عصا “الل?ا – سامي?ة” الغليظة
بإمكاننا اعتبار ما قام به الكاتب والشاعر الألماني? الشهير غنتر غراس من انتقاد لإسرائيل وترسانتها النووي?ة مجر?د تعبير عن الرأي? لكن? الأمر ليس بهذه البساطة بالنسبة للكاتب الحاصل على جائزة نوبل للأدب? إذ يكفيه انتقاده إسرائيل بتسليط عصا “الل?ا – سامي?ة” الغليظة عليه ونعته بأوصاف ليس آخرها “النازي” من قبل وسائل الإعلام والس?اسة الموالين للص?هيوني?ين? أو المتوج?سين منهم خيفة.
أبدى الرجل شعوره بالذنب من خلال شعره لأن?ه لم يعب?ر عن موقفه تجاه ترسانة إسرائيل النووي?ة من قبل? وإضافة إلى ذكره أن? تلك الترسانة تشك?ل التهديد الحقيقي? للسلام العالمي? “المتأرجح أصلا?ٍ”? فقد أبدى استياءه من بلاده التي أتم?ت صفقة باعت بموجبها غو?اصات نووي?ة لإسرائيل وحذ?ر من أن? تلك الصفقة قد تكون بمثابة تصدير لجريمة صهيوني?ة متوق?عة? لذا كانت الأبيات البارزة في شعره “هذا (خطر إسرائيل النووي?) يجب أن ي?ْقال فإن? غد?ٍا قد يكون متأخ?ر?ٍا”.
كما ذكر في شعره أن? تهم “الل?ا – سامي?ة” ستكون جاهزة كرد? على انتقاده وانتقادات أخرى لإسرائيل? بالرغم من اعتباره في ذات الشعر أن? ألمانيا قامت بجرائم لا تخفى على أحد? في إشارة إلى جرائم نظام هتلر النازي?.
أضف إلى ذلك قوله إن?ه لم يعد يحتمل النفاق الغربي?? في إشارة واضحة لازدواجي?ة المعايير الغربي?ة في التعامل مع ملف? إيران النووي? وحصارها وتهديد أمنها وسلمها? مقابل عدم طرح النووي? الإسرائيلي? على الطاولة أصلا?ٍ. ناهيك عن نووي? أمريكا? الدولة الوحيدة التي استعملت الأسلحة النووي?ة بشكل مباشر ضد? المدني?ين العز?ل في هيروشيما وناغاساكي وقتلت 280 ألف إنسان بريء فيهما.
أن يبدي أكبر شاعر ألماني? رأيه تجاه مسألة حس?اسة فهذا أمر طبيعي?? لكن?ه من غير الطبيعي? أن يكتم ذات الرجل بقيمته ورمزي?ته – ألماني??ٍا – ذاك الرأي طوال الوقت خشية من عصا “الل?ا – سامي?ة” و”سو?ط” الحركة الصهيوني?ة? وفي ذلك دلالات عميقة على وجود إرهاب فكري? ممنهج في الغرب بكل? ما يخص? إسرائيل والصهيوني?ة. فلك الحق? مثلا?ٍ في التشكيك بوجود الله سبحانه وتعالى? ولكن?ك إن شككت في حدوث “المحرقة” أو تساءلت عن عدد ضحاياها فقط فأنت متهم? وعصا “الل?ا – سامي?ة” بالمرصاد.
المثير في تهمة “الل?ا – سامي?ة” هو استخدامها المكث?ف من قبل من هم ليسوا أهلها? إذ يتذر?ع ويتباكى بها الصهيوني?ون وليس غيرهم? ولا يخفى علينا أن? هؤلاء جاء معظمهم من أوروبا الشرقي?ة ولا يمت?ون بصلة إلى السامي?ة? ويكفيك النظر إلى أشكالهم.
قد يكون استخدام المصطلح حنكة صهيوني?ة لإيجاد مبر?ر تاريخي? لوجودهم على أرض الشام? وسبب آخر ليس أقل? أهمي?ة هو إبقاء “الب?ْعبع” الـ”أنتي – صهيوني” و”أنتي – يهودي” ذي الحج?ة المتينة بعيد?ٍا عن الأنظار? فحين تكون “لا – صهيوني??ٍا” فأنت صاحب موقف سياسي? وأيديولوجي محق? في معظم الأحيان? نظر?ٍا لجرائم الحركة الصهيوني?ة على مدار التاريخ وبطلان اد?عاءاتها الزائفة? أم?ا عندما تكون “لا – سامي??ٍا” فأنت “عنصري?”.
لقد آن الأوان للعالم أن يفهم أن? الذين يتست?رون خلف شعار “الل?ا – سامي?ة” هم طفيلي?ات السامي?ة بل أعداؤها? وأن?هم يستخدمون هذا الشعار كذب?ٍا وزور?ٍا? وهروب?ٍا من مواجهة الحقائق الناصعة التي تكشف جرائمهم البشعة بحق? الإنساني?ة. لقد حان الوقت لتنقلب عصا “الل?ا – سامي?ة” عليهم? لا أن تكون وسيلة يحتكرونها ظلم?ٍا وعدوان?ٍا لإرهاب الناس فكري??ٍا ومعنوي??ٍا.