اولويات السلام والامن القومي الخليجي
-وانااقرأ التقريرالاستخباراتي اليمني الذي نشرته صحيفة “الشرق” السعودية فى عددها الصادر الأحد?الاحد 29يناير الماضي والذي يحتوى على معلومات تفيد بوجود مخطط إيرانى توسعى فى اليمن? يهدف إلى السيطرة على الساحة السياسية من خلال إنشاء أحزاب موالية لطهران وتمويل جماعات ونخب ثقافية وسياسية ومنابر إعلامية للعب دور سياسى يتبنى الرؤية الإيرانية تجاه الأحداث فى المنطقة.
عدت بالذاكرة الى عام 1982م حيث نشرت صحف سعودية ومنها المدينةعلى ما اذكر حديثا مطولا للرئيس العراقي صدام حسين -رحمه الله-والذي كشف من خلاله الاطماع الفارسية في الوطن العربي وهي توسعية اكثر منها سياسيا بعبائةالدين الاسلامي الحنيف وتنبأ في ذلك التاريخ لجملة من الاحداث والوقائع الجارية والمخططات الفارسية التي تحاك بالمنطقةاليوم وهي ذات الاطماع والمخططات التي كانت موضوع ندوة اقيمت في مكتب صحيفة (الحياة)في العاصمةالسعوديةالرياض في تاريخ 9-مايو2009م اي قبل ثلاثةاعوام تقريبا .
بدأ موضوع الندوة بنقاش عنوان :«الأطماع الإيرانية»? والذي اعترض عليه حينها عدد من المشاركين مقترحين كلمة :«الطموحات» لأنها أكثر ديبلوماسية من سابقتها? فيما رأى اخرون أن مصطلح «المشروع الإيراني» أكثر ملاءمة لعنوان الندوة? والتزم البقية الحياد تجاه هذا الإشكال اللفظي? وطرح الدكتور آل زلفة استاذ التاريخ بجامعة الملك سعود بعض ملامح المشروع الإيراني في المنطقة العربية? فهي «ليست غريبة لمن يقرأ التاريخ جيدا?ٍ? الدولة الصفوية إبان عهد الشاه إسماعيل كانت لها محاولات للسيطرة على المنطقة الخليجية والعراق أيضا?ٍ? لكن الدولة العثمانية حافظت على الهوية السنية لدول المنطقة في تلك الحقبة? فيما تعاونت الدولة الصفوية مع كل من يهدد أمن المنطقة كالبرتغاليين والإنكليز? وكان الشاه إسماعيل يردد آنذاك: سأمدكم بما تحتاجون.
وصد?ق الكثيرون شعارات ثورة الخميني عن نهضة إسلامية? متوسلة تحويل سفارة إسرائيل فيها إلى سفارة فلسطينية.
أما رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية الدكتور أنور عشقي فأشار إلى أن المشروع الإيراني واضح في رؤيته الهادفة إلى بسط نفوذه على الخليج العربي? وتحديدا?ٍ منذ الثورة الإيرانية في نهاية السبعينات? وعاد بالذاكرة إلى عقود قائلا?ٍ: «المشروع الفارسي دعمته أميركا إبان وجود الشاه? ليكون الحاجز الأول أمام الاتحاد السوفياتي آنذاك? وكان للشاه حينها مشروع توسعي نحو دول الخليج? وهو ما رفضته الدول الكبرى في حينه? ومنعوه فلم يمتنع? إذ كانوا يخشون من سيطرته على نفط المنطقة? وما لبث الأميركيون أن اتجهوا إلى إبعاد الشاه ودعم الجماعات الإسلامية? ووقتها لم يكونوا يفرقون بين الشيعة والسنة? ووجدت حكومة الرئيس كارتر أن وجود دولة إسلامية في آسيا إلى جانب أفغانستان سيصيب الاتحاد السوفياتي في مقتل? وهو ما يتحقق – بحسب رأيهم – في إيران? لكن كارتر فوجئ بطموحاتهم التي لا تنسجم معه.
< في ما يأتي وقائع الندوة:
يرى أستاذ التاريخ الحـــديث في معـــهد الدراسات الديبلوماسية الدكتور محمد العويرضي أن إيران توثـــق علاقاتها الدولية مع كل الدول الكبرى في سبيل تحقيق أهدافها في المنطقة? مشيرا?ٍ إلى ان هذا النهج بدأ منذ تأسيس الدولة الصفوية واستمر حتى الآن? وقال: «لا فرق بين الإصلاحي والمتشدد في القيادة الإيرانية تجاه المشروع المخطــط له? واكتساب دور إقليمي ودولــي كذلك? إذ انها ترغب في مشـــاركة الدول العظمى في تحديد الــسياسة الإقليــمية في المنــطقة? عبر وسائل عدة? كالادعاء أن إيران تسعى إلى الوقوف أمام مشروع غربي ساع إلى السيطرة على المنطقة والإضرار بهويتها الإسلامية? وللأسف بعض المتابعين من الس?ْن??ة صد?ق هذه الادعـــاءات? وإيران تســـعى إلى حشد الدعم الشعبي الإيراني والإسلامي عبر خطابات دينية? وعقد تحـــالفات مع جماعات شيعية? وكذلك سنية في دول المنطقة? خصوصا?ٍ في لبـــنان والـــعراق وأفغانستان والأراضي الفلسطينية المحتلة? وبعض دول الخليج? مع قناعتي الـــشديدة بعدم قدرة إيران على التأثير في دول الخليج بدليل أن البحرين خـــالفت التوقعات بتهـــاون منتخبها الكروي أمام نظيره الإيراني في ســــباقه نحو التأهل لكأس العالم على اعتبار وجود مذهب موحد بين الكثـــير من لاعبي المنتخبين البحريني والإيراني? إلا أن ذلك دحضه فوز البحرين? وهذا يعزز التأكيد أن البحرين عربية خالصة? لا تدين لإيران بولاءات? وفي الإمكان استثمار قدراتها لتأسيس مشروع عربي قوي بعيدا?ٍ من الجانب المذهبي.
طموحات لا توازيها إمكانات
ويقول الدكتور أنور عشقي: «إيران جارة? نشترك معها في بعض الأمور? وكنا نتمنى أن تكون جزءا?ٍ فاعلا?ٍ في الأمة الإسلامية? لكن مشروعها يمنعها من ذلك? إذ لديها رغبة في إعادة المجد الفارسي? وطموحاتها أكبر من قدراتها? وهـــذا ما يسبب لها أزمة سياسية.
يصعب عليها أن تكون دولة عظمى بسبب قدراتها المحدودة? وفي إمكانها فقط أن تكون دولة فا