وزير الداخلية الوجه المشرق في حكومة الوفاق
لم يسبق لي أن التقيت بوزير الداخلية الواء الدكتور عبد القادر قحطان ولم
أشاهد له أي مقابلة في التلفزيون وقد تولد لدي إنطباع بأن الرجل مادام
ضمن قوائم المشترك فإنه سيكون تابع للتوجه العام لقادة المشترك وأنه سيكون سوط مسلط على الآخرين الذين ليسوا تابعين لأحزاب القاء المشترك
وكانت هذه القناعة ناتجة عن تصور مسبق بأن الوزراء ليسوا سوى أداة طيعة
بيد من عينهم كما تعودنا على مدى تايخنا الحديث وأعتقد أن الكثير من
الناس كانوا بل ولا زال معظمهم يحملون نفس التصور الذي حملته منذ الوهلة
الأولى لتشكيل حكومة الوفاق الوطني.
هذه الصورة المسبقة بدأت تتلاشى منذ فترة بعد أن سمعت من الزملاء الذين
يعملون في وزارة الداخلية وعرفت منهم أن هذا الرجل ليس كما أتصوره في
ذهني وأنه رجل موقف ورجل دولة من الطراز الأول وأنه يتعامل مع الجميع بحب
وتقدير كبيرين بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية أو المناطقة والمقياس
لديه هو العمل ومدى ما يمارس الإنسان واجباته فمن أدى عمله على أكمل وجه
فإنه يقده ويحترمه ومن قصر فلا يلوم إلى نفسه وهذا الأمر قد أدخل إلى
نفسي نوع من الشك والريبة ولكن تواترت أحاديث الأصدقاء العاملين في
الداخلية جعلني أعيد النظر في الصورة النمطية التي طبعتها في ذهني لهذا
الرجل وأقف على الحياد حتى أتأكد بنفسي من خلال ما يصدر من الرجل ومتابعة
أفعاله التي ترافق العمل اليومي المرتبط بحياة الناس اليومية.
وخلال متابعتي للمؤتمر الصحفي الذي أقامه هذا اليوم جعلني أشعر أن هذا
الرجل هو رجل وفاق وإتفاق ووسط بكل معنى الكلمة فهو لم يكن منظرا أو
متعاليا وكان حديثه حديث الإنسان الواثق والذي يرفض القفز على الواقع فهو
يعرف الوضع اليمني ويعرف خباياه ولذلك كان يتكلم من واقع المعرفة التامة
بما هو موجود غي البيئة اليمنية ولم يكن تصادميا أو عنتريا بل كان وضحا
كل الوضوح في أن الداخلية وجميع أجهزتها الأمنية قد تم تجنيدها لصالح
نجاح الانتخابات الرئاسية ولم يدعي أو يقول أنه سيضرب بيد من حديد ولم
يهدد أو يتوعد بل كان هادئ متزن يتحدث عن واقع يعيشه الشعب ومن يحاول أن
يقفز عليه فإنه سيخسر في النهاية.
لقد أكبرت الرجل واحترمته وقدرت اتزانه وبعده عن عنجهية وزراء الداخلية
الذين عرفناهم وهم يتحدثون بلغة نارية فجه ويهددون ويتوعدون ويزبدون
ويرعدون هذه الأشياء لم أجدها في حديث الوزير قحطان مما جعلني اتفائل بأن
الرجل رجل مرحلة وأن الداخلية سوف تشهد في عهده تطوير لم يسبق له مثيل
لأنه سوف يتعامل مع المواطنين بكل إحترام وتقدير.
لقد احترمته عندما قال أن يمكن أن تحصل إشكاليات خلال الاقتراع ولم
يتطاول أو ينكر أن هناك احتمال لحصول هذه المشاكل وإن كان قد قلل من
تأثيرها على مجمل العملية الانتخابية, لقد قال بأن تلك الإشكالات ”
محدودة”? متحدثا عن ” إجراءات وقائية” تنفذها وزارته لمواجهة أية جماعات
تتجه لتنفيذ أعمالا تحول دون ممارسة الناخبين في التعبير عن آرائهم. وقد
أكد أن الوزارة ستكتفي بوسائل مكافحة الشغب لمواجهة أية إشكالات? معربا
عن أمله أن تسير العملية الانتخابية دون أية عوائق تضطر أجهزة الأمن إلى
التدخل لمجابهتها.
شكرا لك يا وزير الداخلية ونرجو لك التوفيق والنجاح في قادم الأيام