ثورة الحرية والتحرير والصمود والتغيير
بقلم/ زيد الشُريف
ثورة شعب شاملة ومستمرة تستمد عنفوانها وقوتها وطاقتها من جماهيرها وتضحياتها وأهدافها ومبادئها المحقة والعادلة ، ثورة حرة مستقلة ليس فيها أي مجال أو مساحة للتدخلات أو الإملاءات الخارجية لأنها تعتمد على شعبها وعلى جهودها الذاتية ولا تقبل أن تكون اُلعوبة يستغلها الآخرون لتمرير مشاريعهم وتنفيذ أجندتهم، إنها ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ثورة التحرير والحرية وثورة التغيير نحو الأفضل وثورة الاستقلال والصمود والجهاد والكفاح ثورة تسعى إلى بناء الحاضر وصناعة المستقبل ولن تسمح للماضي المظلم أن يخيم على اليمن واليمنيين من جديد، إنها ثورة الشعب الذي لا يقبل بغير الحرية ويأبى أن يعيش مستعمراً خانعاً في وطنه ويفضل الموت عزيزاً على الحياة ذليلاً مستعبداً للطواغيت، وهذا الذي يجب على دول الاستكبار أن تدركه جيداً.
الثورة التي دفنت مشاريع الاستعمار الخارجية تحت التراب وحكمت على الوصاية الأجنبية بالإعدام وطردت العملاء وفضحت الخونة وفرزت الخبيث من الطيب وقطعت الطريق على الأحلام والطموحات الأمريكية والصهيونية وأنقذت اليمن واليمنيين من سطوة سلطة السفارة الأمريكية التي كانت تحكم اليمن في السر والعلن.. إنها ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ثورة الحرية والاستقلال ثورة شعب الأنصار الذي يتمتع بهوية إيمانية جعلته يخرج إلى ميادين الثورة غير مكترث بحجم وإمكانيات الأعداء ولا لما قد يواجهه من مخاطر وصعوبات ولأنه على بينة من أمره وعلى بصيرة من أحقية ثورته استمد من الله العون والسداد وخرج إلى ساحات الثورة في صنعاء وبقية المحافظات تحت قيادة أعظم قائد في العصر الحديث السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، وحين اجتمعت عوامل القوة التي ضمت القيادة الحكيمة والمنهجية العظيمة والأهداف المحقة والعادلة والجماهير المشحونة بالإيمان والثقة بالله استطاعت الثورة أن تفرض نفسها وتفتح صفحة جديدة في تاريخ اليمن.
ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر في عامها وعيدها السابع لا تزال تشق طريقها بكل قوة رغم التحديات التي تواجهها وتعمل بشتى الوسائل على وضع حد لمشوارها الذي ليس له حدود ولأنها ثورة شعب عظيم وأهدافها عظيمة وقيادتها حكيمة ومشروعها ومنهجها مستوحى من القرآن الكريم تستمر بكل قوة في خوض غمار الصراع في كل الميادين بجماهيرها ومبادئها وتضحيات عظمائها الشهداء الأبرار ومجاهديها الأبطال تتصدى لأعتى هجمة طاغوتية في العصر الحديث تقودها أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وينفذها آل سعود وعيال زايد والعملاء المرتزقة منذ سبع سنوات، مستهدفة شعب الإيمان والحكمة والصمود والثورة، الذي يرفض الوصاية الخارجية والاستعمار، ولأن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ثورة حرية واستقلال ولدت من رحم المسيرة القرآنية يسعى الطواغيت إلى إطفاء شعلتها ووأدها في مهدها لكنها تصدت لهم بكل قوة وعنفوان وكسرت شوكتهم والحقت بهم خسائر كبرى في كل المجالات .
لا تزال ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر في مقتبل العمر وفي عنفوان شبابها لم يمر على بداية انطلاقتها سوى سبع سنوات وهي اليوم تواصل مسارها بكل قوة ورغم ما تواجهه من صعوبات إلا أنها حافظت على كينونتها واحتضنت جماهيرها ولم تضعف في مواجهة الهجمة الشاملة التي تستهدفها وتمسكت بأهدافها ولم تستسلم لأعدائها وخاضت غمار المعركة في كل الجبهات ولم تنطفئ نيران شعلتها ولم تضعف أو تتراجع إلى الوراء بسبب طول أمد العدوان أو نتيجة آثار الحصار الاقتصادي بل صنعت المتغيرات والمستحيلات في أقسى الظروف وأثبتت جدارتها في المجالات العسكرية بشكل أذهل العالم حين أزاحت الستار عن أسلحة باليستية وطائرات مسيرة يمانية الصنع في زمن الحرب والحصار وانتقمت للشعب اليمني الصامد من الطواغيت المجرمين وأحرقتهم بنيرانها في عقر دارهم وجعلتهم يصيحون بأرفع أصواتهم من شدة وجع انتصاراتها ومن شدة بأسها الذي تستمده من الله.
إن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر هي ثورة شعبية يمنية حرة مستقلة ضد الاستبداد و الظلم والفساد والخيانة والارتزاق وضد الوصاية والارتهان وضد الفوضى العبثية الشاملة التي صنعتها أيادي العملاء الذين حكموا اليمن وفق ما تشتهيه المخططات الأمريكية والمؤامرات السعودية والأطماع الصهيونية والأحلام البريطانية، ثورة ضد كل ما هو باطل وكل ما هو فساد وكل ما يتعارض مع الحرية والاستقلال والكرامة والعزة، إنها ثورة شعب يريد أن يعيش على تراب وطنه حراً كريماً لا يمتهنه أحد ولا ينهب ثرواته أحد ولا ينتهك سيادته أحد ولا يهيمن عليه أحد، تلك هي ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر التي لا تزال مستمرة وستواصل مشوارها في التصدي للعدوان وتسعى لتحقيق الحرية والاستقلال لكل اليمن.