استعدادات سعودية لخوض حرب جديدة في شمال اليمن
المتابع للمشهد اليمني منذ أن انتهت الحرب السادسة أواخر 2009م يرى حرص
النظام السعودي في تغذية المشاكل وإضرام الفتن وإذكائها وإشعال الحرائق
في شمال اليمن لما من شأنه النكاية والانتقام من جماعة الحوثي لان النظام
السعودي دخل في الحرب السادسة بكل عنجهية وتكبر .. حيث تحدث بعض أمراءها
أن القوات السعودية ستدخل إلى العمق اليمني لدحر من اسماهم بالمتسللين
فكان نبرة آل سعود حينها قوية ومتغطرسة ..
لاسيما وان هذا النظام يرى أن جيشه قد درب تحت رعاية أمريكية وكذلك تسليح
الجيش بأسلحة أمريكية متطورة ويمتلك ترسانة عسكرية كبيرة .. فهو لا يبالي
وكان يثق بشكل كبير على تلك القوة العسكرية وعلى جيشه المترهل لكن النظام
السعودي تجاهل نقطة هامة ومفصلية وان الله بيده كل شيء وبيده المتغيرات
وما النصر إلا من عند الله .. فاعتماد النظام السعودي على القوة التي كان
يمتلكها وعلى الغطاء الدولي الذي يحضى به أعمته عن التمسك بحبل الله
المتين فهذا ما يدلل على عمالة هذا النظام لأمريكا ولدول الاستكبار
العالمي ..
في المقابل خاضت المملكة حرب شرسة ضد الحوثيين على مدى أربعة أشهر لم
تستطيع أن تحسم المعركة بل تراجعت القوات السعودية إلى الخلف عشرات
الكيلوهات خلاف ما تحدث به أمراء آل سعود في بداية المواجهة .. وفي نفس
الوقت مني نظام آل سعود هزيمة نكرى لم تشهدها على مر العصور فكان هذا
مؤثر على نفسيات ومعنويات الجنود السعوديين .. حيث سقط أعداد كثيرة من
القتلى والبعض اسر وأعداد أخرى من الجرحى فهذا ما لم يكن في حسبان هذا
النظام العميل وبعد ذلك استخدم الطيران المكثف والضرب بالصواريخ بشكل
جنوني وإخلاء أكثر من 450 قرية سعودية ومن ثم استنجدوا بالحليف الأمريكي
فتدخلت القوات الجوية الأمريكية وسارعت في قصف المناطق الشمالية .. وسقط
على أثرها ألف قتيل من المواطنين العزل ودمرت الآلاف المنازل وضربت
البناء التحتية والمدارس وأصبحت المناطق الشمالية أطلال يخيم عليها شبح
الحرب ..
كما أن الحوثيين استطاعوا أن يديروا الحرب بشكل قوي جدا واستخدموا خطط
عسكرية متنوعة مما أجبرت النظام السعودي والنظام اليمني والساسة في البيت
الأبيض أن يضعوا حدا لهذه الحرب الذي وصفتها دراسة رند بالحرب الأخيرة
وتحدثت الدراسة أن هزيمة الجيش السعودي في الحرب السادسة مع الحوثيين
تمثل هزيمة للجيش الأمريكي لان الجيش الأمريكي درب جيش النظام السعود على
أرقى وأعلى المستويات فكيف يهزم أمام الحوثيين .. واعتبرت الدراسة
الأمريكية رند أن النظام السعودي مني بهزيمة هزت معنويات الجيش السعودي
وكذلك سقطت هيبة المملكة التي تعتبر نفسها لاعب إقليمي في المنطقة ..
الجدير بالذكر أن النظام السعودي سارع بعد الحرب السادسة في إنشاء جيش
شعبي على الشريط الحدودي اليمني السعودي لكي يقوم بمهمة خوض الحرب الغير
الرسمية مع الحوثيين على امتداد الشريط الحدودي وهذا ما حصل ..
حيث يرى مراقبون أن النظام السعودي غير الإستراتيجية وأراد من الجيش
الشعبي الذي هو في الحقيقة قبائل يمنية ومليشيات تابعة لحزب الإصلاح
اليمني المقرب من السعوديين لكي يقوموا بهذه الحرب لربما أن يستطيعوا لأن
ينتصروا على الحوثيين .. وفي نفس الوقت إذا لم يستطيعوا أن يحققوا مبتغى
أمراء آل سعود وعلى الأقل أن يضعفوا الحوثيين حتى تحين حالت الإرادة
والعزيمة لدى أمراء آل سعود لخوض حرب رسمية مع جماعة الحوثيين في شمال
اليمن وهذا ما نرى بوادره في هذه الأيام ..
حيث نرى استعدادات غير مسبوقة من قبل نظام آل سعود في استحداث مواقع
جديدة على الشريط الحدودي وتزويده براجمات الصواريخ والمدافع طويلة المدى
ومعدات عسكرية حديثة ومتطورة على طول الشريط الحدود الممتد بين اليمن
والسعودية .. وكذلك بناء مهابط للطائرات العسكرية في تلك المواقع
المستحدثة وكأنهم يريدون أن يشعلوا حرب كبيرة جدا وفي نفس الوقت فتح
معسكرات للتجنيد لكل الوافدين للمملكة من صوماليين وباكستانيين وأفغان
وغيرهم .. وكذلك استدعاء مشائخ يمنيين إلى الرياض لعقد اجتماعات سرية
بحضور نايف بن عبد العزيز آل سعود المقرب من الأمريكيين وقيادات عسكرية
أمريكية ودعوت المشائخ المرتزقين والتابعين لأمراء آل سعود بان يشاركوا
في الحرب ويجندوا قبائلهم للدخول في الحرب التي تعتزم المملكة أن تخوضها
مع الحوثيين .. وبالتالي طائرات الاستطلاع السعودية وطائرات بلا طيار
الأمريكية تجوب سماء المناطق الشمالية باستمرار وكذلك الإيعاز إلى قيادة
الإصلاح بان يدعوا إلى قتال الحوثيين وطلاق الفتاوى ضدهم ..
وكذلك الاجتماع السري الذي انعقد في قيادة الفرقة الأولى مدرع بين لواء
الحروب ومصاص الدماء علي محسن الأحمر والشيخ حميد الأحمر والسفير
الأمريكي يهودي الأصل .. وكذلك السفير السعودي ولجنة من قيادات سعودية
ناقشوا فيها كيفية مشاركة ألوية الفرقة المتواجدة في صعدة والعناصر
الإصلاحية في الحرب التي تستعد لها المملكة هذه الأيام فتمخض هذا
الاجت