أن تتدخل فيها القوى السياسية اليمنية الوطنية ? لكي لا تؤثر على وضع الجيش المحايد والمرابط والمدافع والحامي حمى أمن وسيادة الوطن.
أصوات?َ كانت و مازالت تصدر من بعض القوى الوطنية ( قوى وطنية) ترفض تدخل القوى الوطنية الأخرى في أمر الجيش? فما بالنا نسمع اليوم عن السماح لقوى وجهات غير وطنية تتدخل وتجتمع وتناقش وتتحدث عن وضع جيشنا جيش الوطن اليمني وطن كل القوى الوطنية.
يا أصحاب المصالح الضيقة الآنية التافهة نلفت عنايتكم بأنه يمكنكم أن تكونوا من دعاة تحقيق المصالح الخاصة بل ومن ممارسيها ولكن يمكنكم أيضا?ٍ الحصول على ما هو أكثر من تلكم المصالح من دون أن تجدوا من يجبركم على التخلي عن الحد الأدنى من المبادئ الإنسانية والأخلاقية قبل الوطنية إن كانت للوطنية معنى في قاموسكم الذي لا أجد فيه رديف أو مقابل لها ? ولم تكتفوا بذلك فقط ? بل أسستم لعلم?ُ جديد في عالم العلاقات السياسية وهو تقديم الخدمات المجانية للغير وبدون مقابل أو بأبخس الأثمان كل ذلك من رصيد الوطن والوطنية والبيع له ولها بالمزاد العلني وعلى عينك يا تاجر.
تستطيعون أن تحققوا كل أمانيكم ومصالحكم الخاصة دون أن تفرطوا بمستقبل وطنكم وأجيالكم وأمنهم ? فقط عندما تعلمون أنكم أصبحتم المسؤولين عن صناعة القرار السياسي و التعبير عن الإرادة الشعبية في اليمن ? وهذا يقتضي منك ألا تتعاملوا مع الدول الأخرى على أساس أنكم مازلتم مواطنين تتلقوا دعما?ٍ شخصيا?ٍ من هذه الدول ? بل علاقة دولة ب