ليتهم ظلوا نائمين !!!
– كان الكيان الصهيوني إلى ما قبل أزمة وفتنة ومحنة 2011م المسماة عدوا بغير علم (ربيع عربي) يضع ألف حساب وحساب للشعوب العربية (وليس للأنظمة) خاصة النائمة منها لأنها تعرف تمام المعرفة أنها وإن كانت نائمة فالتاريخ يعطيها دروس أنها إذا ما فكرت أن تصحو وتنهض من غفوتها فلا شيء يقف أمامها إلا تحقيق آمالها ومرادها لأننا وإن مرضنا ولكننا لا نموت على الإطلاق ,,, ومن هذا المنطلق ظن الكيان الصهيوني (ظن الإثم وللأسف) أن في هذه الأمة شباب وكوادر وطاقات رغم سباتها إلا أنها كالبركان الخامد إذا ما أنفجر فإنه لا يدع شيء أتى عليه إلا جعله كالرميم فكان هذا الهاجس الذي كان مسيطر عليهم منذ 48م حتى قبل2011م فعاشوا في ذعر وخوف دائمين حتى وصل الأمر بهم إلى بناء جدار عازل بينهم وبين بعض المناطق الفلسطينية عوضا عن توجيه ترسانتهم الإعلامية الدائمة صوب الفكر العربي وشرح أمور عديدة منها قوتهم الجبارة التي لها القدرة في سحقنا في غضون ساعات معدودة وغير ذلك من دلائل توضح لنا هذه الأمور ,,, وكانت كل لحظة ترفع غطاء النائم عن وجوه هؤلاء الشباب العرب لتطمئن على أنه مازال نائما والتأكد من أن شخيره مازال ينطلق من فمه ثم تغطيه مرة أخرى وتتأمل إلى جسده المدد الضخم الجثة وتهتز فرائصها وتعد الأيام والثواني متى يصحو لأن يقظته هلاكها فمن سيقف أمام هذا المارد العربي القوي الأبي ,,, على الأقل حسب ما درسوه في التاريخ العربي الإسلامي ,,, من أجل ذلك عاش العرب خلال الفترة ما قبل 2011 في أخذ ورد وشد وجذب مع هذا الكيان الصهيوني وظلت الدول الداعمة لهذا الكيان في حوار دائم مع العرب من أجل أمن واستقرار إسرائيل وتسعى للتطبيع معهم لتأمن شرهم متخذه في ذلك كل أساليب المماطلة الحوارية التي هي في الأساس بروتوكول خاص بهم في هذه الأعمال ,,, وأيضا صنعت من الحكام العرب سورا مانعا بينها وبين الشعوب العربي معطيه كل الدعم لهم ليظل هذا المارد نائما في غيبوبة وكلما فكر هذا المارد في أن يستيقظ يتم إخماده قسرا أو قهرا أو لا وعيا ,,, حتى جاء عام 2011م عام الصحوة واليقظة العربية الخاصة بالشباب ,,, عام ربيعهم المزدهر ,,, عام الانطلاقة الحقيقية ,,, عام الخلافة الإسلامية ,,, عام التحررية ,,, وأطلق عليها ما أردت وكل على ليلاه يغني ,,, فحصلت هذه الفوضى والعشوائية التي حلت بالبلاد والعباد في أقصا العرب إلى أقصاها ووصفوه هؤلاء بأنها صحوة الشباب العربي وصحوة المارد ويقود هذه الادعاءات ترسانة إعلامية عميلة قطرية دائما ما تظهر خلفية لمذيعي الأخبار الساذجين كلمات وصور وعبارات تدل على أن الشباب العربي فاق من غيبوبته وصحا وأستيقظ المارد وأنجر البركان مستنده في ذلك على صور لهؤلاء وأفواههم مفتوحة وأيديهم مرفوعة وأجسادهم عارية لتظهر علامات القوة والعضلات الجسدية ووجوههم مكتوب عليها كلمات وعبارات و و و الخ ,,, وهكذا ظهر في بادئ الأمر أن الأمور تمضي في الطريق السليم ليعيد التاريخ الإسلامي ماحدث في مطلع الألفية الثانية تقريبا قبل (ألف عام أو أقل) عندما أستعاد صلاح الدين الأيوبي استقرار الوطن العربي والإسلامي ووحد كلمته وجمع شبابه واستعاد مقدساته ,,, ولكننا نفاجأ أن كل هذا ليس له محل في قاموس هذا الجيل الذي أستيقظ ليقول للأعداء الذين كانوا يهابوه وهو في سبات ونوم عميق ,,, لا تخافوا ولا تقلقوا فنحن أسوأ من حكام ثورنا ضدهم بل نحن أكثرهم خناعة وجبانة وذل وهوان واستسلام ,,, فالحكام على الأقل كانوا يظهروا العداء حتى وإن كان هناك الكثير يجري من تحت الكواليس أما نحن الشباب الثائر فنظهر لكم كل الخضوع والخنوع والاحترام والذل والهوان والاستسلام ,,, نحن استيقظنا من سباتنا لنظهر لكم كم كنتم مغفلين كونكم كنتم تضعون لنا ألف حساب وحساب وسنرجع مرة أخرى للنوم والسبات ولكن قبل هذا لدينا مهمة أخيرة هي تذليل أي صعوبات وضعها في وجوهكم الحكام من أجل إطباق سيطرتكم الكاملة والتامة على الأوطان ,,, وهذه مهمة ستكون أكثر من سهلة وستعجل لكم يا بني إسرائيل تحقيق كل أحلامكم وأفكاركم وبروتوكولاتكم ,,, ألا ترون ما يحدث في تجمعاتنا وساحاتنا من ممارسات وأفكار يستحي الواصف أن يصف أن هؤلاء سيحررون مقدساتنا من أيديكم ,,, ألا ترون أن رموزنا الثوريين كل يوم في حضن آبائكم وأمهاتكم من دولة إلى دولة تارة في البيت الأبيض وتارة في باريس وأخرى في تركيا وروسيا وبريطانيا تتمنى منهم وترجوا أن تأتي لتحتل أوطانهم فقولوا لي بالله عليكم أين سيكون مكمن تحرير ما بأيديكم أن كنا نبحث عن أوليائكم ليحتلوا أراضينا ,,, لا تقلقوا على الإطلاق فنحن فقط استيقظنا لنرقص على آلام وجراح أوطاننا وقدمنا ثمنا لهذه الرقصات مئات الآلاف من القتلى وأضعافهم جرحى وهدينا اقتصادنا هدا ,,, متعلقين بقصص خرافية مضحكة أسمها تكميم الأفواه وتجويع البطون فأصبحنا بعد ذلك أفواه محطمة وبطون مبقورة وأجساد متناثرة وأوطانا متناحرة وأفكار متضاربة وشباب يتمايل كما تتمايل الراقصة على أصوات الدفوف.
– أستيقظ