تبادل الأدوار لإطالة أمد العدوان
بقلم/ سند الصيادي
في الوقت الذي يُتوقَّعُ أن يسعى المجتمعُ الدوليُّ لإنهاء العدوان والصراع في اليمن بعد ست سنوات من المعاناة الإنسانية للشعب اليمني، والتي صُنَّفت بأنها الأسوأُ في التاريخ الحديث، وبالتزامن مع تصريحات الإدارة الأمريكية الجديدة على ضرورةِ وضعِ حدٍّ لهذه الحرب يخرُجُ حلفاؤهم وشركاؤهم البريطانيون في العدوان على اليمن بالتأكيدِ على استمرارِ بلادِهم في إبرام صفقات السلاح مع المملكة السعودية.
وبالتزامن أَيْـضاً مع التأكيد البريطاني باستمرار الدعم العسكري ضد اليمن، تناغمت تصريحاتُ سفيرها في المملكة وَكذلك مواطنها الذي يشغل منصبَ المبعوث الأممي إلى اليمن، في لهجتها العدائية لقوى الداخل وَاستمرارية منطقِها الأعوج في التعاطي مع الحرب العدوانية وَتوصيفها.
لم تكن مفاجئةً للقوى الوطنية هذه النزعةُ البريطانية والأدوار القديمة وَالحديثة في اليمن، كما لم يكن خفياً حجمُ حضورها في العدوان على شعبنا، سواءً من خلال المشاركة الفعلية في الميدان، أَو من خلال قرارات مجلس الأمن بشأن اليمن وَالتي خَطَّت هي مشاريعها العدائية لإضفاء الصفة الشرعية لهذا العدوان وَتبرير جرائمه، بنوايا وحلم العودة إلى ماضيها الغابر في السيطرة على البلاد وَاحتلال السواحل والجزر اليمنية.
والحاصلُ أن هذا الموقفَ البريطانيَّ بقدر ما يعيدُ التذكيرَ بدورِ المملكة المتحدة في تنشئةِ وَتأسيسِ مملكة آل سعود والكيان الصهيوني في المنطقة، فَـإنَّه يكشفُ إلى حَــدٍّ كبير عن سيناريو أمريكي بريطاني صهيوني قادم، من خلالِ لُعبةِ تبادُلٍ في الأدوار تتغير فيها المراكز والتموضعات وَتستمر فيها الحرب والاستهداف للإرادَة الوطنية.
وَهذه المخطّطات تفرِضُ على شعبنا ومكوناته الوطنية رفعَ حالة الوعي الشعبي وَالسياسي والتنبُّه للمؤامرات القادمة، وَباستمرار الصمود وَتعزيز الاصطفاف خلفَ قيادتنا القرآنية وَجيشنا ولجاننا الشعبيّة ستبوءُ هذه المؤامرات حتماً بالفشل.