مبادرة مارب
مبادرة مأرب ..تفضح نوايا العدوان في تحقيق اي تسوية سياسية او سلام في اليمن
أخيرا .. هاهي مبادرة التسع نقاط التي طرحها مؤخرا قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي بخصوص الوصول الى تسوية انسانية في مأرب ، قد جاءت لتفضح نوايا دول تحالف العدوان الرافضة أصلا لأي مساعي تسوية سياسية أو تحقيق سلام في اليمن عموما ..عدا السلام الذي تريده طبعا على الطريقة الصهيوأمريكية والذي شواهده ماثلة للعيان في أكثر من دولة عربية حولنا.
بقلم/ علي العيسي
حتى بعد انقلاب موازين القوى وتحولات الخارطة الميدانية لصالح أنصار الله ، فقد سعت دول تحاف العدوان ممثلة بالسعودية ومن وراءها، إلى استحداث وتعزيز بدائل أخرى ضاغطة لتعويض الأوراق العسكرية المتهاوية والهزائم المتتالية التي منيت بها ليس في مأرب وحدها وإنما في مختلف جبهات المواجهة ، حيث عمدت حاليا الى تعزيز توجهات الحرب الاقتصادية وتشديد الحصار وغير ذلك من المسارات العدوانية المندرجة في إطار الملف الإنساني والتي تسعى الى استخدامها فقط للمساومة..
انها اللعبة ذاتها ..التي تمارسها قوى الاستكبار العالمية ممثلة باسرائيل و امريكا وبريطانيا في منطقة الشرق الاوسط بشكل عام .
وعلى مدى قرابة عشر سنوات .. وتحديدا منذ مطلع العام 2011، حينما عمت الفوضى العربية المنطقة ، تحت ما أسمي بثورات ” الربيع العربي” والتي اندلعت بداية من تونس ، ثم ليبيا ، تلتها مصر وسوريا ووصولا الى اليمن.
كل ما يجري هو وفق مخطط واحد ..وسيناريو معد سلفا ..كانت اعلنت عنه صراحة – في وقت سابق – وزيرة الخارجية الامريكية “كوندا ليزا رايس”..ورفع شعاره الرئيس الامريكي السابق”اوباما” ..في برنامجه الانتخابي الذي حمل عنوان “التغيير”..وترجمه مؤخرا على ارض الواقع الرئيس المعتوه ” ترامب ” باعلانه لصفقة القرن ..وهرولة بعض دول المنطقة العربية للتطبيع ..!!.
انه ذات السيناريو المعد سلفا وفق استراتيجيات مرسومة بدقة من كبار حاخامات اليهود وحكماء بني صهيون ، في مطابخ الصهيونية العالمية كمنظمة “اوبك ” وغيرها..و الذين ينفذونها على مراحل عبر الماسونية واجهزة استخبارات ال”سي آي ايه” .. وبقية المنظمات الدولية العاملة في المجال الانساني وتقديم المساعدات الاغاثية الطارئة أو تلك التي تزرعها في اوساط المجتمعات تحت غطاء أو مسمى حقوقي أو علمي أو غيره.
ولأنهم – كما يعلم الجميع -يملكون المال عبر خمسة أشخاص هم أغنى أثرياء العالم من أسر أصولها يهودية ..بالتالي هم يتحكمون جيدا بالاعلام العالمي..ويديرون الكونغرس الامريكي ويصنعون زعامات الدولة العظمى (امريكا )التي نصبت نفسها شرطيا للعالم يرعى الديمقراطيات الناشئة فيه ويحمي السلام العالمي ويحررون الشعوب المضطهدة من انظمة الحكم المستبدة بها ، على غرار ما شهدته افغانستان والعراق طبعا..الى جانب مزاعم تحرير المرأة وحفظ حقوق الطفولة وصون الحريات العامة..
