أيها اليمنيون: أيُّ رجالٍ أنتُم؟ ومن أي طينٍ جُبِلتُم؟
بقلم || د. إسماعيل النجار*
يا يَمَنَ الأحرار، يا مستودَع الرجال الأبطال، أسود البَر والميدان في كُـلّ زمانٍ ومكان، بالأمس واليوم وغداً، من مأرب حتى جَيزان.
عندما شاهدنا مقاطع الفيديو لكم في ميادين القتال، شيئان كبيران أذهلاني، وجعلاني أتساءلُ كَثيراً.
الشيءُ الأول: قوَة إيمانكم واندفاعكم الذي جعلكم تواجهون أعدائكم على مسافة صفر، ومناداتكم لهم بالاستسلام، التي تؤكّـد عمقَ ثقافتكم المحمدية الأصيلة المبنية على الرحمَة والمغفرة والرأفة، حتى بالذين قتلوكم وقتلوا أطفالكم، ورغم ذلك أبيتم قتل مَن سَلَّمَ واستسلَم، وكان العقلُ والخوفُ من الله أسرعَ من رصاص بنادقكم فَيَصِل إلى مسامع أعدائكم سَلِم مَن سَلَّمَ، ومَن رفضَ لَم يُظلَم؛ لأَنَّه هوَ مَن لنفسهِ تَظَلَّم.
والشيءُ الثاني: هُوَ جُبْنُ العدوِّ السعوديّ وفرارُه من أمامكم بعدما أذقتموهُ بأسكُم، ومحاولة البعض الانتحار لكي لا يُسَلم نفسه، إن دَلَّ هذا الأمر على شيء إنما يدل على ضعف عقيدتهم الوهَّـابية الرذيلة وإيمانهم بأوطانهم.
يا أيها الحيدريون الأشاوس لقد أثلجتم صدورنا وأفرحتم قلوبنا وأنسيتمونا حزننا؛ لأَنَّكم كما عهدناكم دائماً، ترفعون من هِمَمِنا وشأننا فلكم من كُـلّ طفلٍ وأم وأخٍ وأخت ومن كُـلّ أبٍ ومقاوم في كُـلِّ العالم تحيةَ، مرفوعة إلى الجبين؛ لأَنَّكم الشرفاء الأعلَون، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
* كاتب وَمحلل لُبناني