فيما هم في حقيقة الأمر ينتهكون سيادة الدول ويتدخلون في شؤونها الداخلية ويصنعون الفوضى العربية – وفق السيناريو المعنون ب ” لعبة الموت” – وبما يحقق أجندة ومخططات الصهيونية العالمية الرامية الى رسم خارطة “شرق أوسط جديد ” تخدم أطماعها.. ومصالح الدول العظمى الدائرة في فلكها والتي هدفها احتلال الدول العربية ونهب خيراتها وثروات شعوبها.
ما يثير السخرية والغضب في آن واحد ..ان هذه اللعبة بأصولها ليست خفية على أبناء الأمة العربية والاسلامية ..كما انها ليست جديدة كذلك على المنطقة العربية .. فهي تدار منذ اول احتلال شهدته الدول العربية بعد الحرب العالمية الاولى تقريبا ..بل احتلال فلسطين وغيرها من الاقطار العربية..وبعد كل ثورة تحرر عربية تسعى دول الاستكبار العالمي لاجهاض تلك الثورة في مهدها واحتواء قياداتها أو إغرائهم واستمالتهم او الضغط عليهم وجعلهم موظفين في البيت الابيض مثلا .. وان لم تستطع فتعمل بشتى الوسائل والطرق على تصفيتهم ، والشواهد عبر التاريخ القديم والمعاصر كثيرة ..وليس عنا ببعيد ما حصل لناصر مصر و صدام العراق و حمدي اليمن كنماذج لزعامات عربية تاريخية تم اغتيالها..
وللأسف لدول الاستكبار الى جانب منظماتها الدولية والاجهزة الماسونية و الاستخباراتية ..لها ايضا ادواتها في المنطقة العربية كدول الخليج بقيادة كيان المهلكة السعودي ونظام آل سلول القائم على الفكر الوهابي ..و الذين يمثلون سيفا في خاصرة الامة بما يقومون به باموالهم المدنسة من اثارة الفوضى في البلدان العربية و صناعة وتصدير الارهابيين وتجنيد المتطرفين و العملاء وشراء الولاءات والذمم..وبما يخدم تنفيذ تلك الاجندة والمخططات الخارجية، وصولا الى تحقيق اهداف المؤامرة الخارجية على الشعوب العربية والانظمة الاسلامية على حد سواء.
وما شهدته -ولا تزال- اليمن.. ليس في معزل عما يجري في المنطقة العربية ككل ..وما العدوان الغاشم منذ اكثر من ستة اعوام لدول التحالف بقيادة السعودية والامارات ، الا محاولة من قوى الاستكبار العالمي لاجهاض ثورة (21سبتمبر) التي رفعت شعار ” الموت لامريكا .. الموت لاسرئيل”، العدو الحقيقي للأمة العربية والاسلامية .. مجسدة اهداف الانتصار للارادة اليمنية في التحرر من الاحتلال و رفض الهيمنة و الوصاية الخارجية وتحرير القرار والسيادة اليمنية.
ولهذا يتضح جليا ان قرار الحرب على اليمن خارجي..وان هرولت السعودية لتنفيذه..بدافع حقدها الاعمى على اليمن ..وسعيا منها هي ودويلة الامارات الى تحقيق اطماعهما المشتركة في نهب ثروات اليمن والسيطرة على موانئه الحيوية والاستراتجية واحتلال سواحله وجزره ..فانهما بالتأكيد قد ادركتا ربما متأخرتين انهما يلهثان وراء سراب..خصوصا بعد الهزائم المتتالية التي منيا بها على مدى الخمس السنوات الماضية منذ بدء العدوان سواء في الجانب العسكري في مختلف جبهات المواجهة على ايدي ابطال الجيش واللجان وانتصاراتهم التي عكست شجاعة المقاتل اليمني وبسالته و شدة بأسه رغم المواجهة غير المتكافئة من حيث العتاد والعدة .. أو في الجانب السياسي والاعلامي الذي واجه بحكمة يمنية اصيلة واحترافية مهنية عالية جحافل الميكنة وعباد المال..او حتى في الجانب الاقتصادي المعبر عنه في الصمود المنقطع النظير والذي اذهل العالم..من شعب لم يعد هناك ما يخسره بعد تدمير بناه التحتية و كل مقومات الحياة في أرضه.